تحركات تركية خفية بالعراق.. هل تسعى أنقرة لأخذ مكان "طهران" ببغداد؟

الجمعة، 17 أغسطس 2018 11:00 م
تحركات تركية خفية بالعراق.. هل تسعى أنقرة لأخذ مكان "طهران" ببغداد؟
اردوغان
كتب أحمد عرفة

 

تسعى تركيا خلال الفترة الحالية لإيجاد سبل لحل أزمتها الاقتصادية الحادة، بعد استمرار تهاوي العملة التركية "الليرة" أمام الدولار الأمريكي، وتكبد النظام التركي خسائر بالجملة جراء تلك الأزمة المحتدمة.

بدأت تركيا تتحرك في العراق، لمحاولة إيجاد سوق بديل لها، واستغلال زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتركيا ولقاءه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما يبدو أنه سيشكل صدام بين أنقرة وطهران في بغداد خلال الفترة المقبلة.

وقالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن تركيا بدأت تتحرك في اتجاهات مختلفة في مسعى للخروج من أزمتها، حيث إن آخر خطواتها محاولة الاستحواذ على حصة إيران في السوق العراقية بالرغم من التعاطف الذي دأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إظهاره تجاه طهران بوجه العقوبات الأمريكية الأخيرة، حيث يتزامن ذلك مع استنجاد أنقرة بفتاوى جمعيات ومنظمات مرتبطة بالإخوان المسلمين، ممن سبق أن أغدقت عليهم الدعم، بهدف دفعهم إلى التحرك لجذب المزيد من التبرعات والاستثمارات ولو كانت محدودة.

وأوضحت الصحيفة، أن زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المغضوب عليه إيرانيا مثلت فرصة أمام تركيا لاستثمار الفجوة بين بغداد وطهران وعرض زيادة المعاملات التجارية بين البلدين، لكن ذلك قد يجلب عليه غضب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن أنقرة تتضامن مع طهران شكليا، ولكن مباحثات حيدر العبادي ورجب طيب أردوغان تشير إلى أنها تخطط للاستحواذ على الحصة الإيرانية في السوق العراقية، إلا أن العراق لن يكن لديه القدرة على استثمار الأزمة الاقتصادية التي تضرب جارتيه الشرقية والشمالية، إيران وتركيا، لتعزيز استقراره الداخلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم أشكال التبادل التجاري بين العراق وتركيا تخضع إلى القوانين النافذة في البلدين، لكن تجارة العراق مع إيران تشوبها الكثير من الخروقات والتجاوزات، مثل التهريب المتبادل وإدخال مواد محرمة أو تجاوز القوانين الجمركية وغيرها.

وكانت صحيفة "العرب" اللندنية، أكدت أن موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بشأن الالتزام بتنفيذ العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وضع بين أيدي كبار خصومه ومنافسيه ورقة للضغط عليه والتقليل من حظوظه في الفوز بولاية ثانية على رأس الحكومة، إلا أن الموقف نفسه لم يخل من فرصة لحيدر العبادي للظهور بمظهر رجل الدولة الحريص على المصلحة العراقية وإعلان قدر من استقلالية القرار عن دائرة التأثير الإيراني ليجمع حوله جمهور الناقمين على إيران وأذرعها في العراق، وهو جمهور في تزايد ملحوظ، بما في ذلك داخل المكوّن الشيعي الذي لطالما حاولت طهران تصويره على أنه ظهير لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق