السبكي يبيع مصر بحفنة ريالات.. «تاجر اللحمة»: من إفساد الذوق للعمل في خدمة قطر

الإثنين، 09 يوليو 2018 02:00 م
السبكي يبيع مصر بحفنة ريالات.. «تاجر اللحمة»: من إفساد الذوق للعمل في خدمة قطر
أحمد السبكي وأفيش فيلم قلب أمه
حسن شرف

 
 
بدأت الحكاية من نادي الفيديو الذي افتتحه المنتج الحالي، وتاجر اللحوم محمد السبكي، أعلى محل الجزارة الذي يمتلكه الوالد في الدقي، قبل أن ينضم له شقيقه أحمد، فيما يبدو أنه كان ثورة مباشرة على مهنة الوالد، وهربا من «مناهدة الزبائن» اليومية، أو من وصف «جزار».
 
لن يتصور أحد كيف كان شكل النادي الخاص بالأخوين، لا سيما نوادي الفيديوهات، إلا جيل الثمانينيات، حيث ولدت على أيديهم تلك النوادي، وتوسعت بفضل نهمهم لمشاهدة الأفلام الأجنبية والعربية على شرائط الفيديو، وكانت دائما ما تشهد تجمعات شبابية من أعمار وثقافات مختلفة، ويحبس الكل أنفاسه في انتظار بداية الفيلم.
 
ملل الأخوان من الدور الأرضي، جعل من الدور الأعلى «نادي الفيديو»، هو المكان المحبب إلى قلبيهما، حيث يهربا فيه من كل اللحوم بأشكالها المختلفة الضأمن منها والبقر، ويحاولا الاستمتاع في الدور الثاني بـ«لحم» من نوع آخر.
 
يقرر الأخوان الانخراط أكثر في هذا العالم، من خلال إنتاج الأفلام، بأموال ناتجة عن بيع لحوم الأغنام، فكانت ضربة البداية بعد أن اشتركا في إنتاج عدد من الأفلام، من خلال فيلم «عيون الصقر» للفنان الراحل نور الشريف، ومحمد الدفراوى ورغدة، ليبدأ فصل جديد في فيلم السبكي، اعتمدت مشاهده على الجلوس بين الممثلين، والاحتفاء بالأفلام في دور العرض، والعمل في أجواء ساحرة، وهي بالطبع- بالنسبة لهم- أفضل كثيرًا من الوجود بين «الدهن» و«العضم».
 
download
 
انطلقت عائلة السبكي في صناعة السينما، وأنتجت العديد من الأفلام المشتركة، ومنها «مستر كاراتيه» للراحل أحمد زكي عام 1993، وسواق الهانم عام 1994، وامرأة هزت عرش مصر 1995، والرجل الثالث 1995، والرغبة عام 2001.
 
 
واعتبر النقاد فيلم اللمبي للفنان محمد سعد، بداية انطلاقة  الأخوين في السينما، والذي تكلف حوالي 2 مليون ونصف المليون جنيه، وحقق إيرادات تجاوزت 25 مليون جنيه، ليشكل حالة استثنائية في تاريخ إيرادات السينما المصرية في هذا التوقيت.
 
 
ليأتي فصل جديد في فيلم «السبكي»، بعد طرح الأخوين سلسلة من أفلام البلطجة والانحلال، والتي دائما ما كانت تثير جدلا واسعا وانتقادات من قبل النقاد، واتهامات بإهدار الذوق العام، وبعض المطالبات بمحاكمتهم، وصلت ذروتها عندما قرر رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب بوقف عرض فيلم «حلاوة روح» بطولة هيفاء وهبي بعد عرض التريلر الخاص به، إلا أن السبكي حصل على حكم محكمة بعرض الفيلم.
 
 
وبفضل أفلام السبكي، انتقل التحرش وأعمال البلطجة، خارج قاعات السينما، حيث يصطف المئات أمام القاعات، لتأدية المشاهد التي شاهدوها في الأفلام التي دفعوا تذاكرها مسبقا.
 
ومع انطلاق موسم عيد الفطر، كتب وأنتج أحمد السبكي، فصلا جديدا في قصة «العائلة»، بعدما خالف التوجه العام للدولة المصرية، وقرر طرح فيلم «قلب أمه» الذي أنتجه لهشام ماجد وشيكو، في قطر، على الرغم من الأزمة السياسية بين قطر والدول العربية، على خلفية دعم الإمارة للإرهاب الذي خلف عشرات الشهداء المصريين.
 
 
 
وعرضت مجموعة من دور العرض القطرية الفيلم المصري، بعد تعاقد الشركة الموزعة له في الخليج مع الدوحة، بحجة وجود عدد كبير من المصريين فيها، إلا أن السبكي قرر أن يناقض نفسه بعد أن وضع على إعلان فيلم «جواب اعتقال» الذي تم عرضه في عيد الفطر من العام الماضي شريطًا أسود: «فيلم العيد بجميع سينمات مصر ودول الخليج ما عدا قطر». 
 
 
 
وأكد حينها أحمد السبكي أنه اتخذ هذا القرار، تضامنًا مع مصر والدول العربية، واعتراضًا على دعم الدوحة للإرهابيين، أفرادًا وجماعات، وإصرارها على التدخل في شئون دول المنطقة ومحاولة زعزعة الاستقرار وشق الصف فيها، مضيفا أن هذا القرار سيسري على كل الأفلام التي سيقوم بإنتاجها في الفترة المقبلة، ولا يتعلق فقط بفيلم محمد رمضان «جواب اعتقال».
 
 
ويبقى السؤال.. هل توقفت قطر عن دعم الإرهاب؟ أم أن أحمد السبكي حنّ لزمن التجارة في اللحوم، وقرر الانتقال إلى المعسكر الذي يدفع؟
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق