ماله الفول والعدس.. السرطان يتسرب إلى أجساد المصريين في أطباق اللحوم المصنعة

الأربعاء، 04 يوليو 2018 01:11 م
ماله الفول والعدس.. السرطان يتسرب إلى أجساد المصريين في أطباق اللحوم المصنعة
الفول
زينب عبداللاه

على مدار سنوات طويلة يحذر الأطباء من مخاطر اللحوم المصنعة ويتحدثون عن أضرارها الصحية التى تبدأ بزيادة الوزن وتنتهى بالتسبب فى الإصابة بالأمراض الخطيرة ومنها السرطان ، وكشفت العديد من التحقيقات الصحفية قضايا وكوارث كبيرة موثقة بالصور حول الظروف الملوثة وحجم المخالفات الصحية بالمصانع التى يتم فيها صناعة هذه البقايا والأحشاء التى يطلق عليها لحوم مصنعة، بعد إضافة المواد الكيميائية والصبغات التى أثبتت التحاليل أنها من المواد المسرطنة، فضلا عن الأجواء القذرة التى يتم فيها العمل فى مصانع بير السلم التى يتم فيها تصنيع اللانشون والهامبورجر والسوسيس واللحمة المفرومة، والتى يتم ضبط العديد منها يوميا وما خفى كان أعظم.

ورغم هذه التحذيرات والقضايا تظل هذه الأطعمة الأكثر انتشارًا فى مصر، فى ظل غلاء الأسعار نظرًا لرخص سعرها وخاصة المنتجات مجهولة الهوية، فهى بروتين الغلابة يبلعها الفقير حتى وإن كان واثقًا من أضرارها: "هنعمل إيه يعنى؟! هوة أحنا لاقين ولا نحلم نشترى اللحمة البلدى"، يعشقها الأطفال والكبار لدرجة الإدمان وتمثل النسبة الأكبر من ساندوتشات المدرسة لمعظم الأطفال، بل وفسحة الكثيرين فى مطاعم الوجبات السريعة.

ويعتبر اللحم المفروم  مجهولة المصدر ورخيص السعر نسبيا أحد أهم الحيل لربة البيت المصرية المحتارة دائما مع مصروف البيت القليل وغلاء الأسعار الفاحش، فتشترى منها نصف كيلو أو كيلو لتتفنن فى صنع صوانى المكرونة أو عمل الكفتة أو الحواوشى لتعوض أطفالها وأسرتها عن نقص البروتين.

قد تتجاهل الأم المصرية كل هذه التحذيرات  بسبب قلة الحيلة والدخل ، حتى وإن قرأت وشاهدت كيف يتم تصنيع وغش هذه اللحوم وكمية المواد الكيميائية الضارة التى تحتويها ، معتمدة على مقولة "أن معدة المصريين تهضم الزلط وربنا بيسترها"، دون أن تدرك أن   منظمة الصحة العالمية  أصدرت قرارها وبشكل رسمى باعتبار اللحوم المصنعة أحد مسببات السرطان جنبا إلى جنب مع الخمور والتدخين، وهو القرار الذى أثار ردود أفعال عالمية وأثار العديد من التساؤلات.

فإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد اتخذت هذا القرار بعد تحليل عينات اللحوم المصنعة فى أمريكا والدول الأوربية وهى الدول التى تراعى شروط وإجراءات السلامة الصحية وتخضع مصانعها ومنتجاتها الغذائية لرقابة وإجراءات صارمة، لتثبت أن هذه اللحوم تسببب السرطان، فما بالنا لو تم تحليل عينات من هذه اللحوم المنتشرة فى الأسواق المصرية والمصنوعة فى بير السلم؟!

وإذا كانت اللحوم المصنعة الأوروبية تسبب السرطان فما هو كم الأمراض الهائل الذى تسببه اللحوم المصنوعة فى أماكن أشبه بدورات المياه، وباستخدام مواد كيمائية مجهولة الهوية والمصدر.

وإذا كان تقرير المنظمة العالمية أكد أن تناول 50 جرامًا فقط من اللحوم المصنعة "فى أوروبا والدول المتقدمة" يوميًا، وهو ما يعادل أقل من قطعة سوسيس واحدة، يساهم فى رفع فرص الإصابة بسرطان القولون بنسبة 20%. فماذا عن السوسيس المصنوع فى مصر؟!

وإذا كانت الدراسات الأوروبية أكدت أنه حال تقليل كمية اللحوم المصنعة التى يتناولها الشعب الإنجليزى يوميًا إلى 20 جرامًا فقط، فإن ذلك يساهم فى منع حدوث 20 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا، فكم حالة وفاة تحدث فى مصر بسبب هذه اللحوم أو مضاعفاتها والأمراض التى تسببها ومنها أمراض القلب والسكر والجلطات والسرطان خاصة فى ظل غياب الإحصائيات والأبحاث.

قد يعتقد البعض أن هذه التحذيرات تنطلق من برج عالى لا يدرك معاناة المواطن المصرى مع ارتفاع الأسعار وعدم وجود بدائل أمامه سوى تناول هذه السموم ، ولكن إذا فكرت كل ربة منزل فى بدائل صحية ورخيصة من البقول وطريقة تقديمها بصورة مغرية ومختلفة حتى أنه يمكنها صنع الهامبورجر واللانشون من بدائل نباتية رخيصة وصحية ستجنب أطفالها ويلات هذه السموم وأثارها ، وإذا استرجعنا كيف كانت أمهاتنا تدير نفقات المنزل وتدبر طعام الأسرة بصورة اقتصادية وصحية قبل أن تعرف البيوت المصرية هذه الوجبات التى دمرت صحتنا وصحة أبنائنا والتى احتلت موائدنا لنقدم عن رضا منا السم والمرض لأبنائنا فى أطباق الطعام.

وإذا كان أصحاب الاستثمارات الكبرى التى تتاجر بصحتك وصحة أطفالك وتقدم لك السموم تحارب وتنافس  لزيادة مكاسبها وأرباحها فحارب أنت من أجل صحتك وصحة أطفالك ، لأنه لن يدفع ثمن هذه الأرباح ولن يشعر بألمك حين يصاب أحد أفراد أسرتك- لا قدر الله بالسرطان إلا أنت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق