هل يهرب مادورو إلى الجنوب الغربي؟.. كواليس العداء الغامض بين فنزويلا وكولومبيا

الإثنين، 13 أغسطس 2018 08:47 ص
هل يهرب مادورو إلى الجنوب الغربي؟.. كواليس العداء الغامض بين فنزويلا وكولومبيا
الرئيس الفنزويلي ومحاولة اغتياله الأسبوع الماضي

في رأس قارة أمريكا الجنوبية تقع فنزويلا، وإلى الجنوب الغربي منها تقع كولومبيا. هذا الجوار يفرض حالة من المودة والصداقة بين البلدين، لكن الحقيقة تسير على العكس من هذا تماما.
 
منذ ارتقى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لسدة الحكم قبل خمس سنوات خلفا للرئيس الراحل هوجو تشافيز، وهو يُؤسس خطابه السياسي على فكرة العداء والاستهداف من الخارج، وضمن أجندته تحضر كولومبيا بطلا أساسيا ضمن قائمة المتهمين، التي تقتصر في كثير من الأحيان على الجارة الجنوبية والولايات المتحدة.. ويظل الأمر غير مفهوم أو واضح المعالم.
 
ويومًا تلو الأخر يشتعل التوتر مجددا بين فنزويلا وكولومبيا، لاسيما بعد اتهام رئيس الأولى الثانية بالتعاون مع الولايات المتحدة في محاولة اغتياله السبت الماضي، ليتصاعد الخلاف إلى اعلاه سياسيًا بعدما كان يتقصر على الصراع التجاري والذي ظل بين البلدين طيلة العقود الماضية.
 
وكولومبيا هى من أشد الحلفاء للولايات المتحدة أصبحت من بين أشد الأعداء  للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على خلفية الخلافات المستمرة مع الإدارة الأمريكية لاسيما وأن فنزويلا من اشد المنتقدين للولايات المتحدة فى أمريكا اللاتينية، كما أن فنزويلا تتهم باستمرار واشنطن بالتخطيط لغزو فنزويلا بمساعدة كولومبيا.
 
 توتر العلاقات بين كولومبيا وفنزويلا، يعود إلى عام 2008 عندما قتل الجيش الكولومبى راؤول رييس القائد الأعلى للقوات المسلحة الثورية فى كولومبيا (فارك) على الحدود بين فنزويلا وكولومبيا، فيما  نشر الرئيس الراحل الفنزويلى هوجو تشافيز قواته على الحدود مما كان ينذر بنشوب نزاع مسلح بين الدولتين، ولكن سرعان ما تحولت الأزمة إلى الشكل الدبلوماسي حيث جمد تشافير 2009 العلاقات مع كولومبيا واستدعى سفيره فى بوغوتا، احتجاجا على إعلانها مصادرة أسلحة من متمردى"فارك"، من صنع سويدى بيعت إلى كراكاس، وأكد مسئولون فى استوكهولم أن بعض الأسلحة المصنعة فى السويد والتى بيعت لفنزويلا، عُثر عليها فى معسكر لـ"فارك" فى كولومبيا.
 
وازداد التوتر بين فنزويلا وكولومبيا، بإعلان بوجوتا سماحها لواشنطن باستخدام ثلاث قواعد للجيش الكولومبى، فى عمليات أمريكية لمكافحة المخدرات، فيما اتهمت الحكومة الكولومبية كاراكاس بأنها تؤى معسكرات تدريب تابعة لـ"فارك" وجيش التحرير الوطنى "أى أل أن"، وهما حركتا تمرد يساريتان تخوضان حرب عصابات شرسة ضد النظام فى بوجوتا منذ عقود. 
 
وبعدها اشتدت اللهجة الخصومية والعدواة بين البلدين، لاسيما مع سماح كولومبيا لأمريكا بإقامة قواعد عسكرية تحت غطاء مكافحة المخدرات، فيما ترى فنزويلا في ذلك غطاء لواشنطن لتدخل اكثر في سياسات دول أمريكا اللاتينية، في حين توترت العلاقات بين البلدين مجددا في عام 2005 جراء أزمة غير مسبوقة على الحدود بسبب مشكلة تهريب المنتجات الغذائية أو المواد الأساسية المدعومة من النظام الاشتراكى فى فنزويلا، وتباع فى كولومبيا بأسعار تتحدى أسعار اقتصاد السوق.
 
وعقب اعتداء على جنود فنزويليين من الجانب الكولومبى، أعلنت الحكومة فى كاراكاس حالة الطوارئ فى منطقة حدودية بينها وبين جارتها كولومبيا فى عام 2015، حيث اتهم مادورو العصابات اليمينية الكولومبية بالمسئولية عن الاعتداء على الجنود الفنزويليين، واتخذ جملة من الإجراءات الصارمة التى أثارت انتقادات بوجوتا، وتتقاسم فنزويلا وكولومبيا حدودا غير مضبوطة تمتد على حوالى 2219 كلم.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق