نقاش ثقافى إيجابى عن لوجو المتحف الكبير.. تعرف على رؤية مصممه

السبت، 18 أغسطس 2018 01:00 م
نقاش ثقافى إيجابى عن لوجو المتحف الكبير.. تعرف على رؤية مصممه
المتحف المصرى الكبير

افتتاح المتحف المصرى الكبير بات وشيكا ليحقق نقلة نوعية تضاهى أكبر المتاحف العالمية التى تعرض كثير  الآثار المصرية وتخصص لها كبرى الأجنحة، فهناك مثلا جناح فى متحف "ميتروبوليتان" بنيويورك شأنه شأن أشهر المتاحف فى فرنسا وألمانيا واليابان والصين، ورغم ذلك، لم يكن هناك متحفا مصريا يمكن مقارنته بتلك المتاحف، حتى تم الإعلان عن بناء المتحف المصرى الكبير، والذى سيكون.

   

والمتحف المصرى - الأكبر فى العالم العربى - يقع بالقرب من أهرامات الجيزة على مساحة 40 ألف متر مربع، ويستوعب  15 ألف زائر يوميا.

وأثار تصميم شعار المتحف - الذى سيفتتح جزئيا فى  2018 - جدلا واسعا منذ الإعلان عنه، فالبعض رآه لا يتناسب مع ثقل الحضارة المصرية، والبعض أكد حداثته وتماشيه مع العصر الحديث.

 

وقال طارق عتريسى، مصمم الشعار فى المدونة الخاصة به :"الشعار الجديد للمتحف خلق منذ الإعلان عنه أكبر جدل شهدته فى مسيرتى بهذه المنطقة، كان النقاش حول الشعار على الصفحة الأولى من كل صحيفة فى مصر وتمت تغطيته على نطاق واسع بالصحافة الدولية، البعض أحب الشعار، البعض كرهوه، ووجد البعض بساطته وحداثته خطوة كبيرة إلى الأمام فى تطوير ثقافة التصميم بمصر، بينما وجد البعض الآخر الشعار قبيحا، البعض أرسل لى برسائل شخصية لتهنئتى، كما بعث لى آخرون رسائل شخصية للعنى، كما سخر أشخاص من تصميم الشعار حتى أن السخرية منه كانت مضحكة وتعكس حس الفكاهة المصرية، ولكن هناك شىء واحد مؤكد.. كان من المستحيل على أى شخص تجاهل الشعار".

 

 وتابع عتريسى: "لم أندهش من حجم ردود الأفعال بشأن الشعار، لأن هذه المشاريع من الطبيعى أن تحظى باهتمام الكثيرين، حتى الذين لا يهتمون بالتصاميم بوجه عام مما يدل على الاهتمام الصحى ومشاركة الجمهور فى المشاريع الوطنية، كما تقول الدكتورة دليلة الكردانى، أحد الخبراء الدوليين والمصريين العشرين فى فريق المتحف".

 

واستطرد: "ننظر إلى الجدل الذى أحدثه التصميم باعتباره جانباً إيجابياً حقيقياً فيما يتعلق بالخطاب التصميمى بمصر، من المؤكد أن مناقشة التصميم الجرافيكى على المستوى الوطنى مهمة جدًا لصناعة الإبداع فى المنطقة، هذا يثبت أن التصميم الجرافيكى مهم، لكن ما أدهشنا هو عدم وجود مستويات أعمق من النقد أو المنصات التصميمية، مع بقاء معظم النقاش سطحيًا".

 

وشدد عتريسى على أن الجدل بوجه عام ليس جديدا، ففى العديد من العصور والسياقات والتخصصات، كانت بعض مشاريع التصميم سببا فى الخلافات الرئيسية وتدقيق الرأى العام، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمشاريع ذات أهمية وطنية.

 

 

وأضاف"كل الباريسيين تقريبًا فى ثمانينيات القرن التاسع عشر كرهوا برج إيفل، باعتباره خطأ تاريخى بل ووصفوه  بأنه هيكل عملاق قبيح، حتى أفضل العقول فى فرنسا اعتبرت المبنى شنيعًا وعديم الفائدة، ولكن اليوم، يقف برج إيفل شامخا يحمل بريق الحداثة والرومانسية، ليصبح اليوم رمزا قويا لباريس وفرنسا".

  

وآثار الشعار الجديد للمتحف الكبير جدلا كبيرا بين المؤيدين والمعارضين، واعتبر عتريسى أن فكرة التصاميم لا تزال جديدة فى العالم العربى، مؤكدا أن عملية وضع التصميم كانت من بين أكثر التجارب إيجابية فى مشروع بهذا الحجم، ففريق المتحف وضع ملخص تصميم مفصل، وعملت لجنة مكونة من 20 عضوًا فى فريق المتحف على إدارة عملية وضع العلامة التجارية على مدار ستة أشهر .

 

وتشكلت اللجنة من أعضاء مصريين وعالميين، وشمل المشروع مهندسين معماريين ومصممين وخبراء فى علم المتاحف ومؤرخين ومخرجين وموظفين رئيسيين فى الإدارة، وقد اتبع المشروع المعايير الدولية فى إدارة المشاريع وتقدم من خلال مراحل محددة سمحت بإجراء عملية تصميم صحية، ما يسمح بالتوازن بين الرؤية القوية الواضحة من العميل وترك مجال لتجربة التصميم.

 

ويعد طارق عتريسى اللبنانى - الهولندى، أحد أشهر المصممين فى العالم العربى، واكتسب شهرة دولية فى أعماله الفنية، وحاز على جوائز وأوسمة مرموقة وأسس فى 2000 استوديو للتصميم فى هولندا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق