أخطرهم المنظومة الصاروخية.. ليبرمان قلق من تعافي الجيش السوري والموساد يلجأ للاغتيالات

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 08:00 ص
أخطرهم المنظومة الصاروخية.. ليبرمان قلق من تعافي الجيش السوري والموساد يلجأ للاغتيالات
جانب من عمليات الجيش السوري
هشام السروجي

استعادة الجيش السوري عافيته، واقترابه من فرض سيطرته على كامل الاراضي السورية، أمر أصبح يسبب أرقا شديدا لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، نبرة القلق كانت واضحة في تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي يرى أن قوة الجيش السوري "تتعاظم" على الجانب الآخر من حدود الأراضي المحتلة، ويقدّر أن نية دمشق هي إعادة حجم الجيش إلى ما كان عليه قبل دخوله مستنقع مواجهة الجماعات الإرهابية التي ضربت أركان الدولة السورية.
 
الدفاعات الجوية السورية
الدفاعات الجوية السورية
 
حديث ليبرمان جاء خلال جولته في الجولان السوري المحتل، لم يأتي من فراغ وكذلك زيارته في هذا التوقيت، أغلب الظن أن تقارير استخبارتية أستشعرت القلق من تحركات الجيش السوري في محيط الجولان، بعد أن فرض كامل سيطرته منذ أيام قليلة على محافظة القنيطرة ذات الأهمية الجيوستراتيجية في قلب الجولان المتحلة.بعد معارك فاصلة بينه وبين الجماعات الإرهابية، التي كانت مسيطرة على المحافظة، ومن قبلها كانت آليات الجيش السوري تتمركز في بلدة «مسحرة» الواقعة في القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة جنوبي البلاد.
الوزير القادم من دولاب أحزاب اليمين المتشدد، أبرز حافز القلق الاسرائيلي، عندما أشار إلى أن دولة الإحتلال ترصد وتشاهد تحرك الجيش السوري التي تنم على أنه لا يكتفي باستعادة السيطرة على الأراضي السورية كلها، بل يقوم ببناء قوات برية واسعة وجديدة ستعود إلى ما كانت عليه في الماضي وأكثر من ذلك، الأمر الذي يضع إحتمال المواجهة العسكرية على طاولة السيناريوهات الاسرائيلة، وهو ما أشار إليه ليبرمان حينما قال "الجيش الاسرائيلي جاهز لكافة السيناريوهات المحتملة على هذا الصعيد".
 
يعزز التواجد الإيراني على الأراضي السورية من مخاوف اسرائيل، برغم أن جميع المعطيات تخلُص إلى نتيجة شبه مؤكدة، أن طهران غير مستعدة لأي تحرك متهور في ظل أزمتها الحالية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسقوطها في بئر الإنهيار الاقتصادي، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية، وعجزها عن السيطرة على مجريات الأحداث، وأنحسار خيارات الخروج من الأزمة لديها بين أن تنتهج طريق التيار المحافظ المتمسك بمبادئ الثورة الإسلامية المعلنة ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات وأنفجار الوضع، أو  أن تتمسك بحبل البراجماتية مستنده في ذلك على وجود واجهة اصلاحية في سدة الحكم، وتقدم تنازلات دون شروط أمام واشنطن، وتبدأ في لملمت أورقها من المنطقة، لكن هذا لا يمنع اسرائيل من القلق تجاه التواجد الايراني، فأن أحدًا لا يُسلم تسليمًا مطلقًا إلى ضعف الموقف الايراني في سوريا.
القلق الاسرائيلي يأتي من الجيش السوري ذاته، أكثر من القوى الإقليمية المتواجدة على الأراضي السورية، لعوامل كثيرة أهمها خوضه حرب عصابات على مدار 7 أعوام، أكتسب خلالها خبرة عظيمة كانت بمثابة تدريبات ومناورات حية في إدارة معارك طويلة الأمد، وأتقن استراتيجية حروب الشوارع، وأصبح يملك ظهير من الضباط والجنود الذي تمرسوا خلال حرب تعتبر الأقوي في التاريخ القريب للمنطقة، وتكللت معاركة بنجاحات أزعجت ما يزيد عن نصف الكرة الأرضية، أدركت اسرائيل هذه الأمور جيدًا، وتفحصت المستقبل فإذا بجيش مسلح بتقنيات حديثة، وخبرات قتالية مكتسبة من معارك ضارية، وظهير سياسي إقليمي قوي.
 
المدى الاستراتيجي للصواريخ السورية
المدى الاستراتيجي للصواريخ السورية
 
كما كشفت حادثة إغتيال العالم السوري الدكتور عزيز إسبر، التي جرت مساء السبت الماضي، في ريف حماة وسط سوريا، لتؤكد هلع اسرائيل من تطوير الدولة التي تضعها في مقدمة تصنيف الدول الاعداء لقدرتها الصاروخية، فتلجأ لضربات استباقية تستهدف بها العقول المُنفذة لخطط التطوير الصاروخي، وهو ما أشارت إليه تصريحات مصدر استخباراتي مٌجهّل لصحيفة نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قال فيها إن "الموساد" قام بزرع القنبلة التي قتلت الإسبر والذي يشغل منصب مدير البحوث العلمية، مشيرًا إلي أنها "المرة الرابعة" خلال 3 سنوات، التي تقوم فيها إسرائيل باغتيال مهندس صواريخ كبير تابع لدولة تصفها إسرائيل بـ"العدو".
وبحسب الصحيفة التي أوضحت أن الموساد يتابع إسبر منذ فترة طويلة، لاعتقادهم أن إسبر قاد وحدة سرية تعرف باسم "قسم 4" مركز البحث العلمي في مدينة مصياف، وجاء قرار الاغتيال بسبب مسؤوليته عن تجميع الترسانة العسكرية من الصواريخ الموجهة بدقة، وخوفاً من تطويرها وإطلاقها مستقبلاً باتجاه إسرائيل، وتناقلت مصادر سورية احتمالية أن الإسبر طور مشروعاً سريًا يهدف إلى بناء مصنع صواريخ متطورة تحت الأرض لتعويض المصنع الذي دمرته طائرات الاحتلال العام الماضي في سبتمبر من العام الماضي، في منطقة مصياف بريف حماة الغربي.
 
من الواضح أن مرحلة ما بعد "داعش" ستحمل العديد من السيناريوهات المطروحة في الغرف المغلقة، وأن مراكز الأبحاث وتقارير تقدير الموقف تشير إلى أن خريطة توازن القوى في المنطقة قد تشهد تغيرات، لكن الأكيد أن سوريا تستعيد السيطرة على زمام الأمور وهو ما يزعج دولة الاحتلال الاسرائيلي. 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق