حكماء الشرق والغرب تحت مظلة الأزهر.. منتدى «شباب صناع السلام» توأمة المسجد والكنيسة

الجمعة، 13 يوليو 2018 04:00 ص
حكماء الشرق والغرب تحت مظلة الأزهر.. منتدى «شباب صناع السلام» توأمة المسجد والكنيسة
جانب من المنتدى
كتب محمد أسعد

في إطار جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب التي أطلق مبادرتها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر قبل عدة سنوات، بهدف مد جسور الحوار والتعاون بين الشرق والغرب، تم عقد منتدى "شباب صناع السلام" في العاصمة البريطانية لندن، في الفترة من 8 إلى 18 يوليو الجاري، تحت رعاية الأزهر الشريف وكنيسة كانتربري البريطانية ومجلس حكماء المسلمين.

ويتولى نخبة من الشباب، أصحاب المبادرات الخلاقة، قيادة الجولة الحالية من الحوار، في محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة، كالمواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف، ويشهد المنتدى نقاشا مفتوحا بين الشباب والقادة الدينيين، وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر، ود جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كنيسة كانتربري البريطانية، بهدف استماع القادة الدينيين إلى رؤى وتجارب ومبادرات ومقترحات الشباب، على أن تقوم المؤسسات الدينية بتبنيها ودعمها، ومناقشة آليات توظيفها، ووضع خطط عملية لتنفيذها وتعميم فوائدها في الشرق والغرب.

WhatsApp Image 2018-07-09 at 19.08.13

ويهدف منتدى "شباب صناع السلام" إلى بناء فريق عالمي من الشباب الواعد الساعي للسلام، وذلك للمشاركة في مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع أسقفية كانتربري، بحيث يتم تنفيذها من قبل هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم من أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام.

ويشارك في هذا المنتدى 25 شابًّا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفيَّة كانتربري بلندن، و 25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية، مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية.

WhatsApp Image 2018-07-09 at 22.05.51

وقبل سفرهم التقى شيخ الأزهر، مع الشباب المصريين والعرب المشاركين في المنتدى، وأكد على  أن رسالة الأزهر ترتكز على نشر ثقافة التعايش والسلام، وهو أول من انتبه لأهمية المشاركة في صنع السلام العالمي؛ لذا بادر بتوثيق علاقته بالمؤسسات الدينية العالمية ومن بينها الفاتيكان، واهتم بمشكلات الإنسان مهما كان لونه أو عرفه، لافتا إلى أن الغرض الرئيسي من عقد المنتدى هو تكوين جسور ثقافية من الحوار الحضاري البناء.

وخاطب المشاركين في المنتدى قائلا: "مهمتكم في لندن كبيرة وصعبة ومهمة للغاية، والشباب هم أقدر الناس على صنع السلام وتعمير العالم كله، وعليكم أن تعلموا أن الناس إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية"، مشيرا إلى أن الإنسانية الآن تعيش أزمة حقيقية، فهناك مشردون وفقراء وضعفاء في كل مكان، وواجبٌ علينا جميعًا تحقيق مبدأ إنسانية الأديان".

WhatsApp Image 2018-07-09 at 22.05.53

وأوصى الإمام الأكبر الشباب المشاركين بالتحاور البناء وتجنب الحوار في العقائد، مشددا على أنه ليس هناك حوار في العقائد بل احترام لطبيعة كل دين، مع التركيز على المشترك من القيم الإنسانية.

وركزت ورش العمل، والتي جاءت بعنوان "مقدمة في دراسة النص الديني"، على توضيح المقصود بعملية دراسة النص الديني؟ وكيف تتم؟ وأهمية الخروج من الإطار النظري إلى الممارسة التطبيقية؟ مع التأكيد على أن الهدف من القراءة هو الفهم ومعرفة النقاط المشتركة، وليس إثبات صحة النصوص الدينية من عدمه.

WhatsApp Image 2018-07-12 at 13.06.07

وعقب المحاضرة شارك الشباب في ورشة عمل، تناولت بشكل عملي قراءة لبعض النصوص الدينية من القرآن الكريم والإنجيل، وعبر المشاركون عن انطباعاتهم تجاه الدلالات والمعاني التي تحملها تلك النصوص، والقيم المشتركة التي تتضمنها.

وحاولت المحاضرة الثانية الإجابة على التساؤل المحوري بشأن: من نحن؟ وكيف نرى أنفسنا؟ وأجاب بعض الشباب بأنه يرى نفسه صانع سلام، وآخر بأنه مسلم صحيح الإيمان، وثالث يريد أن يتعايش مع الآخر المختلف معه لتكوين مساحات آمنة من الحوار.

WhatsApp Image 2018-07-11 at 16.15.24

وفي المحاضرة الثالثة، التي حملت عنوان: "الوساطة" تم طرح العديد من الأسئلة، حول مساهمة الأديان والعقائد في صناعة السلام، وكيفية تأثر بعض النزاعات بالمعتقدات الدينية والسياسية للأطراف المنخرطة فيها، وسبل البحث عن حلول بديلة لتلك النزاعات بعيدا عن العنف، وذلك عن طريق الوساطة أو التحكيم.

واختتم اليوم التدريبي الأول بورشة عمل استعرضت تجربة مشروع مؤسسة (church mosque twinning project)  أي توامة المسجد والكنيسة، وهو مشروع مبني على الصداقة بين مجموعة من المسيحيين والمسلمين، ويظهر كيف يمكن للإيمان أن يصبح عامل محفز للعلاقات الجيدة مع الآخر، كما جرى استعراض عدد من نماذج التعاون الإيجابية بين الأزهر الشريف والكنائس القبطية، وفي مقدمتها تجربة "بيت العائلة المصرية"، الذي يحظى برعاية شيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة القبطية.

WhatsApp Image 2018-07-09 at 22.05.51 (1)

وفي النهاية تم استعراض تجربة مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، وتناول العرض شرح فكرة إنشاء المرصد والإستراتيجية التي يعمل بها، وتم طرح عدد من النماذج التي يتم رصدها وكذلك الحملات التوعوية والأنشطة والزيارات الدولية ومحاور عمل المرصد.

وركزت الفعاليات، على رفع وعي الشباب المشاركين بسبل إدارة الصراعات وتعظيم الاستفادة من إنسانية الأديان وما تحمله من خيرٍ لكل العالم، وأوجه التشابه بين النصوص الدينية فيما يتعلق بإدارة الصراعات، وذلك من خلال تشكيل مجموعات عمل، وعرض نصوص دينية من القرآن الكريم والعهدين الجديد والقديم، وبحث أوجه التشابه والاختلاف بين الأديان فيما يتعلق بموضوع إدارة الصراعات، وقد توصل المشاركون للكثير من نقاط الاتفاق بين كل الأديان، وأنها تدعو للسلم والتسامح واحترام الإنسانية، وأن الاختلاف فقط في آليات التطبيق.

WhatsApp Image 2018-07-12 at 13.05.54

ودار التساؤل الآتي: "كيف نحل المشاكل التي لا حل لها؟" واستعرض المشاركون الآليات المختلفة لحل المشاكل الصعبة بكافة أنواعها، سواء كانت مشاكل شخصية أو دينية أو مجتمعية أو عالمية، وشدد الجميع على ضرورة الاستفادة من تعاليم الأديان المختلفة التي دعت إلى السلم والسلام والمحبة والتسامح ونبذ الفرقة والصراعات.

وعرضت إحدى المحاضرات تساؤلا آخر بعنوان "ماذا عن الصراع؟" تطرق فيه المحاضر والشباب المشاركون في المنتدى، إلى الحديث عن أنواع الصراعات وأسبابها المختلفة وبعض النماذج العالمية للصراعات التي نشأت في العالم، وذلك لتعظيم الاستفادة من هذه التجارب في إدارة الصراعات، ومعرفة دور القيادات العالمية في إنهاء الصراعات.

WhatsApp Image 2018-07-11 at 16.15.34
WhatsApp Image 2018-07-11 at 16.15.34

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق