أمريكا تتعهد بتأمين احتياجات العالم.. هل تبتستم أسعار النفط للاقتصادات الناشئة؟

الأحد، 01 يوليو 2018 06:00 م
أمريكا تتعهد بتأمين احتياجات العالم.. هل تبتستم أسعار النفط للاقتصادات الناشئة؟
برميل بترول - أرشيفية
كتب- مدحت عادل

شهدت سوق النفط العالمية الأسبوعين الماضيين تطورات سريعة، بدءا من الضغوط الأمريكية التى نجحت فى إقناع منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» لرفع سقف الإنتاج من النفط مليون برميل يوميا اعتبارا من الشهر الجارى، وحتى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس موافقة الممكلة العربية السعودية على رفع الإنتاج من النفط حتى مليونى برميل لتعويض نقص الإمدادات المتوقع من جراء فرض العقوبات على إيران.

ويترقب المتعاملون الرئيسيون فى أسواق النفط تبعات التحركات السياسية للرئيس الأمريكي تجاه إيران على أسعار النفط، حيث يسعى الرئيس الأمريكيى إلى إحكام السيطرة فى تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران هذه المرة، حيث تشكل صادرات النفط الإيرانية جزءا كبيرا من موارد الدولة، كما أن تقديرات سابقة أشارت إلى أن إيران استطاعت خلال فترة تطبيق العقوبات الأمريكية فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما أن تتحايل على القرار واللجوء إلى تهريب النفط بقيم تتراوح ما بين 13:12 مليار دولار، وهو ما يسعى أوباما إلى قطع الطريق عليه هذه المرة.

تحركات الرئيس الأمريكي ترامب قد تظهر أن الغرض منها هو تأمين احتياجات السوق العالمى من النفط، مع قرب انتهاء المهلة المحددة من جانب ترامب لحلفاء الولايات المتحدة لقطع وارداتها من النفط الإيراني بحلول نوفمبر المقبل، ولكن حتى مع تعهد المملكة العربية السعودية برفع إنتاج النفط إلى مليونى برميل يوميا بحلول نوفمبر المقبل، هناك شكوك حول قدرة المملكة وحدها على تأمين الاحتياجات المستقبلية لسوق النفط العالمي لفترة طويلة وسد نقط الإمداد المتوقع فى الفترة المقبلة، بما يساعد على تراجع مؤشر أسعار النفط عالميا، وهو ما قد يترتب عليه تحمل أعباء مالية كبيرة على موازنات الدول المستهلكة للنفط، ومخاطر أكبر على موازنات الاقتصادات الناشئة ومن بينها مصر.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أن العاهل السعودي الملك سلمان وافق على طلبه زيادة إنتاج النفط، وذلك بعد أسبوع من إعلان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قرارا مشابها. وقال ترامب في تغريدة: «تحدثت للتو الى الملك السعودي سلمان وشرحت له أنه بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط، ربما حتى مليوني برميل للتعويض».

ونسبت صحيفة «وول ستريت جورنال» لمسؤولين في قطاع النفط قولهم، إنه من المشكوك فيه أن تتمكن المملكة من رفع إنتاجها بالقدر الذي اقترحه ترامب، فيما نقلت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان وترامب أكدا خلال اتصال جرى بينهما «على ضرورة بذل الجهود للمحافظة على استقرار أسواق النفط ونمو الاقتصاد العالمي، والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات».

وبلغ إنتاج السعودية من الخام نحو 10 ملايين برميل يوميا في مايو الماضى بحسب تقديرات أوبك.

وتشهد مشتريات الشركات الأوروبية من النفط الإيرانى تراجع ملحوظ، فى الوقت الذى حثت فيه إدارة ترامب حلفائها على التوقف عن استيراد النفط الإيراني بحلول نوفمبر المقبل، لتجنب الاستبعاد من النظام المالى الأمريكيى، وهو ما قوبل بالرفض من عدة دول من بينها تركيا ودول أوروبية، علما بأن أوروبا تتلقى أكثر من خُمس صادرات الخام الإيراني البالغة 2.5 مليون برميل يوميا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق