هل ينجح ترامب في تكرار سيناريو كوريا؟.. 3 فوارق مهمة بين أزمتي طهران وبيونج يانج

الخميس، 02 أغسطس 2018 10:00 ص
هل ينجح ترامب في تكرار سيناريو كوريا؟.. 3 فوارق مهمة بين أزمتي طهران وبيونج يانج
الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمريكي دونالد ترامب

بعد سنوات من الصراع والتصعيد المتبادل والتصريحات السياسية ذات الطابع العدائي، ذاب الثلج بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية فجأة، فهل يتكرر الأمر مع إيران التي تخوض صراعا مشابها مع واشنطن؟

الأزمتان متشابهتان في أسبابهما المباشرة، فمبعث الموقف الأمريكي الحاد تجاه البلدين كان يرتبط بالتجارب النووية والصاروخية لكل منهما، وتشكيل تهديد ومصدر خطر على الجيران، خاصة الحلفاء منهم (كوريا الجنوبية في حالة بيونج يانج وإسرائيل والسعودية في حالة طهران).. لكن الفارق أن الزعيم الكوري الشمالي هو من أخذ زمام المبادرة بإعلان استعداده التخلي عن ترسانته النووية، بينما تتشدد إيران في هذا الأمر، وتدّعي من الأساس أنها لا تملك أية قوة نووية.
 

وأثار إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استعداده للجلوس مع قادة إيران دون أى شروط مسبقة، ضجة في الوسط الصحفي والإعلامي، حيث سارع المحللون إلى الوقوف على ماهية هذا التحرك وهل من الممكن مقارنته بالنهج الأمريكي الأخير إزاء كوريا الشمالية؟.. حيث ذهب البعض إلى التأكيد بأن ترامب يكرر ما فعله مع بيونج يانج مرة أخرى مع طهران.

الموقف الأمريكي من الملف الإيراني مشابه بشكل كبير مع ما اتخذته واشنطن تجاه كوريا الشمالية ، فقبل قمة ترامب وكيم جونج أون كان الرئيس الأمريكي رفع سقف تهديداته ضد كوريا الشمالية الحاكم لأعلى مستوى جعل الكثيرين يترقبون بحذر اندلاع الحرب النووية بين الجانبين، لاسيما فى ظل نبرة التحدى التى تمسك بها كيم حتى اللحظة الأخيرة، إلا أن سرعان ما هدأت الأوضاع وانقشعت سحابة التوتر وأعلن ترامب استعداده للجلوس مع كيم، وهو ما حدث بالفعل بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكى لبيونج يانج التى كانت تعتبر العدو الأول لأمريكا.

أيضًا فما يحدث تجاه طهران مشابه بشكل كبير، فقبل العرض السخى بمفاوضات دون شروط مسبقة مع قادة إيران، صعد ترامب لهجته ضد طهران، وحذر روحانى قبل أسبوع فى تغريدة على تويتر من عواقب كارثية لو هددت بلاده الولايات المتحدة، وقال ترامب للرئيس الإيرانى "كن حذرا.. فقد ارتفعت أسعار النفط لفترة وجيزة بسبب المخاوف من احتمال تعطل الإمدادات"،  وعلقت صحيفة "نيويورك تايمز" وقتها وقالت التصعيد المتزايد بين ترامب والقادة الإيرانيين، والذى يذكر بموقف الرئيس مع كوريا الشمالية، قد أثار مخاوف بمواجهة عسكرية فى الخليج العربى، القناة الحيوية لإمدادات النفط لعالمية، أو ربما أكبر من ذلك.

ورغم التشابه إلا أن هناك بسببها قد لن يسير ترامب تجاه إيران على نفس الدرب الذى سار عليه مع كوريا الشمالية؟ هناك عدة أسباب..

1- إيران دولة ليست معزولة مثل كوريا الشمالي، ، حيث هناك اتفاقا نوويا موقعا بينها وبين الدول الكبرى يحل أزمة برنامجها النووى ونال رضا العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة، حتى وإن كان ترامب قد قرر الانقلاب على الوضع والانسحاب من الاتفاق. فتظل فرنسا وألمانيا والصين وغيرها تدعم الاتفاق وتؤيد موقف إيران.

 

2- روسيا تساند طهران فبخلاف الاتفاق النووى، هناك دول قوية تتعاون مع إيران لأمور تتعلق بالمصالح المتشابكة فى الشرق الأوسط ، ولا تتوانى عن الدفاع عن طهران التى تشكل معها جبهة الدفاع عن الرئيس السورى بشار الأسد فى الحرب الدائرة فى بلاده، ومن ثن فهى لا تعتبر نفسها وحيدة فى مواجهة أمريكا

3- عدم ثقة الإيرانيين بترامب، ومن ثم جاء ردهم واضح وصريح ولم يسل لعابهم للعرض المغرى من الرئيس الأمريكى، حيث صرح المستشار السياسى للرئيس روحانى قائلا لو كان دونالد ترامب يرغب فى إجراء محادثات مع طهران، فعليه الانضمام مجددا إلى الاتفاق النووى الدولى الذى انسحب منه من جانب واحد فى وقت سابق من هذا العام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق