كيف أثر الاحتباس الحراري على إنتاجية الأفراد في الشركات؟

هل هو صيف ساخن للغاية تلك المرة أكثر من السنوات السابقة؟ لا يوجد أحد لم يدر بذهنه هذا السؤال من قبل كلما عانينا حرارة الصيف الصعبة، بالطبع هو صيف اكثر سخونة ولو بدرجة طفيفة مما سبقه، فظاهرة الاحتباس الحرارى باتت ظاهرة لا تقبل الجدل، لكن المشكلة أنها لا تؤثر فقط على مستوانا الشخصى عبر إحساسنا المتزايد بالضيق والإرهاق، بل باتت ظاهرة اقتصادية تؤثر على إنتاجية الأفراد.

ففى دراسة اجرتها جامعى كلومبيا وهارفرد الأمريكيتين العريقيتين، وجد أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة المتزايد تسبب فى انخفاض مستويات انتاجية الأفراد فى البلدان ذات درجة الحرارة المتوسطة عنها فى البلدان الأكثر برودة ما بين 3% و 4%، وربطت الدراسة أن أحداث المناخ المتطرفة لها أثر سلبى على انخفاض الانتاجية الزراعية، بل وزيادة حجم الاضطرابات والعنف.

وتوصل الباحثون أن درجة الحرارة مسؤولة عن الكثير من التقلبات فى الانتاجية خاصة فى البلدان الأكثر فقرا وهى البلدان الأكثر حرارة والأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، كما أنهم الأقل قدرة على سداد تكلفة محاولة معادلة المناخ عبر تكييفات الهواء.

وأكدت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة يجعل الأشخاص اسوأ اداء للمهمات، ويسجلون درجات أقل فى الاختبارات، كما أنه يرفع معدلات الوفيات ويقلل ساعات العمل للاشخاص خاصة هؤلاء الذين يعملون فى الهواء الطلق ويتعرضون لحرارة الشمس المباشرة.

لا يتوقف الأمر فقط عند الاحساس بالإرهاق، فالمخ والجهاز العصبى للانسان بشكل عام يعمل فى أفضل حالاته فى درجات حرارة تتراوح بين 18 و 24، فإن هؤلاء الذين يعملون فى وظائف مكتبية قد تتأثر وظائفهم أيضا فى الصيف الشديد إن لم يكن التكييف الخاص بهم قادرا على الوصول إلى درجات الحرارة تلك.

دراسة أخرى لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، اظهرت ايضا ان البلدان متوسطة الحرارة والتى تقع فى منطقة لا تعانى من الانخفاض الشديد أو الارتفاع الشديد هى منطقة مثالية للإنتاجية البشرية، كما أنها أيضا منطقة مثالية للاستهلاكية، لأنه مع ارتفاع درجات الحرارة فإن الانتاجية ستقل، لكن من ناحية أخرى سيواجه البشر ارتفاع فى الاستهلاكية والطلب على الوقود والمياه.