جميلات في جحيم السلطة.. قصص التحرش والاغتصاب في أوساط قادة وزعماء العالم

الإثنين، 09 يوليو 2018 06:00 ص
جميلات في جحيم السلطة.. قصص التحرش والاغتصاب في أوساط قادة وزعماء العالم
فرانسوا هولاند - جاستن ترودو - سيلفيو بيرلسكونى - بيل كلينتون - دونالد ترامب
حسن شرف

 
أثبتت التجربة على مر السنوات الماضية، أن الفضائح الجنسية دائما ما تطغى بتفاصيلها على كل الأخبار- حتى وإن كانت تهم الجمهور- خاصة وإن كان صاحبها ذو شأن، أو يحظى بشهرة واسعة، وعلى قدر ما كانت الشهرة، أخذت الفضيحة حيزا من الوقت والاهتمام.
 
وربما- لو كان يعلم المسئول أنه سيغدو مسئولا، لما كان حاول التحرش بإحداهن، إلا لو كان مصابا باضطراب نتيجة عدم الاستقرار النفس والعائلي- وذلك حسب عدد من خبراء علم النفس.
 
وشهدت النقاشات السياسية في كندا خلال الأيام الماضية، هيمنة اتهام رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالتحرش الجنسي، في حادثة قبل 18 عاما، ليخرج ترودو عن صمته، وذلك حسبما أوردت صحيفة "جارديان" البريطانية، حيث قال إنه يتذكر ذلك اليوم جيدا الذي تقول الصحفية إنه شهد تحرش "وسيم كندا" بحقها، لكنه لا يتذكر ارتكابه أي سلوك سلبي تجاهها يومها.
 
وأكد جاستن ترودو في تصريحاته المقتضبة، والتي خرجت في بيان صادر عن مكتبه، بأنه لا يعتقد أنه ارتكب أي تصرف سلبي خلال المهرجان الموسيقي.
 
 
 
بدأت القصة في أواخر يونيو الماضي، عندما نشر مغرد صورة مقال قديم نشر عام 2000، يتحدث عن محاولة ترودو عندما كان معلما "لمس جسد صحفية بطريقة غير لائقة".
 
وحسب المقال، فإن التحرش المزعوم وقع أثناء مهرجان موسيقي في مدينة كريستون الكندية في أغسطس 2000، خصص من أجل جمع تبرعات لمواجهات الانهيارات الثلجية.
 
وأشار المقال الذي نشر بعد أيام من حادثة المهرجان، إلى أن المرأة شعرت بالانزعاج من سلوك ترودو، الذي سارع إلى الاعتذار عن فعلته.
 
ترودو- ليس هو المسئول الأول الذي يتعرض لمثل هذه الاتهامات، حيث سبقه عدد كبير من الرؤساء، لن يتسع هذا التقرير إلى سردهم، ولكن سنذكر بعضهم.
 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في أثناء حملته الانتخابية، اتهمت مجموعة من السيدات ترامب بالتحرش الجنسي بهن، قبل أن تنفي حلمته الرسمية- آنذاك- هذه الاتهامات رسميا، التي جاءت بعد نشر شريط فيديو، يعود لعام 2005 ويتفاخر فيه ترامب بتبني سلوك أقرب للمضايقة الجنسية تجاه النساء مستخدما كلاما بذيئا.
 
وعلى الرغم من اعتذار ترامب وتبريره الأمر بأنه أحاديث خاصة بين الرجال، إلا أن الأمر كان محسوما ضده، وهو ما شجع جيسيكا ليدز ورايتشل كروكس اتهامه بالتحرش الجنسي.
 
صورة تعبيرة لترامب مع أبرز السيدات اللاتي اتهمنه بالتحرش
 
كما اتهمته النجمة الأمريكية سلمى حايك، باغتصاب قاصر سنة 1994 لم يكن عمرها حينها يتجاوز 13عاما.
 
ومنذ أن جلس في البيت الأبيض، توالت التصريحات التي اتهمت ترامب بالاعتداء الجنسي، كان آخرها ما قالته كارين ماكدوغال، العارضة السابقة في مجلة بلاي بوي، التي اكدت أن ترامب كان على علاقة جنسية معها، مضيفة أنها بكت في طريق عودتها إلى المنزل بعد أن حاول ترامب أن يدفع لها مبلغا من المال بعد أول لقاء.
 
الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون
 
كانت فضيحة الرئيس الأسبق «بيل كلينتون» والمتدربة بالبيت الأبيض «مونيكا لوينسكي»، الأكثر تأثيرًا في الولايات المتحدة، والتي وقعت عام 1998، حيث أقر كلينتون ومونيكا بأنهما مارسا الاستثارة الجنسية المتبادلة دون أن يصل الأمر إلى المعاشرة الجنسية الكاملة.
 
قبل أن يضطر كلينتون عام 1998 إلى الاعتراف عبر شريط فيديو بأنه أقام علاقة غير شرعية مع مونيكا في البيت الأبيض، ثمّ عاد بعد فترة ليعترف بشكل مباشر على التلفزيون والدموع في عينيه بأنه «نادم» وأنه كذب على الشعب الأمريكي، بشأن علاقته السرية مع مونيكا.
 
الرئيس الامريكي الأسبق كلينتون مع مونيكا
 
 


مونيكا تخرج عن صمتها
 
 
وتضم قائمة الرؤساء المتهمين بالتحرش عدد كبير من الرؤساء، على رأسهم، الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي (1917-1963)، الذي أشارت التقارير إلى علاقته بالنجمة مارلين مونرو بينما كان متزوجا من جاكلين كيندي، التي أحاطت شائعات عديدة بها وبعلاقاتها بعدد من رجال الأعمال وأقطاب المال، وبالفعل تزوجت عقب اغتيال كيندي من رجل الأعمال اليوناني الشهير أرسطو أوناسيس، وضمن المتهمين البارزين أيضا المليادير الإيطالي الشهير سيلفيو برلسكوني، رئيس وزراء إيطالي الأسبق، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وسابقه نيكولا ساركوزي.
 
 
عدم الانسياق وراء حملات التشويه
 
من ناحيته، قال الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي، إن قضية التحرش الجنسي، هي القضية الأبرز على مستوى العالم، مضيفا أنه يجب التفريق بين العلاقة الجنسية، والتحرش- حيث إن الأخير هو العلاقة التي لم يحضر فيه التراضي بين الطرفين، واعتمد أحدهما على «الباور» الذي يمتلكه لاستمالة الآخر، أو لو كانت الضحية قاصر ولم تبلغ السن القانونية.
 
وأوضح أن معظم الفضائح التي يتم إلصاقها بالرؤساء – غالبا- ما تكون «مفبركة»، مشيرا إلى أن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، تحديدا، لديه الكثير من الأعداء، والخصوم السياسيين، المعادين لبعض سياساته، خاصة في ملف المهاجرين، وهو ما يفسر إعادة عرض مقال منشور قبل 18 عاما.
 
وأضاف الخبير النفسي في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن تصريح السيدات بأنهن تعرضن للتحرش بعد سنوات من الواقعة، هو في حد ذاته أمر يحتاج إلى وقفة، خاصة أنها ترغب في الشهرة، وإلا لماذا تحدثت الآن، على الرغم أنه من الممكن أن تكون قد أقامت علاقات مع أكثر من شخص، أو تعرضت للتحرش من قبل شخصيات مختلفة، ولكن اختيارها التحدث بعد سنوات، هو وصول الشخص إلى منصب مهم.
 
 
وأكد عبدالله، أن الاعتراف في حال صحة الواقعة هو الأفضل، والدفاع عن موقفه إلى آخر لحظة، دون النظر إلى أي اعتبارات لو كانت الواقعة كاذبة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق