"عندى حلم".. ذكرى خطبة مارتن لوثر كينج التى لا ينساها التاريخ

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 09:00 م
"عندى حلم".. ذكرى خطبة مارتن لوثر كينج التى لا ينساها التاريخ
مارتن لوثر كينج
كتب محمود حسن

«لدى حلم»، أنه في يوم ما وعلى تلال جورجيا سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معاً على منضدة الإخاء، لدى حلم بأن أبنائي الأربعة سيعيشون بين أمة لا يحكم فيها على الفرد من لون بشرته ولكن ما تحويه شخصيته، لدى حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي بأن كل الناس خلقوا سواسية، لدى حلم أنه في يوم من الأيام  أجد في ولاية «ألاباما» بمتعصبيها العميان أيادي الصبيان والبنات السود تتشابك مع أيادي الصبيان والبنات البيض كإخوان وأخوات.. نعم لدى حلم.
 
هذه مقتطفات من واحد من أشهر خطابات القرن العشرين، وهو الخطاب الذي ألقاه مارتن لوثر كينج في مظاهرة الحرية في واشنطن في مثل هذا اليوم (28 أغسطس 1963) في نحو ربع مليون متظاهر يطالبون بالمساواة بين البيض والسود، هذا الخطاب الذي تم اختياره كأهم خطاب في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين، نظرا لبلاغته الشديدة، وكمية الأمل والإيمان التي بثهما في نفوس الأقلية الأمريكية من السود، هؤلاء الذين تاقوا كثيرا للمساواة بين نظرائهم البيض وعدم التفرقة بينهم.
 
 
(I have a dream) أو «عندي حلم»، هذا الخطاب الذي ألقى في أكبر مظاهرة في تاريخ الولايات المتحدة، متوجا ذروة نضال مارتن لوثر كينج، الرجل الأمريكي الأسود الذي قرر في عام (1955)، أن يكرس حياته لخلق حالة من المساواة بين البيض والسود، حين رأى حادث اعتقال «روزا باركس»، السيدة الأمريكية السوداء التي رفضت الألتزام بالمقاعد المخصصة للسود في الحافلة بمدينة مونتجمري بولاية مينسوتا، الأمر الذي عرضها للاعتقال.
 
بدأ كينج سيرة نضاله برفضه العنف، وبدعوته للمحبة، وكان أول ما دعا إليه هي مقاطعة شركات الحافلات التي تمنع ركوب السود بجوار البيض في الحافلات، حيث تم إلقاء القبض عليه وتم احتجازه للمرة الأولى في حياته، وهي التجربة التي أثرت فيه بشكل عميق، بعدها بأربعة أيام تعرض لأول محاولة اغتيال حين ألقيت على منزله قنبلة، بعدها تم اعتقاله مرة أخرى وفي أثناء اعتقاله أصدرت المحكمة الفيدرالية قرارها بعدم قانونية الفصل بين المواطنين في الحافلات، وطلب مارتن لوثر كينج من المواطنين السود وقتها العودة إلى استقلال الحافلات بتواضع ودون تباهى أو خيلاء.

اعتقال مارتن لوثر كينج

اعتقال مارتن لوثر كينج
 
بعدها وفي عام (1957) بدأ مارتن لوثر كينج في طلب عدد من المطالب، ومنها منح المواطنين من السود حق التصويت في الانتخاب، إذ لم يكن لديهم هذا الحق خاصة في الجنوب، وتكللت تلك الحملة بالسماح بتسجيل (5) ملاين مواطن أسود في الانتخابات الأمريكية، واستمر في نضالاته للمطالبة بالمساواة في كافة المجالات، وعلى رأسها عدم الفصل بين الطلاب في المدارس، والسماح للطلاب السود بدخول الجامعات، وغيرها من المطالبات التي جلبت له العديد من المشكلات ومحاولات الاغتيال.

احد المتعصبين البيض يضرب مارتن لوثر كينج

احد المتعصبين البيض يضرب مارتن لوثر كينج
 
وفي عام (1963) نظم مارتن لوثر كينج، وحركة الحقوق المدنية، مسيرتهم الأضخم في التاريخ، عند نصب إبراهام لينكولن في واشنطن، وهي المسيرة التي حضرها ربع مليون شخص طالبوا خلالها بإقرار هذه المساواة، وخلال هذه المسيرة خطب مارتن لوثر كينج خطابه الشهير «لدى حلم».
 
في عام (1964) نال مارتن لوثر كنيج جائزة نوبل للسلام، وكان في هذا الوقت أصغر شخص ينال مثل هذه الجائزة إذ كان عمره حينها (35) عاما فقط.
 
خبر وفاة مارتن لوثر كينج
خبر وفاة مارتن لوثر كينج
 
في (1 ابريل 1968) تعرض مارتن لوثر كينج، لإطلاق النيران في مدينة منفيس بولاية تينيسي، حيث أطلق عليه المتعصب الأمريكي جيمس آرال راي النيران، وتمكن من الفرار، إلا أن السلطات الأمريكية توصلت له بعد فراره خارج البلاد، لكن الشرطة البريطانية تمكنت من القبض عليه في مطار هيثرو بلندن، بعد أسبوع من جنازة مارتن لوثر كينج أقر الرئيس الأمريكي ليندون جونسون قانون «الحقوق المدنية»، الذي يمنح المواطنين السود الأمريكيين الحق الكامل في المساواة مع نظرائهم من البيض.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق