إحباط مخطط تفجير كنيسة العذراء بين الأفكار المفخخة والأحزمة الناسفة

السبت، 11 أغسطس 2018 09:00 م
إحباط مخطط تفجير كنيسة العذراء بين الأفكار المفخخة والأحزمة الناسفة
سترة ناسفة
علاء رضوان

 

- الأفكار الناسفة تسبق السترة الناسفة فى تنفيذ العمليات الإرهابية

- الإخوان أول من استخدم السترة الناسفة أثناء محاول اغتيال عبد الناصر

- تنظيم القاعدة وداعش تبنوا فكرة الحزام الناسف من جماعة الإخوان

- الحزام الناسف أُستخدم فى تفجير المساجد قبل الكنائس

 

«يرتدى حزاماَ ناسفاَ»..المعلومة الأبرز لدى جهات التحقيق للوصول إلى حقيقة العنصر الإرهابى الذى حاول تفجير كنيسة العذراء بمسطرد، اليوم، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية، من إحباط مخطط الانتحاري الذى فجر نفسه على بعد 250 مترا من إحدى الكنائس بمنطقة السواح شبرا الخيمة، وأسفر الحادث عن استشهد أحد العمال في كنيسة العذراء بمسطرد.  

 

الانتحاري أو العنصر الإرهابى كان يرتدي حزاما ناسفا، قبل أن تباغته القوات، ما أدى إلى تفجيره الحزام في نفسه ويقع قتيلا، فقد أمرت جهات التحقيق المختصة بفتح تحقيقاَ عاجلاَ وموسع من خلال تكليف فريق من الجهات المختصة بسرعة الانتقال لمعاينة موقع الحادث الإرهابى، وذلك فى إطار الاستعدادات من قبل الأجهزة المعنية المكثفة لحماية المنشأت المهمة ودور العبادة والمناسبات الدينية.

علاقة تنظيم القاعدة بالحزام الناسف

وفى الحقيقة الأمر هنا يحتاج إلى وقفه خاصة بعد إكتشاف أن الأداة المستخدمة فى محاولة تفجير كنيسة العذراء بمسطرد عبارة «حزام ناسف»، تلك الأداة التى سجلت خلال الفترة الماضية حضوراً بارزاً في عمليات تنظيم «داعش» الإرهابي سواء داخل الأراضى المصرية أو خارجها رغم أن أداة «الحزام الناسف» هى فى الأساس كانت  أحد أبرز وأهم التكتيكات المتبعة من قبل «تنظيم القاعدة»، ليتولى «تنظيم داعش» الإرهابى المسئولية على عاتقه عن طريق رفع شعار «الخلافة الإسلامية» و استخدام «الأحزمة الناسفة» لقتل المصلين ورجال الأمن خلال أداء الصلاة في الكنائس أو المساجد.  

 

23835-حزام-ناسف

السؤال الذى يطرح نفسه هنا..هل ما كان يحمله الانتحاري «عمر محمد مصطفى»، الذى حاول تفجير كنيسة العذراء بمسطرد، هى «فكر ناسف» أم «حزام ناسف»، هذه الأفكار التى تسبق الأداة قبل تنفيذ مثل تلك العمليات الإرهابية فـ«الأفكار الناسفة» تُعتبر التوصيف الدقيق والصادم فى آن واحد الذى يحمل بين طياته حقيقة الوضع المؤلم داخل المجتمع المصرى خلال الفترة الماضية نتيجة «الأفكار الناسفة» التى تعد بمثابة مخزون لعقول شباب ضائع يقف على شفا حفرة من النار معتقدًا بهذه الأفعال يطرق باب الجنة بتلك الأفكار الدموية، وأن دماء أبناء الوطن الواحد هي تأشيرة دخوله إلي الجنة.

داعش تحتضن فكر الأحزمة الناسفة

«الأفكار الناسفة»-بحسب مراقبون- تمكن تنظيم «داعش» الإرهابى من استغلالها خلال الفترة المنصرمة، ما أدى إلى تنفيذ العديد من التفجيرات داخل مصر وخارجها منها على سبيل المثال لا الحصر تفجيرين بإستخدام «الأحزمة الناسفة» ضربا كنيستي «طنطا والإسكندرية»، الأول بمار جرجس في مدينة طنطا، والثانية بالكنيسة المرقسية بالعطارين بمحافظة الإسكندرية، أسفر عن استشهاد 44 شخصا على الأقل وأصيب نحو 126 آخرين بجروح، ذلك بالتزامن مع احتفالات الأقباط بصلوات «أسبوع الآلام» العام الماضى.

الحزام الناسف والمسجد

كما وقعت عدة تفجيرات بإستخدام «الأحزمة الناسفة» فى عدد من الدول العربية حيث   استخدم فيها الانتحاريون هذه الأحزمة، في العام 2015 خلال ستة أشهر، تبنّى تنظيم «داعش» تفجير أربع مساجد، ثلاثة منها داخل الأراضى السعودية والأخير في الكويت، إضافة إلى عمليات أخرى-وفقاَ لـ«المواقبون»-.  

 

الحقيقة التى نحن بصددها الآن أن العشرات بل المئات من الشباب المصري فشلت العديد من الجهات الرسمية المعنية وعلى رأسها مشايخ الأوقاف والأزهر وكذا وزارة التربية والتعلم والثقافة والإعلام في الوصول إلى عقولهم لمعرفة ما يدور بداخله أو حتى توجيهه إلى ما فيه صالح المجتمع ، ما يُنذر بالخطر نتيجة تغلغل مثل هذه الأفكار للعقول.  

 

تلك «الأفكار الناسفة» يمثل أصحابها مشروعًا انتحاريًا في مسجداَ أو كنيسة أو كمين في أحيانًا أخرى - كما حدث في مسجد الهرم عام 2016- وكذا الهجوم الإرهابي الشهير على مسجد الروضة بشمال سيناء الذى أسفر عن كارثة كبرى هى استشهاد 85 شخصا، وإصابة 80 آخرين، بعدما اعتقدوا أن رواده كفار لا يعرفون الله وأنه ومشايخه الذين يضعهم في موضع الألهة هم فقط من يحملون صكوك الجنة ولن يدخلها غيرهم.   

 

منفذو تفجير كنسيتي طنطا والإسكندرية

 

فىى غضون 10 أبريل 2017، هاجم انتحاريان الكنيستين، في أحد الشعانين، الذي يحتفل به الأقباط في مصر، وتعددت الروايات في عملية التفجير الكنيستين، حتى أعلن التنظيم الإرهابي أن تفجير كنيسة مار مرقس بالإسكندرية نفذه مسلح تابع له عرفه التنظيم باسم «أبو البراء المصري» في حين نفذ تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا مسلح اسمه «أبو إسحاق المصري».

127563-Capture

والعجيب في الأمر-بحسب «المراقبون»- أن «الأفكار الناسفة» تحول مصيرها بـ«قدرة قادر» إلى «سترة ناسفة» أو ما يٌطلق عليها «الأحزمة الناسفة»، وذلك في ظل موجة الجهل المستمرة و التي تعصف بعقول الكثير من أبنائنا الذين ينساقون وراء مبيحى سفك الدماء، ودعاة الفتنة، فقد لجأ التنظيم الإرهابي خلال الفترة الماضية في تنفيذ العمليات ضد الأبرياء العُزل عن طريق استخدام «الحزام الناسف».

 

في تفجير كاتدرائية القديس مرقس بالقاهرة الذي وقع يوم الأحد «11 ديسمبر 2016»، قُتل على إثره 29 شخصًا، وأصيب 31 آخرون في الكاتدرائية المرقسية في العباسية بمدينة القاهرة، بسبب حزام ناسف ارتداه أبو عبدالله المصري، منفذ العملية شاب مصري يدعى محمود شفيق محمد مصطفى ويكنى بـ«أبو دجانة الكناني» يبلغ من العمر 22 عامًا.  

علاقة الاخوان بالحزام الناسف

الوثائق الأرشيفية أثبتت أن جماعة الاخوان الارهابية هى أول من استخدمت الأحزمة الناسفة أو «الستره الناسفة» فى العمليات الإرهابية حيث اعترف علي عشماوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان ورئيس النظام الخاص لجماعة الإخوان، والذراع اليمين والصديق المقرب لسيد قطب، في مذكراته بعنوان «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» صفحة 63، بأن الإخوان هم أول من ابتكروا الحزام الناسف واستخدموه في محاوله اغتيال عبدالناصر، وتبنى عمليات التفجير والسيارات المفخخة وقتل الأبرياء.

نشأة الحزام الناسف

علي عشماوي في مذكراته قال: «الحزام الناسف الذي ابتكره الإخوان عـام 1954 لقتـل عبدالناصر، وكان أول من تطوع لاستعماله هو الأخ نصير، وهذا الأسـلوب هو الذي تطور بعد ذلك ليصبح القنابل البشرية، والمنتحرين والأجـسام المفخخة وهكذا فإن الإخوان مسؤولون عن هذا الفعل وعن كل من اسـتعمله وقتل الناس عن طريقه». 

images

تشير المعلومات إلى أن «الحزام الناسف» يسمى أيضا سترة انتحارية، وهو عبارة عن سُترة مُتفجرة محشوة بالمتفجرات وتحمل معها صاعقاَ ويرتديها الإنتحاريون، حيث إن الأحزمة الناسفة تكون بالغالب مليئة بكور حديدية صغيرة أو مسامير أو غيرها من الأشياء التي ممكن استخدامها كالشظايا لزيادة عدد القتلى في الانفجار.

تكوين الحزام الناسف

تركيب الأحزمة الناسفة يحتاج لأكثر من شخص، حيث إن الطريقة الفنية تتضمن عدة وسائل متنوعة منها الحامل أو القاعدة والتي هي عبارة عن عدة جيوب تصنع لحشو المواد المتفجرة فيها، وكذلك قنوات شبكة التوزيع الكهربي والوصل بين الطرفين الأيمن والأيسر من الحامل والتي هي عبارة عن قنوات تمر من خلالها الأسلاك الكهربية، وكذلك نقطتا التجميع والتي تكون الأولى نقطة الأمان والتي يتحكم فيها الكهربائي ودورها في الحزام أنها هي التي تحافظ على سلامة الاستشهادي من تشغيل العبوة قبل الوصول إلى الهدف المراد ضربه ونقطة التجميع الثانية هي نقطة تشغيل الحزام الناسف لتفجيره.

تصنيع الحزام الناسف

 

وتؤكد الدراسات البحثية في هذا الشأن، أن عدد الأشخاص الذين يعملون على تركيب الحزام الناسف ثلاثة:

فني الخياطة:

وهو الوحيد القادر على تفصيل الحامل والجيوب وعمل قنوات الشبكة الكهربية وكافة الأقسام التي يحتاجها التصميم الفني الأول للحزام مع العلم أن الوحيد الذي يعطي مواصفات أقسام الحزام الناسف لفني الخياطة.

الكهربائي:

يعمل على توزيع الأسلاك الكهربية الخارجة من الصواعق وتجميعها في نقطة أمان ونقطة التشغيل وأي خطأ منه يحدث خللا يؤدي حتما إلى كارثة آثارها كبيرة.

خبير المتفجرات:

تكمن الخطورة كلها في عمله واعداده ويجب أن يكون خبيرا على مستوى عال في المتفجرات من حيث شكليتها ونوعيتها ونوع الجيوب التي ستحملها من حيث الحجم والقوة الكهربية التي تحتاجها العبوة لتنفجر، بالإضافة إلى أنه هو الذي  يحدد عدد الجيوب ومقاساتها ذلك يرجع إلى حجم الأصابع المراد حشوها في جيوب الحزام الناسف.  

حزام-ناسف

الدراسات البحثية، تؤكد أن تصنيع الأحزمة الناسفة ليس أمرًا مستحيلًا في ظل وجود مواقع متخصصة على الانترنت للتدريب على التصنيع، وتهريبها من الخارج يحدث ويقع في أكثر بلدان العالم، من حيث الاحترازات الأمنية، وأن وزن الحزام الناسف يتراوح بين ربع كجم إلى ثلاثة، وقوته التدميرية تعتمد على المواد التي يحملها.

 

 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق