أطباء وسط اللهب.. قصة إنقاذ المرضى من براثن حريق مستشفى الحسين الجامعي

الأحد، 08 يوليو 2018 05:00 م
أطباء وسط اللهب.. قصة إنقاذ المرضى من براثن حريق مستشفى الحسين الجامعي
مستشفى الحسين الجامعي

 

إذا قدر الله لك وأصبت بمرض ما، فما عليك إلا الابتعاد عن مستشفى الحسين الجامعي.. هذا المستشفى تشتعل فيه النار مرة كل عام والغريب أن الحريق يشب في أركان المستشفى في ذات الشهر سنويا.

المستشفى الكبير الذي يستقبل مرضى من انحاء الجمهورية، يكون على موعد مع اندلاع الحريق به في شهر يوليو من كل عام، حيث شب حريق هائل في 3 طوابق به أمس، سبقه حريقين خلال العامين الماضيين في نفس الفترة، لكن يعد حريق أمس هو الاكبر من بين كل الحرائق التي اندلعت بالمسستشفى.

شهادة أطباء بالمستشفى

ورغم أن الحريق لم يسفر عن خسائر بشرية بعد مجهود كبير بذله أطباء وعاملين بالمستشفى، قبل وصول قوات الإنقاذ والحماية المدنية، إلا أن الخسائر المادية التي نجمت عن الحريق كبيرة.

أطباء بمستشفى الحسين الجامعي، هم أعضاء بجروب يسمى أطباء مصر، رووا بعض المشاهد في عملية إنقاذ المرضى أثناء اندلاع الحريق. ويقول أحد أعضاء الجروب في منشور: «أنا كنت في الحريق اللي حصل في مستشفي الحسين النهارده وعيشته لحظة بلحظة»، وبعيدا عن سبب الحريق أو الخساير اللي سببها أنا حابب انقل واقع عيشته لمده ساعتين وأكتر».

وأضاف: «مستشفي الحسين بتخدم قطاع كبير جدا من المرضى وناس كتير بتسافر من محافظات بعيدة ومتبهدلة عشان عملية أو محجوزة في المستشفى لتلقي العلاج، وقت ما قام الحريق كنت في العمليات.. قفلنا على نفسنا باب العمليات الرئيسي والنار فوقنا لمدة ساعه عشان الحالات متخدره ومفتوحه ولازم العملية تكمل».

وتابع: «الحريق كان في 3 أدور تحت بعض.. لما طلعت لقيت زمايلي نواب القلب ونواب الصدر وبنات التمريض بـ 100 راجل والعمال بيجروا بالسراير وبينقلوا المرضي بعيد عن الحريق وكان في حالات اختناق كتير من المرضي، بيحاولو يسعفوهم والدخان مالي المكان، وفي نفس الوقت كانوا بينسقوا مع زمايلنا في مستشفي سيد جلال الجامعي ومستشفي الزهراء عشان يستقبلوا الحالات».

واستطرد: «نزلت الدور اللي تحته لقيت نواب الرمد نفس الحال شفت اتنين دكاتره زمايلي شايلين مرضي كبار في السن علي إيديهم والله ونازلين علي السلم».

واختتم عضو الجروب شهادته قائلا: «ويظل معتقدي ثابت إن الطبيب هو أكتر إنسان بيخاف على حياة المريض مش لأى سبب غير لأنه أكتر واحد مقدر ظروفه وحاسس بألمه فكل لحظه كان بيدرس ويتعلم فيها طبيعه مرضه وإزاي يعالجه».

مستشفى الشيخ زايد تحت تصرف كلية طب الازهر

لا يقل مجهود الدولة في إنقاذ المرضي عن مجهود أطباء مستشفى الحسين، ففي وزارة الصحة وجهت الدكتورة هالة زايد، بوضع مستشفى الشيخ زايد أل نهيان تحت تصرف عميد كلية الطب جامعة الأزهر، الدكتور أحمد سليم، لاستقبال الأطقم الطبية والحالات المرضية بمستشفى الحسين الجامعى، حتى الانتهاء من أعمال الصيانة والإصلاحات بالمستشفى نتيجة الحريق، الذى شب به أمس.

وأكدت وزيرة الصحة والسكان فى بيان اليوم، أنها كلفت الدكتور أحمد محى القاصد، مساعد الوزير للطب العلاجى والمشرف على أمانة المراكز الطبية المتخصصة، بتوفير سبل الراحة للاطقم الطبية سواء للأطباء أوالتمريض، القادمين من مستشفى الحسين الجامعى، لمستشفى الشيخ زايد أل نهيان، حرصاً على استمرارتقديم الخدمة الطبية للمرضى المحولين من مستشفى الحسين الجامعى وخاصة حالات الطوارئ.

وأشارت إلى توفير وزيادة مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى الشيخ زايد ال نهيان لتغطى احتياجات المرضى المحولين من مستشفى الحسين الجامعى لإجراء جميع الجراحات فى كافة التخصصات، مؤكدة أن هذا يأتى فى إطار التعاون المثمر بين جامعة الأزهر ووزارة الصحة للارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

وقالت وزيرة الصحة أنه فور نشوب الحريق بمستشفى الحسين الجامعى ، تم إخلاء 117 مريضا من المحتجزين بمستشفى الحسين الجامعى الى مستشفيات باب الشعرية 107 مريض، والزهراء 7، ومريض بمستشفى القاهرة الفاطمية، و2 بمستشفى المنيرة، فيما تم اسعاف حالتين كانا يعانا من اختناق وخرجا خروج تحسن.

 وأوضحت أنه تم إرسال فريق طبى من كافة التخصصات على رأسه الدكتور شريف وديع، مستشار الوزير للرعايات المركزة، لمتابعة حالة المرضى والإطمئنان عليهم بكافة المستشفيات التى تم الاخلاء عليها، للتأكد من تلقيهم الخدمة الطبية على أكمل وجه.

8505d62275291fccacce2aa9e9c8c202_920_420

4 مكالمات من مصطفى مدبولي لمتابعة الحادث

وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تابع أمس باهتمام بالغ، تطورات الحادث، وأجرى 4 اتصالات مع كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ووزيرى الداخلية والصحة، ومحافظ القاهرة، للاطمئنان على إنهاء أعمال الإطفاء، والرعاية الكاملة للمصابين.

 وشدد رئيس الوزراء على حشد جميع الإمكانات والتنسيق الكامل، لسرعة تواجد معدات وأفراد الإطفاء، مع إخلاء المستشفى من المرضى، والمتابعة بشكل مستمر حتى انتهاء أعمال الاطفاء.

 كما أجرى الدكتور مصطفى مدبولى اتصالاً بالدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، للوقوف على الإجراءات المتخذة للتعامل مع الحادث، خاصة جهود إخلاء ونقل المرضى المحجوزين داخل المستشفى إلى المستشفيات المجاورة.

 ووجه رئيس الوزراء بالتعامل السريع للحفاظ على أرواح المرضى داخل المستشفى، والتأكد من استكمال توفير الرعاية الطبية اللازمة لكل حالة بالمستشفيات الأخرى، مشدداً على المتابعة الدقيقة لتطورات الحادث أولاً بأول.

لجنة فنية لمعرفة أسباب الحريق

وفي السياق ذاته كشف الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، إنه تم تشكيل لجنة فنية من كلية الهندسة بجامعة الأزهر للوقوف على صلاحية المبنى الذى حدث به الحريق أمس بمستشفى الحسين، مشيرًا إلى أن الجامعة فى انتظار التقرير النهائى للنيابة العامة للوقوف على أسباب الحادث وأنه سيتم اتخاذ إجراءات رادعة فى حالة ثبوت أى تقصير من أى شخص، مؤكدا على لن يتم التستر على فساد أو تقصير.

وأوضح المحرصاوى، أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقدم كل الدعم اللازم للمستشفيات الجامعية التابعة لجامعة الأزهر من خلال بيت الزكاة المصرى لاستمرار تقديم الخدمة المجانية للمرضى، وآخرها توفير دعم لتطوير الرعاية المركزة بمستشفى الحسين الجامعى بتكلفة 60 مليون جنيه، يتكفل بها بيت الزكاة والصدقات المصرى، علاوة على توفير المستلزمات اللازمة للمرضى لاستمرار تقديم الخدمات الطبية بشكل يليق بالمريض المصرى.

4088a1dd-27d6-4671-b153-09379ded36f4
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة