كرة خضراء محاطة بالنار.. هل تنجح مشروعات الفضاء في إنقاذ الأرض من مصير مجهول؟

الجمعة، 03 أغسطس 2018 08:00 ص
كرة خضراء محاطة بالنار.. هل تنجح مشروعات الفضاء في إنقاذ الأرض من مصير مجهول؟
قمر صناعي

على مدى العقود الأخيرة تزايدت حدة المخاطر التي يواجهها كوكب الأرض، سواء فيما يخص الاحتباس الحراري، أو استدامة الموارد، أو سباقات التسليح ومستويات التلوث، ما دفع بعض الدول للبحث عن حلول.
 
أخطر ما تواجهه الأرض في الوقت الحالي التغيرات المناخية الناشئة عن الاحتباس الحراري، وفي الوقت الذي لا يستطيع العلماء والمختصون دراسة الظاهرة بشكل كامل من مواقعهم على الأرض، بدأت في الفترة الأخيرة تحركات للتعامل مع الظاهرة من الخارج، ودراستها من الفضاء عبر مشروعات لإطلاق أقمار صناعية، في محاولة لفهم حدود الظاهرة وآثارها وما تشكله من مخاطر على الحياة، بالشكل الذي يجعل الأرض كرة محاطة بالنار، ويجعل مصيرها مجهولا بسبب ارتفاع حدة التلوث، وعلى رأسها نسبة ثاني أكسيد الكربون.
 
 

مرصد دراسة الكربون 
 
بتكلفة 465 مليون دولار، أطلقت وكالة ناسا للأبحاث الفضائية، مشروعا أطلقت عليه «مرصد دراسة الكربون» لدراسة هذا الغاز الخطير، وتأثيره على الكرة الأرضية، بالإضافة إلى دراسة الأماكن التى يتم فيها إعادة امتصاص هذا الغاز فى الغلاف الجوى المحيط بالأرض.
 
تضافرت الجهود الدولية للحد من الظاهرة لاستشعارهم الخطر، وأعلنت وكالة الفضاء الإماراتية، عن مساهتمها بقمرين صناعيين لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى.
 
محمد الأحبابى قال إنه يتوجب المحافظة على الأرض من خلال جهود مشتركة عالمية ومحلية، ومن المقرر أن يطلق على الأول اسم «مزن سات»، ومخطط إطلاقه العام المقبل.
 
وأثنى العالم المصري الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشارى العلمى لرئاسة الجمهورية، على الخطوة التي اتخذتها الإمارات، في تدوينة عبر التواصل الاجتماعي: «المشاركة العالمية فى هذا المجال تؤهل التعرف على ما وصل إليه العلماء فى كل مكان، ودعم العمل الجماعى لصالح الإنسانية جمعاء، تعطى الإمارات مثلا حيّا فى هذا المضمار، ووكالة الامارات للفضاء يمكنها سرعة المسيرة وبهاء النتيجة فى هذا المجال العلمى العالمى الهام».
 
 
في سياق متصل، يقول الدكتور علاء النهرى، ممثل مصر في لجنة الاستخدام السلمى للفضاء بالأمم المتحدة، فى تصريحات له إن أهم الأقمار الصناعية التى تستخدمها الدول والوكالات العالمية المتخصصة فى الفضاء حاليا لدراسة وقياس التغيرات المناخية قمري «NOAA» و«modest»، مضيفًا أن الأقمار الصناعية تقيس تلك التغيرات، وتساعد فى حل المشكلة.
 
وأكد على ضرورة الاتجاه لاستخدام للطاقة النظيفة، والرياح، والطاقة الشمسية بالإضافة إلى الطاقة النووية، لأن جميعها لا ينتج عنها عوادم محذرا من ذوبان الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى الأمر الذى سيؤدى إلى زيادة منسوب مياه البحار وغرق مناطق عدة من الدول بالمياه المالحة، مضيفًا أن الانبعاثات الحرارية أثرت بشكل كبير على دول شرق آسيا فى السنوات الأخيرة، وبدا ذلك واضحا على اليابان فى الأحداث المناخية التى شهدتها مؤخرا، وارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ الامر الذى أدى إلى وفاة العشرات.
 
ووأوضح أشار المسؤول المصري إلى أن تركيز ثانى أكسيد الكربون ارتفع فى الغلاف الجوى، حيث أنه كان فى بداية القرن الحالى 270 جزءًا فى المليون ووصل الآن إلى 410 أجزاء فى المليون، وهذا ما تسبب فى زيادة الحرارة، موضحًا أنه إذا عاد مرة أخرى لتركيزه سيساعد على الحفاظ على درجة حرارة الأرض، بحيث لا تزيد بعد غروب الشمس عن 19 درجة مئوية.
 
 
الدكتور سعد زغلول، الأستاذ بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، أشار إلى أن الأقمار الصناعية تساعد فى رصد الظاهرة بحيث يقوم العلماء بتفسيرها ووضع الحلول المناسبة لها، مضيفًا أنها تساعد على تحديد تحركات السحب الركامية، ومصادر العواصف الترابية بحيث يتم تجنبها، وأخذ الاحتياطات اللازمة، بالإضافة إلى رصد مقدار انخفاض الغطاء الثلجى للجليد، وارتفاع درجة الحرارة، ورصد أماكن حرائق الغابات والتعامل معها، والتعرف على امتدادها، وتحديد أماكن الهزات الأرضية وهل هى ناتجة عن زلزال أم عن تفجيرات نووية بباطن الأرض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق