بعد تراجع معدلات انتشارها في مصر لـ60%.. كيف تواجه الدولة جريمة «ختان الإناث»؟ (صور)

الخميس، 12 يوليو 2018 09:00 ص
بعد تراجع معدلات انتشارها في مصر لـ60%.. كيف تواجه الدولة جريمة «ختان الإناث»؟ (صور)
ختان الإناث
محمد فرج أبو العلا

تتعرض الفتيات فى جميع أنحاء العالم إلى أنواع مختلفة من العنف، سواء الجسدى أو النفسى، وتنتهك حقوقهن فى مجالات متعددة، إلا أن أبشع أنواع الاعتداءات وأكثرها انتهاكاً لحقوقها وإنسانيتها هو الختان، والذى تعرفه منظمة الصحة العالمية بأنه تشويه جزئى أو كلى للأعضاء التناسلية عند الأنثى، دون وجود أسباب علاجية، وللأسف فإن هذه العملية لا تعود بأية منافع صحية على الأنثى، بل قد تعرضها لعدة مشاكل صحية.

 

وتنتشر هذه العادة السيئة والمجحفة لحقوق الأنثى فى مصر منذ زمن بعيد، وتبذل الدولة جهودًا كبيرة فى محاولة التصدى لها باعتبارها جريمة تسبب أضرارا صحية ونفسية واجتماعية للفتيات بصفة خاصة والمجتمع بشكل عام، من خلال توعية المواطنين بمخاطر الختان على الصحة العامة والجنسية للفتيات خاصة المقبلات على الزواج، ومنع إجراء جراحات الختان بمستشفيات الدولة المختلفة، وتوقيع العقوبات المشددة على المتورطين فى إجرائها، إلى جانب مداهمة الأماكن التى يلجأ إليها البعض لإجراء عمليات الختان.

f97c2029-d512-4291-8ae7-0e80ec8f79a6

الدولة ممثلة فى المجلس القومى للطفولة والأمومة التابع لوزارة الصحة، أطلق منذ فترة خط نجدة، لاستقبال البلاغات الخاصة بحالات ختان الإناث، إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام تلك الظاهرة الخطيرة، بل كان مؤشرا على استمرار انتشارها بمعظم محافظات الجمهورية، حيث كشف تقرير للمجلس أن إجمالى بلاغات ختان الإناث خلال النصف الأول من 2018 بلغ 71 حالة فى 9 محافظات، بينهم 35 حالة بمحافظة الفيوم، و24 حالة بمحافظة أسيوط.

 

منذ فترة طويلة وتحاول الدولة جاهدة للقضاء على كافة أشكال العنف ضد الأطفال، سواء بتطبي القانون، أو سن تشريعات جديدة من أجل التصدى للمتورطين فى مثل هذه الجرائم، أو من خلال برامج التوعية المختلفة والتى تستهدف أكبر قدر ممكن من فئات الشعب بمختلف أنحاء الدولة، وفى سبيل التصدى لختان الإناث تم تغليظ العقوبات على المتورطين حتى أصبحت جناية تصل عقوبتها إلى 15 سنة سجن، كما يتم تدريس مخاطر ختان الإناث بمناهج كليات الطب المختلفة، إلى جانب إلزام المستشفيات بإبلاغ الشرطة عن جرائم الختان.

e1c89727-ab21-4570-8230-fad7f5fa032d

المعلومات تؤكد أن نسبة انتشار ختان الإناث بين الأجيال الجديدة تقلصت حتى بلغت 60% خلال الفترة الماضية، ما يعنى أن الوعى فى تزايد مستمر، إلا أن هذه النسبة أيضا كبيرة إلى حد ما، فنحن فى حاجة إلى أن تصبح النسبة «صفر»، ولذلك يجب أن تتكاتف جميع مؤؤسات الدولة المعنية بالشئون الصحية والحقوقية، جنبا إلى جنب مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الأهلية المختلفة، لنشر التوعية بشكل مبسط لكل الأسر المصرية، بالإضافة للبرامج الاستراتيجية القومية لمناهضة ختان الإناث، للحد من تلك الجريمة.

 

وللتعرف أكثر على هذه الظاهرة وما لها من تداعيات صحية وجسدية ونفسية، فبالإضافة إلى ما يسببه ختان الإناث من وفيات بين بعض الفتيات أثناء عمليات الختان، فإن الختان يتسبب فى أضرار جنسية خطيرة لدى الفتيات خاصة المقبلات على الزواج، منها ضعف التجاوب الجنسى، وفقدان الإشباع الجنسى، بسبب قطع بعض من الأجزاء التناسلية كـ«البظر والشفريين»، إلى جانب الخوف من العلاقات الجنسية.

5e08e1b2-17f9-45d4-9b13-e59688b87467

ختان الإناث أيضا يتسبب فى إصابة الفتيات بـ«فوبيا» الآلام العضوية والنفسية، وترتفع الخطورة إلى فقد الزوجة الرغبة الجنسية مع الزوج، كما تتأثر بسبب ختان الفتيات قدرة الرجل على الجماع، تكرار الإحباط الجنسى لدى الزوجة، كما أن هناك مضاعفات خطيرة قد تحدث على المدى الطويل، مثل الالتهابات البولية المزمنة، والأورام العصبية المؤلمة، وصعوبة الطمث وتمدد البطن وصعوبة الاتصال الجنسوى، إلا بعد توسيع فتحة المهبل، إلى جانب الأضرار النفسية التى لا يتم الإفصاح عنها بسهولة.

 

وحول نتائج جهود الدولة فى القضاء على الظاهرة، أكدت كافة منظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها «اليونيسف»، أن مصر من أسرع 3 دول فى العالم يحدث فيها انخفاض سريع لمعدلات ختان الإناث بين الأجيال الجديدة، ما يؤكد على نجاح الدولة فى تقليص حجم الظاهرة، والوصول إلى درجة كبيرة من الوعى المجتمعى بخطورتها، إلى جانب وعى الأطباء والممرضين والممارسين للمجال الطبى بخطورة إجراء الختان من الناحية القانونية والمجتمعية على حد سواء.

51aeb9f7-97fd-4ff0-8012-0b4504bee67a

رغم أن معدلات ختان الإناث فى مصر تتراجع، إلا أنه لابد من الاستمرار فى التصدى لهذه الجريمة حتى تتلاشى نهائيا، ففى الوقت الذى تسعى فيه الدولة لرفع معدلات التنمية، من أجل إعادة بناء الإنسان المصرى، يجب ألا تهمل تلك الممارسات الخاطئة التى قد تقف حائلا أمام نهضة الفرد والمجتمع، وأن ترسخ ثقافات جديدة لدى المواطنين تدعو لترك العنف خاصة ضد الطفل والمرأة، وتحث على إعادة التفكير فى بعض العادات والتقاليد المتوارثة، والتى قد أخطأ السابقون فى نقلها من جيل لجيل، حيث إن الإقلاع عنها يساهم بشكل ملحوظ فى تقدم الفرد والمجتمع.

اقرأ أيضا:

 

«البيضة والحجر».. كيف يستولى الدجالون والمشعوذون على أموال المواطنين دون عقاب؟

عن قانون التأمين الصحي وقوائم انتظار المرضى.. هل يُصلح الرئيس ما أفسده السابقون؟

بعد دفع 2.5 مليون جنيه فدية.. قصة عودة «طفل الشروق» المختطف لأحضان أسرته

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق