عم مدبولي والشيخ مبروك.. لماذا خالف حسن البارودي وصية سعد زغلول وكيف انطلق للعالمية؟

الخميس، 16 أغسطس 2018 05:00 م
عم مدبولي والشيخ مبروك.. لماذا خالف حسن البارودي وصية سعد زغلول وكيف انطلق للعالمية؟
حسن البارودى- أرشيفية
زينب عبداللاه

في عام (1916) زار الزعيم سعد زغلول مدرسة عابدين، وحينها وقف الطالب المفوه حسن محمود حسانين البارودي ليلقى خطبة عصماء، بعد أن اختاره مدرس اللغة العربية لفصاحة لسانه وقدرته على الإلقاء وتفوقه في اللغة العربية.
 
وبعدما انتهى من إلقاء الخطبة ناداه سعد باشا وسلم عليه، وسأله عن اسمه وقال له: «صوتك حسن مثل اسمك ومؤثر وقوى ومقنع، ولو عملت محاميا ستكون محاميا بارعا وتكسب القضايا اللي بتترافع فيها وممكن تأخذ البراءة من أول مرة».
 
ورغم سعادته بهذه الكلمات والإشادة لم تؤثر هذه الكلمات في تغيير مسار أحلام الفتى المفوه، وظل حلم التمثيل يراوده ولم يفكر في غيره. هكذا أكد الدكتور أشرف حسن البارودي ابن الفنان العملاق حسن البارودي في حديثه عن والده لـ«صوت الأمة».
 
وقال «البارودي» الابن: «والدي من مواليد حي الحلمية بالقاهرة في (19 نوفمبر 1898)، وترتيبه الثاني بين إخوته وله أخ أكبر وشقيقتان أصغر منه، وكان والده يعمل مترجما بشركة توماس كوك، وكان أبى يتقن اللغة الإنجليزية إتقانا شديدا، حيث تعلم في مدرسة الأمريكان، وبدأت مواهبه الفنية منذ الطفولة، فكان لديهم بيت في عابدين وكانت به شقة خالية يجمع فيها أبناء الجيران ويضع خشبة وكأنها مسرحا، ويمثل لهم العديد من الأدوار».
 
وتابع: «بدأ والدي حياته العملية مترجمًا في شركة توماس كوك، ولكنه لم يكمل في هذا المجال وأراد أن يعمل بالفن، فالتحق عام (1920) بفرقة حافظ نجيب، وبعدها بفرقة فاطمة رشدي وجورج أبيض، وفي عام (1923) تقدم للعمل بفرقة رمسيس التي كونها يوسف وهبي، ولكن عرض عليه يوسف وهبي أن يعمل كملقن لاكتمال عدد أفراد الفرقة، ووافق والدي، وكان في هذا الوقت يترجم مسرحيات يوسف وهبي، وتحقق حلمه في التمثيل عندما غاب أستيفان روستي عن تمثيل دوره في مسرحية (غادة الكاميليا)، فأُسند يوسف وهبي الدور لأبي وأداه بنجاح كبير، فطلب منه يوسف وهبي الاستمرار في تمثيله». وانطلق حسن البارودي في مشواره الفني ليحقق نجاحات متتالية في المسرح والسينما، حتى أنه قام بالتمثيل في ثلاث أفلام عالمية.
 
وعن هذه الخطوة العالمية قال ابنه: «في نهاية الخمسينات جاء الممثل شارلتون هيستون ومعه المنتج يبحثون عن ممثل عربي بمواصفات محددة، للمشاركة في فيلم الخرطوم، وشاهدوا عددا من الأفلام العربية حتى وقع اختيارهم على أبى وحددوا معه موعدا، وكان معهم مترجم ولكن فوجئوا بأن والدي يتقن اللغة الإنجليزية بطلاقة وبلهجة كلهجة الإنجليز، حتى أنهم سألوه إن كانت له جذور إنجليزية وبالفعل شارك أبى فى الفيلم، وفى فيلمين آخرين هما فيلم (ثلاث قصص مصرية)، والفيلم الألماني (روميل يغزو القاهرة)».
 
وكان من أشهر أدوار الفنان حسن البارودي دوره في فيلم الزوجة الثانية، والذي جسد فيه كل معاني النفاق السياسي الذي يرتدى عباءة الدين في شخصية الشيخ مبروك، خلال حواره مع الفلاح الفقير «أبو العلا»، وهو يقنعه بضرورة تطليق زوجته حتى يتزوجها العمدة مستخدما الآية القرآنية (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)، في غير موضعها وفى أسوأ استغلال للدين في صالح السياسة، وكذلك براعته في أداء شخصية عم مدبولي الطيب في فيلم «باب الحديد»، وعباراته الشهيرة: «قناوي يابني.. البس بدلة الفرح.. هاجوزك هنومة».
 
وعن أدوار والده قال الدكتور اشرف حسن البارودي: «حتى وإن كان أبى يقوم بأدوار ثانية أو ثالثة، إلا أنها دائما تكون أدوارًا محورية وتترك بصمة ورسالة قوية، ولازالت عباراته تحفظها الأجيال حتى الذين لم يروه، حيث يستخدم الشباب عباراته في الكوميكس».
 
وأضاف: «برع والدي في تقديم شخصيات مختلفة فقدم شخصية اليهودي المرابي في فيلم هجرة الرسول، وعم مدبولي الطيب في فيلم باب الحديد، ورئيس العصابة الذي يعلم الأولاد السرقة والنشل في فيلم جعلوني مجرما، وشخصية الشيخ عبد الحق الطيب صاحب المبادئ في فيلم حسن ونعيمة في دور الشيخ الذي أخذ عنه جائزة، وتنوع في كل أدواره بشكل كبير».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق