قطر تهرب من استضافة 16 منتخبا في كاس العالم 2022.. سر تهديد تميم لرئيس الفيفا

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 12:00 م
قطر تهرب من استضافة 16 منتخبا في كاس العالم 2022.. سر تهديد تميم لرئيس الفيفا
تميم بن حمد

مضت سنوات على الفضيحة، حتى تخيلت قطر أن الأمور قد مرّت بسلام، وأن الرشاوى وعمليات الفساد التي فازت بسببها بتنظيم كأس العالم لكرة القدم (2022) أصبحت خارج اهتمام العالم.
 
لعل صدمة الإمارة الصغيرة حجمًا وأهمية في الآونة الأخيرة أكبر من كل توقع، فبعد كل ما دفعته لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السابقين، وما أنفقته على الرشاوى والدعاية وحملات العلاقات العامة، لا يبدو أنها ستكمل المسيرة نحو تنظيم كأس العالم (2022)، في ضوء توالي الفضائح المالية والسياسية والحقوقية المحيطة بأداء الإمارة التافه بشكل عام، وبملف المونديل بشكل خاص. وهو ما دفع قطر للتلويح بأنها قد تدعم مرشح بديل لرئيس الفيفا الحالي، في الانتخابات المقبلة والمقرر لها (2019).
 
ربما تكون محاولة يأسة، وكأن النظام القطري يأبى إلا أن يمارس طرقه الملتوية لمنع أي تحرك من شأنه أن يكشف عدم قدرته على تنظيم كأس العالم (2022)، حيث يحاول تنظيم الحمدين خلف الكواليس إجهاض أي توجه يصب في صالح زيادة منتخبات مونديال (2022) إلى (48) منتخبا، ذلك عن طريق تهديد رئيس الفيفا الحالي بدعم مرشح بديل له في الانتخابات المقبلة. 
 
وكشفت المصادر عن تهديد مبطن لرئيس الاتحاد الدولي السويسري جياني إنفانتينو، يتعلق بالبحث عن مرشح بديل، ودعمه بميزانية مفتوحة تقدر بمليار دولار، للإنفاق بقوة على حملته الانتخابية، ورعاية الفيفا بصفقات تزيد على (20) مليار دولار، لزيادة ميزانية الاتحاد الدولي، وهو ما يعتبر ابتزازاً أسود لرئيس الفيفا، للعدول عن مقترح زيادة منتخبات (2022)، كعادة تنظيم الحمدين، الذي نشر الفساد في الرياضة كما كان حاله في السياسة بشكل عام. 
 
وتشير المتابعات إلى أن قطر سعت لاستغلال أزمة عابرة بين إنفانتينو، والاتحاد الأوروبي «يويفا» على خلفية رغبة رئيس الفيفا، في إطلاق مشروع جديد بمسمى الدوري العالمي للمنتخبات، والذي أشار إلى أنه سيحقق دخلاً للفيفا يفوق الـ(25) مليار دولار في (5) سنوات، حيث رفض السلوفيني سيفرين رئيس اليويفا مناقشة أو طرح المقترح، بل ووصل الأمر لرفضه، أن يلقي إينفانتينو كلمة على هامش كونجرس يويفا، الذي عقد نوفمبر الماضي. 
 
ويحاول نظام تميم البحث عن مرشح قوي يستطيع تهديد عرش اينفانتينو، الذي بات يحظى بتأييد أكبر، لاسيما من الكونكاكاف وكونميبول وأوقيانوسيا، بالإضافة لعدد كبير من اتحادات الكرة في أوروبا، فيما وجه نظام الحمدين عدداً من المواقع والصحف الأوروبية التي يمتلكها في لندن وألمانيا، لشن هجوم على إنفانتينو خلال الفترات الماضية.
 
كما يحاول نظام الدوحة حث قيادات أوروبية أخرى للترشح ضد إنفانتينو في الانتخابات المقبلة بباريس يونيو (2019)، وأبرز الأسماء التي تسعى الدوحة لدعمها مستقبلاً، هو رينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، المعروف عنه معارضته لإنفانتينو، بالإضافة لجس نبض رئيس يويفا الحالي، السلوفيني أليكسندر سيفرين.

كانت صحيفة «صنداي تايمز» قالت، أمس الأحد، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» يتعرض لضغوط قوية لفتح تحقيق فيما يتعلق بكيفية حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم (2022)، بعد اكتشاف أن مسؤولي الاتحاد القطري الذين تم تكليفهم بإدارة ملف تنظيم البطولة أداروا حملة «عمليات سوداء» ضد ملفات الدول المتنافسة، لمنح تنظيم البطولة لقطر. 

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر بارز مقرب من لجنة الأخلاقيات بالفيفا، قوله إن المعلومات حول الحملة التي كشفت عنها الصحيفة الأسبوع الماضي لم تكن متاحة للتحقيق الذي جرى منذ (4) سنوات حول فوز قطر بتنظيم البطولة. 
 
وأوضح المصدر إنه يتعين على الفيفا الآن تعليق الأعضاء الرئيسيين في ملف قطر أثناء النظر في هذه الاتهامات، مستدركا أن لجنة الأخلاقيات بالفيفا أصبحت أقل استقلالية في ظل الرئيس الحالي جياني إنفانتينو.
 
وتابع أن لجنة الأخلاقيات الآن أقل قوة مما كانت عليه خلال فترة سيب بلاتر رئيس الفيفا السابق. ونفى الفيفا، الأسبوع الماضي، أن يكون لرئيسه أي دور في العمل الذي تقوم به لجنة الأخلاقيات.
 
وكانت الصحيفة ذاتها، كشفت، الأسبوع الماضي، أن الفريق المكلف بملف منح قطر استضافة كأس العالم لجأ إلى «عمليات سوداء» سرية في حملة دعائية لتقويض ملفات الدول الأخرى المنافسة، وهو ما يشكل انتهاكا لقوانين «الفيفا».
 
يذكر أن «التايمز» نشرت أيضا مقتطفات من كتاب بلاتر «الحقيقة»، والذي نشره مؤخرا، أكد فيها رئيس الفيفا السابق أن أعضاء المكتب التنفيذي تجاهلوا نصيحته وقت اختيار الدولة المستضيفة لمونديال (2022)؛ حيث أكد لهم أن قطر غير قادرة على استضافة كأس العالم، لكنهم رغم ذلك منحوا أصواتهم لها لتنال تنظيم البطولة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق