كيف اعترفت دولة الحمدين بالانشقاق عن منظومة التعاون الخليجي والجامعة العربية؟

الخميس، 09 أغسطس 2018 12:00 ص
كيف اعترفت دولة الحمدين بالانشقاق عن منظومة التعاون الخليجي والجامعة العربية؟
تميم بن حمد
شيريهان المنيري

اشتدت تداعيات الأزمة السعودية الكندية على مدار الأيام القليلة الماضية، حيث إتخذت المملكة العربية السعودية المزيد من الإجراءات ضد كندا، إثر تجاوزها وتدخلها في الشؤون الداخلية للمملكة.
 
غالبية الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإقليمية أعربت عن استياءها من التصريحات الكندية في حق السعودية، فيما جاء الموقف القطري مغايرًا حيث أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن تصريحات الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بشأن الأزمة السعودية الكندية لا تعبر عن راي الدوحة، وأن قطر تُشدد على ضرورة حماية حق الدول والمنظمات الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير. 
 
المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد يرى أن ما حدث بين السعودية وكندا مؤسف جدًا لأنها دولة صديقة، فالعلاقات السعودية والعرب بشكل عام مع كندا ودية وممتازة على مرّ التاريخ، مستنكرًا الموقف الكندي وما صدر عن وزيرة خارجيتها من محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للسعودية فيما سُمي بدعم النشطاء المدنيين، لافتًا إلى أن ما حدث ربما يكون هفوة من قبل السفير الكندي لدى السعودية، ولكنه في النهاية أسلوب لا يليق استخدامه من جانب دولة مثل كندا ليست بحديثة على ساحة العمل الدبلوماسي وتعرف جيدًا مكانة المملكة العربية السعودية، على حد تعبيره.
 
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «استخدام مصطلح اطلاق سراحهم فورًا وهم مواطنون سعوديون وكان لهم علاقات مشبوهة ببعض السفارات والجهات المغرضة مثل قطر وغيرها كان مستغربًا جدًا، لذلك جاء رد الفعل على مستوى الحدث؛ فالسعودية لا تقبل أن يتحدث معها أحد بهذ الطريقة والمساس بسيادتها، لأن المساس بسيادة الدول لا تقبله إلا الدول الضعيفة والسعودية دولة قوية. هذا ورأينا كيف جاء تأييد العالم الإسلامي والعربي ومجلس التعاون للموقف السعودي، وأعتقد أن دول العالم ستؤيد قريبًا موقف المملكة لأن ما قامت به كندا يتعارض مع كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية والدبلوماسية».
 
وأضاف أن «المملكة دولة قوية وتحترم نفسها ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا تتقبل بأي شكل من الأشكال التدخل في شؤونها، وأعتقد أن الدبلوماسية الكندية ارتكبت خطأً جسيمًا جدًا وهى تحاول الآن الاتصال ببعض الدول الصديقة لمحاولة التوسط مع السعودية».
 
أما عن موقف النظام القطري من الأزمة السعودية الكندية؛ فأكد «المرشد» أنه ليس بمستغرب عن نظام الحمدين الداعم للإرهاب، والمغرد دائمًا خارج السرب العربي والخليجي، وقال: «قطر بهذا الموقف أخرجت نفسها بنفسها من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية؛ فهي لا تُعتبر بمثل تلك المواقف دولة عربية ولا تتفق سياساتها مع الدول العربية، ونظام الحمدين لن يستطيع الاستقرار ولا العودة إلى الحضن الخليجي والعربي إلا اذا طبق شروط الرباعي العربي وتوقف عن دعم الإرهاب والعبث بأمن مصر والدول العربية جميعها والعودة إلى رشده». 
 
وأضاف «المرشد» أن «عضوية قطر في مجلس التعاون تُعد حاليًا إدارية شكلية فقط؛ فأفعالها لا تنسجم مطلقًا مع دول مجلس التعاون أو مع دول الجامعة العربية، بل أصبحت دولة معادية بسبب اختطاف نظام الحمدين لها؛ فهو يتعاون مع تركيا وإيران واسرائيل وبعض هذه الدول في حالة حرب مع السعودية والدول العربية، فكيف تكون دولة عربية وخليجية وهى تتعاون مع من يحاربنا».
 
وتابع بأن «قطر دولة خارجة عن كل القوانين وهي مقاطعة من أهم الدول العربية بسبب مواقفها العبثية ودعمها للإرهاب وعملها الدائم ضد مصالح الدول العربية؛ فهي خارجة عن القانون بالنسبة لنا، وستعاني قريبًا جدًا من أفعالها وستقع في شرّ أعمالها».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق