الاحتجاجات تتسع.. هل قرأت واشنطن فاتحة نهاية النظام الإيراني؟

الخميس، 02 أغسطس 2018 04:00 م
الاحتجاجات تتسع.. هل قرأت واشنطن فاتحة نهاية النظام الإيراني؟
الاحتجاجات فى ايران
هشام السروجي

اتساع رقعة احتجاجات الشعب الإيراني على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في وقت تتنظر فيه واشنطن خلال ساعات فرض حزمة عقوبات على النظام الإيراني، أمر يهدد آلة القمع الأمنية التي أطلقت قبضتها على كل مظاهر الرفض الشعبية، ما جعل وتيرة الاحتجاجات تزداد تصاعدًا.

يتزامن توتر الأوضاع الداخلية في إيران مع خسائرها العكسرية المتتالية في اليمن والعراق، وانحسار دورها في الداخل السوري، في ظل تكهنات بأن هناك رغبة سورية حقيقة بأن تغادر الميلشيات الإيرانية أراضيها، بعد أن أنتقلت الكرة من ملعب القوة العسكرية إلى ملعب الدبلوماسية الدولية، وهو دور تمارسه بعض الدول العربية التي ترفض بشدة أن تكون طهران رقم في المعادلة السورية.

الموقف الإيراني في الداخل والخارج يزداد تعقيدًا، ما أصاب رجال النظام بحالة ارتباك شديد كانت واضحة في تصريحات أحد أهم أعمدة النظام الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي قال إن إيران مستعدة لشن حرب وحملة إرهابية ضد الولايات المتحدة، زاعمًا أنه إذا شنت أمريكا حربًا، فإن إيران ستنهيها.

 
 

سيناريوهات

الأوضاع القائمة جعلت نظام الملالي أمام خيارين، إما العناد والسقوط باكرا، وإما الاستسلام لشراء البقاء لسنوات قليلة، وبحسب تحليل نشره مركز المزماة الإماراتي، رأى أن في كلتا الحالتين النظام الإيراني في طريقه إلى الزوال، سواء قريبا أو بعد سنوات قليلة، لأنه أصبح منتهي الصلاحية، لأسباب كثيرة، أهمها أن سياساته مرفوضة من قبل المجتمع الدولي، ومتناقضة مع أي تطور أو انفتاح، ولا يمكن أن تسير ضمن القانون الدولي والاتفاقيات الأممية، ولا يزال يعمل في إطار الثورة لا الدولة، ومن المحال أن يتم إصلاح النظام وسياساته لما تتصف به من الجمود وعدم قابلية الليونة.

وأوضح المركز أن إصلاح النظام يتطلب عدة شروط إذا نفذت سقط النظام، لأن تطبيقها يعني فسخ الاتفاقيات بين المرشد وزمرته من جهة، والحرس الثوري حامي عرين المرشد من جهة أخرى، فإصلاح النظام يتطلب القضاء على الفساد بكافة أنواعه ولا سيما السياسي والاقتصادي والإداري، ما يعني محاسبة الكثير من قادة ورموز النظام الإيراني المتورطين بقضايا فساد كبيرة كانت ولا تزال السبب في أكثر من 70% من أزمات ومشاكل البلاد، وهو أمر لم ولن يتم، لعدم وجود أي جهة – حتى رئاسة الجمهورية – قادرة على تنفيذ قوانين مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين.

لذا فإن تم التوصل إلى صفقة بين إيران والولايات المتحدة بتنازلات إيرانية تستطيع السلطات التكتم على بنودها، لتلاشي سقوط النظام الإيراني في الوقت الحالي، وهو السيناريو الأرجح في الظروف الراهنة، فإن الأزمات والمشاكل المعيشية والاقتصادية التي كانت ولا تزال أهم أسباب الانتفاضة والثورة ضد أي نظام جائر، ستبقى وتتفاقم تدريجيا بسبب تفشي الفساد الذي أصبح مصيره مرهون بمصير النظام الإيراني، فإذا تم القضاء على الفساد في إيران سقط النظام تلقائيا، وما تعانيه الشعوب الإيرانية سببه الرئيسي هو الفساد بأنواعه وسوء إدارة البلاد وتدخلات النظام الإيراني الخارجية وعبثه بأمن واستقرار شعوب المنطقة وتهميشه للشعوب الإيرانية في الداخل. لذا فإن المراهنة على بقاء النظام الإيراني لسنوات طويلة هي مراهنة خاسرة، وجميع المعطيات ومؤشرات ونتائج الأحداث المتعلقة بإيران داخليا وخارجيا، تؤكد أن نظام الملالي في طهران في مرحلة الاحتضار وعلى سرير الموت.

 

قرار أمركي حاسم

تحدث الجنرال الأميركي المتقاعد جاك كين  لشبكة «فوكس نيوز» يوم الأحد الماضي، مؤكدًا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أتخذ قرارًا بوضع حداً لسلوك إيران العدواني الشرس في الشرق الأوسط.

وأضاف "كين" لقد اتخذت الإدارة قرارها، من الناحية الاقتصادية سوف تضغط وتضع المزيد من العقوبات، إننا نعمل أيضاً خلف الكواليس داخل إيران مع دوائرنا الاستخباراتية، لأن الإيرانيين يرغبون في إسقاط النظام. لن يحدث هذا بين عشية وضحاها. إن الاضطراب المدني سوف ينتشر وينمو في كل أنحاء البلاد.

حديث "كين" المتزامن مع التوترات الداخلية يشير إلى أن الولايات المتحدة قررت أن تتحرك تجاه إيران، بعيدًا عن الإطار السياسي الذي راهنت عليه طوال العقود الماضية، وحاولت من خلاله أن تكون الضامن أمام دول المنطقة المناهضة للمشروع الإيراني، وأنتظرت من إيران أن تكون على قدر من الوعي السياسي والعسكري أن تستغل هذه الفرص، في أن تكون قوة إقليمية عاقلة، قد تمنحها واشنطن في يومًا من الأيام دور شرطي المنطقة، لكن الممارسات الإيرانية خيبت الظن الأمريكي، وخرجت عن كل الأطر المسموح لها أن تتحرك داخلها، من هنا جاء القرار الأمريكي بضرورة لحلحت النظام الإيراني أن لم يكن القرار الأخير هو أسقاطه.

 

 

تعليقات (1)
أستهبال و أستعباط الامم المتحدة وروسيا الاتحادية وتركيا وبعض دول اوربا الغربية
بواسطة: سعد محمود الفرام الدعاس
بتاريخ: الخميس، 02 أغسطس 2018 04:26 م

أستهبال و أستعباط الامم المتحدة وروسيا الاتحادية وتركيا وبعض دول اوربا الغربية في مواجهة الشعب اليمني العربي العظيم لمليشيات النظام الايراني الكهنوتي الخبيث البغيض لن يوقف تصفية وسحق من تبقى من مليشيات عائلة بدر الدين الحوثي الايرانية الكهنوتية البغيضة فأسود العرب في اليمن العربي والجنوب العربي وجزيرة العرب يواصلون تصفية وسحق من تبقى من مليشيات عائلة بدر الدين الحوثي الايرانية الكهنوتية البغيضة ، ولن يوقفهم احدا ، نظام ملالي أيران ومرشدهم وقادة مايسمى بالحرس الثوري والباسج لا يعملوا شيئا سوى سرقة ونهب وسلب ثروات الشعب الايراني العظيم المقهور ..

اضف تعليق