هل تجف مياه زمزم في المستقبل؟.. البئر المقدسة بين المعجزة وشروط الجيولوجيا

الجمعة، 17 أغسطس 2018 06:00 ص
هل تجف مياه زمزم في المستقبل؟.. البئر المقدسة بين المعجزة وشروط الجيولوجيا
مياه زمزم - أرشيفية

عشرات القرون وما زالت بئر زمزم تفيض بالماء، تلك البئر المقدسة التي تعد معلما مهما من معالم الأراضي المقدسة بالسعودية، ومحطة أساسية في زيارات ملايين الحجاج والمعتمرين سنويا.

عُمر البئر واستمرار تدفقها بالماء يثيران سؤالا علميا حول منبعها ومخزونها واحتمالات نضوبها، وهو ما يشتبك معه المختصون وعلماء الجيولوجيا مقدمين تصورات علمية وتفسيرات شاملة واشتراطات عملية للأمر، بينما يحافظ المختصون في الدين على رؤيتهم العقدية للأمر باعتباره معجزة دينية مقدسة ودائمة.

 

ولدى مياه زمزم بعد ديني وروحاني للمسلمين، وفأل حسن يستبشرون به خيرًا، حيث يطلب الجيران والأقارب من الحاج أو من يقضى العمرة  أن يقل لهم بعضا من مياه الزمزم خلال زيارته للأراضي المقدسة، ولكن لهذه المياه تاريخ يعود إلى زمن إسماعيل بن إبراهيم عليها السلام.

وتقع البئر شرق الكعبة المشرفة على بعد 21 مترًا في صحن المطاف بالمسجد الحرام، وسبب تسميته (زمزم) بهذا الاسم، أن هاجر عندما خرج الماء أحاطت به وقالت زمى زمى، وفى الحديث: يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت عينا معينا.

 

 

وبحسب الوثائق التاريخية يعود تاريخ خروج مياه زمزم بالتقويم الهجري أربعة آلاف سنة تقريبا، حيث تشير هذه الوثائق إلى أن قدوم إسماعيل إلى مكة كان سنة مولده 1910 قبل الميلاد تقريبا وفيها ظهر زمزم .. الأمر الذي طرح سؤالًا مهمًا حول لماذا لم تنضب مياه زمزم رغم مرور آلاف السنوات عليها؟. 

الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بمعهد البحوث الأفريقية أكد أن التفسير العلمي لظاهرة عدم نضوب المياه في زمزم في علم الجيولوجيا إلي إنها متجددة، مؤكدًا أن المياه الجوفية نوعين غير متجددة ومتجددة ينتمي لها بئر زمزم.

وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بمعهد البحوث الأفريقية أنه بئر زمزم يختلف عن الكثير من الظواهر الأخرى ففي مصر ظهر بالصحراء الغربية خزان الحجر الرملي النوبي المتواجد بالواحات لكن مياهه غير متجددة أي أنها سقطت منذ آلاف السنوات ولم تتجدد قائلا :«الخزانات الجوفية غير المتجددة  لا يأتي لها تغذية سواء عبر مياه الأمطار أو هناك رشح من الأنهار لها، وعلى العكس تمامًا فإن الخزانات التى مياه جوفية متجددة هي التي تأتى لها المياه عبر المصادر المختلفة.

 

 

وعن الشق العلمى بالتحديد أكد أستاذ الجيولوجيا أن زمزم منطقة يوجد بها 14 مترًا عبارة عن ترسبات نهرية ناتجة عن سقوط مياه الأمطار على الجبال، مضيفًا أن الفتات تسقط على المناطق المنخفضة وتتحول لرواسب، ومن ثم تتسبب في حدوث تلك العملية على مدار ملايين السنوات لعمل طبقة حوالي 14 مترًا في نطاق زمزم.

 

وأضاف أن في أسفل هذه الطبقة صخور نارية مصمتة لكن بما إنها صلبة فهي متشققة، فالمياه كان تتخللها وتنزل أسفل الصخور ثم تتجمع على هيئة عين مياه، موضحًا أن البئر أصبح على عمق 35 مترًا، أى أنها هناك 14 مترا رواسب ثم 21 مترًا داخل الصخور، قائلًا: «الصخور بما إنها قوية وصلبة فالتشققات على حسب وسعها تمتلئ بالمياه».

من الناحية الدينية يؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي، أن بئر زمزم هى معجزة دينية، وتعود تفاصيلها عندما ترك سيدنا إبراهيم، سيدنا إسماعيل مع أمه هاجر في هذا المكان، و الذي كان صحراء جرداء ليس به أي سبل الحياة، مؤكدًا إلى أن جاءت المعجزة الربانية بانفجار المياه من تحت قدمي سيدنا إسماعيل بدون أي تدخل بشرى.

 

 

وأكد الجندي أن تكوين البئر من الأساس كان أمرًا خارقا للعادة بالمنظور البسيط، حيث يعتبر معجزة ربانية وكذلك استمراره ومحافظة على رونقه على مدار آلاف السنوات وأيضًا ارتباطه بالبيت الحرام وتلك الأجواء القدسية وهي تؤكد وتبرهن  قدرة الله وإن الله كرم تلك البقعة المقدسة بالعديد من المظاهر منها مياه زمزم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق