كيف حاصر ترامب تركيا اقتصاديا؟.. أردوغان يقود سفينة تركيا إلى الهاوية

الإثنين، 06 أغسطس 2018 08:00 م
كيف حاصر ترامب تركيا اقتصاديا؟.. أردوغان يقود سفينة تركيا إلى الهاوية
ترامب و اردوغان

فتحت الولايات المتحدة الأمريكية، الجبة الثالثة لها قبل بضعة أيام، ذلك بعد أن شنت حربها على الضلع الثالث لمثلث الإرهاب تركيا، على خلفية عدم تنفيذ أنقرة لطلب أمريكا بإطلاق سراح قس أميركي محتجز لديها، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي، يلوح بإمكانية فرض الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات على أردوعان وبلاده، في حالة عدم لاإفراج عن القس الأمريكي.
 
تسبب تهديدات الرئيس الأمريكي، للنظام التركي، بانخفاض عملتها إلى مستوى قياسي، في منتصف الأسبوع الماضي، إلا أنها لم تنخفض عند هذا الحد، فقد انخفضت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار، اليوم الاثنين، بعدما قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها ستعيد النظر في دخول تركيا إلى السوق الحرة بالولايات المتحدة، مما قد يؤثر على واردات تركية تقدر بـ 1.66 مليار دولار، فيما يعد تصعيدا جديدا في التوتر بين واشنطن وأنقرة.
 
وجاء إعلان مكتب الممثل التجاري الأمريكي بعد إعلان أنقرة عن فرض رسوم انتقامية على البضائع الأميركية ردا على رسوم أميركية جديدة على البضائع التركية من الصلب والألومنيوم. وتفاقمت حدة التوتر بين الشريكين في حلف الناتو بسبب رفض أنقرة إطلاق سراح قس أميركي محتجز لديها.
 
لكن هذا التوتر إضافة إلى الإجراءات الجديدة أصاب الليرة التركية المتداعية، حيث وصلت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 5.14 مقابل الدولار الساعة الثامنة صباحا، وفقا لصحيفة «حرييت» التركية. وخسرت العملة التركية ربع قيمتها هذا العام، حيث تضررت بشكل رئيسي من المخاوف بشأن سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية.
 
وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي إن المراجعة قد تؤثر على واردات تركية بقيمة 1.66 مليار دولار إلى الولايات المتحدة. وكانت البضائع التركية تستفيد من برنامج نظام الأفضليات المعمم في العام الماضي، بما في ذلك السيارات وقطع الغيار، والمجوهرات، والمعادن الثمينة.
 
وقالت متحدثة باسم مكتب الممثل التجاري إن المراجعة الأميركية لا علاقة لها بالقضايا المحيطة بالقس برونسون، وهي قضية دفعت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على اثنين من الوزراء في الحكومة التركية.

كانت الليرة التركية، هبطت (الأربعاء) الماضي، مقابل الدولار إثر تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أنقرة ما أثر سلبا على العملة. وخسرت الليرة أكثر من (1%) الإثنين مسجلة 4.9 مقابل الدولار. وهبطت الليرة إلى 4.9010 للدولار في أدنى مستوى لها في نحو أسبوع وجرى تداولها عند 4.8980. وبلغ سعر الدولار الأميركي (الأربعاء) 5 ليرات تركية، حسب رويترز.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد بفرض عقوبات على أنقرة ما لم تطلق سراح قس أمريكي، وهو ما أثار رد فعل غاضبا من تركيا وفاقم التوترات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. يأتي ذلك، بينما تعصف بالاقتصاد التركي مؤشرات سلبية، أثرت على أسعار الصرف ونسب التضخم، وتباطؤ في الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى البلاد.
 
وخالف البنك المركزي التركي التوقعات وأبقى في اجتماعه قبل أيام على أسعار الفائدة دون تغيير. وتوقعت شركة أبردين ستاندرد إنفستمنتس هبوط الليرة بنسبة 25% إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 6 ليرات لكل دولار.
 
وحملت نتائج دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار بسبب تدخلاته في السياسة المالية للبلاد التي تعاني عجزا كبيرا في الميزان التجاري.
 
كانت محاكمة القس أندرو برانسون، اشتعلت فتيل الصراع، بين الولايات المتحدة الأمريكية، وتركية، خاصة بعد حكم المحكمة التركية برفض طلبه برفع الإقامة الجبرية عنه، رغم تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنقرة بفرض عقوبات كبيرة عليها.
 
حكم المحكمة التركية الأخيرة من شأنه أن يرفع حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن، خاصة أن تركيا أعلنت رفضها كل التهديدات التي صدرت من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أخرها بيان مجلس شؤون الأمن التركي الذي أعلن رفضه لكل التهديدات الأمريكية.
 
ورفضت محكمة تركية، طلبا برفع الإقامة الجبرية عن القس الأمريكي أندرو برانسون المحتجز في البلاد، حيث ذكرت صحيفة "زمان" التركية التابعة للمعارضة، أن الدائرة الثانية بمحكمة جنايات إزمير غرب تركيا، رفضت طلب الطعن الذي قدمه المحامي جيم هالافورت الموكل عن القس الأمريكي المعتقل لدى تركيا أندرو برونسون، حول وضعه قيد الإقامة الجبرية، كما رفضت المحكمة طلب الطعن المقدم على حظر مغادرة البلاد، بإجماع أصوات الأعضاء، وأكدت المحكمة أنه لا يوجد أي تغييرات في الأسباب التي تشكل دليل الإدانة الذي أسند إلى القس برونسون.
 
أوضحت الصحيفة التركية، أن القس أندرو برانسون الذي عمل في تركيا لأكثر من 20 عامًا وضع رهن الإقامة الجبرية مؤخرًا  بعد أن احتجز 21 شهرا في أحد السجون التركية، بينما كانت الإدارة الأمريكية تنتظر الإفراج عنه، حيث جرى اعتقاله في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو 2016، وفي 9 ديسمبر صدر في حقه مذكرة اعتقال وأرسل إلى السجن، فيماتوجه السلطات التركية للقس الأمريكي تهم الانتماء لحركة الخدمة وحزب العمال الكردستاني، مطالبة بالحكم عليه بالسجن 15 عامًا، بالإضافة لـ 20 عامًا أخرى بتهمة التجسس السياسي والعسكري والكشف عن معلومات سرية.
 
حكم المحكمة من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة الأمريكية، إلى بدء تنفيذ عقوباتها ضد تركيا، خاصة أنها ستعتبر حكم المحكمة عدم مبالاة من تركيا لتهديداتها.
 
في هذا السياق، توقع أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن حكم المحكمة التركية سيزيد من سوء العلاقة بين أنقرة وواشنطن خلال الفترة المقبلة، وستشهد مرحلة عقوبات أمريكية ورد تركي على تلك التهديدات.
 
وقال عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتمهل قبل أن تفرض عقوبات على أنقرة، ولكن إن طال الأمر سيكون هناك ردة فعل قوي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوية تجاه تركيا، حتى إن اقتضى فرض عقوبات ضخمة عليها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق