ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. هل التبرع بالأعضاء بعد الموت جائز شرعا؟

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 09:00 م
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. هل التبرع بالأعضاء بعد الموت جائز شرعا؟
التبرع بالأعضاء
كتب محمد شعلان

تظل قضية التبرع بالأعضاء بين الأحياء بعضهم البعض، ومن الأموات إلى الأحياء مسألة جدلية تثير الكثير من الجدل بين الفقهاء وداخل المجتمع المصري بين المؤيد والمعارض للمبدأ بحجة أن الجسد ملك لله –سبحانه وتعالى- ولا يجوز التلاعب به.

 

الجندي وحكم التبرع بالأعضاء 

وما أثار الحديث مجددًا عن هذه القضية، هو خروج الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ببرنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، ليعلن تأييده للتبرع بالأعضاء البشرية بين الأحياء ومن الموتى إلى الأحياء، موضحا أن التبرع بالأعضاء لم يكن معروفاً من قبل في التراث الإسلامي وبعد وفاة نبينا محمد انقطع الوحي واقتضت الضرورة الاجتهاد واستنباط الحكم الفقهي ومعرفة الجديد الذي يتطور مع الزمان والمكان والظروف والعلم.

 

اقرأ أيضاً: تساؤلات حول "التبرع بأعضاء المتوفى".. هل يعتبر الموت الأكلينكي كافيًا لإتمام التبرع؟.. ومشروعيته في الإسلام والمسيحية؟.. والموقف الدستوري؟

وأجاز الشيخ خالد الجندى، الداعية الإسلامي، التبرع بالأعضاء عن طريق بذل جزء من الأعضاء من أجل الحفاظ على النفس وإنقاذ حياة الآدمي بجزء من حياة آدمي آخر، قائلا "التبرع بالأعضاء من أجل إنقاذ حياة شخص آخر أمر لا يوجد فيه نقاش وكلام".

 

5 ضوابط شرعية التبرع بالأعضاء

ووضع الشيخ خالد الجندي 5 ضوابط شرعية تجيز التبرع بالأعضاء بين الأحياء، وهى: أن لا يكون العضو المتبرع به يترتب عليه التمثيل بخلقة المتبرع، ألا تكون الأعضاء نطفية أي تناسلية يترتب عليها خلل تناسلى، ألا يكون التبرع بمقابل، أن يغلب على ظن الطبيب المعالج الذي يتولى الأمر انتفاع المتبرع إليه وعدم الضرر بحياة المتبرع منه، وأن يكون العضو المتبرع به متكرر في الجسم.

 

اقرأ أيضاً: البرتغال تحتل المرتبة الثالثة فى التبرع بالأعضاء البشرية

وحدد الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي 3 ضوابط شرعية تجيز التبرع بالأعضاء من الموتى إلى الأحياء، وهى: عدم التبرع بالأعضاء التناسلية، وأن يكون التبرع بغير مقابل، وأن تكون بموافقة ورثة المتوفى وأهله، مؤكدا أن هذه التبرع إحياء لحياة الناس وأن الجسد كله ملك لله وبالتبرع انتقل أيضا إلى ملك لله.

 

اقرأ أيضا: الصحة تعلن شرط استمرار قبول التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

وكانت قد أعلنت لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه من الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج والدواء والشفاء للمحافظة على النفس والذات نقل وزرع بعض الأعضاء البشرية من الإنسان للإنسان، سواء من الحي للحي أو من الميت الذي تحقق موته إلى الحي، وهذا جائز شرعا إذا توافرت فيه شروط تبعد هذه العملية من نطاق التلاعب بالإنسان ولا تحوله إلى قطع غيار تباع وتشترى.

 

يذكر أن الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، قال إن قانون رقم 5 لسنة 2010 الخاص بتنظيم زرع الأعضاء البشرية نظم عملية تبرع الشخص المتوفى بأعضائه، مؤكداً أن تبرع المتوفين بأعضائهم يكون بناءً على طلب منهم قبل الوفاة، وهى أهم الخطوات لمحاربة التجارة فى الأعضاء البشرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق