الرئيس السيسي في الصين .. ماذا تحمل القمة السادسة في جعبتها للقاهرة وبكين؟

السبت، 01 سبتمبر 2018 02:00 م
الرئيس السيسي في الصين .. ماذا تحمل القمة السادسة في جعبتها للقاهرة وبكين؟
السيسي والرئيس الصيني

تشهد العلاقات المصرية الصينية في الفترة الحالية مرحلة جديدة من التعاون والشراكة تسطرها القمم الثنائية والزيارات المتبادلة بين الزعيمين، حيث تكتسب القمة التي تشهدها العاصمة الصينية بكين بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج السادسة بين الزعيمين بحسب تقرير للهيئة العامة للاستعلامات أبعاداً جديدة بالغة الدلالة فى مسيرة العلاقات بين البلدين، وكذلك فيما تحمله من مؤشرات بشأن المستقبل بالنسبة لمكانة كل من البلدين فى منطقتيهما وفى النظام الدولى بكامله.

وفي تقرير للهيئة العامة للاستعلامات عن زيارة الرئيس السيسي الحالية إلى الصين، رصد ما يميز القمة السادسة والتي يضاعف من أهمية نتائجها المرتقبة، عوامل عديدة فى مقدمتها أنها ذات شقين: فهى زيارة ثنائية إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي أيضاً مشاركة فى القمة الجماعية لمنتدى الصين – أفريقيا "فوكاك".

 

وتشهد زيارة الرئيس السيسي إلى بكين عقد قمة ثنائية مع الرئيس الصيني "شي جين بينج " بحسب تقرير الهيئة العامة للاستعلامات، لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، حيث يلتقي أيضاً خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، بالإضافة إلى عقد لقاء مع ممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم في مصر، كما سيجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية.

 

كما يشهد الرئيس السيسي ونظيره الصيني خلال الزيارة بحسب التقرير ذاته مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات، والتي تتضمن قطاع النقل من خلال تنفيذ مشروع القطار الكهربائي للربط بين المدن الجديدة والمناطق الصناعية لإيجاد المزيد من فرص العمل، وقطاع تطوير التعليم، إلى جانب قطاع الكهرباء من خلال انشاء محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف بالحمراوين، فضلاً عن اتفاقية لتمويل مشروع انشاء المرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

 

أما بالنسبة لمنتدى الصين - أفريقيا "فوكاك"، فيعقد تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع"، وهي القمة الثالثة لهذا المنتدى، الذي عقد أيضاً أربع مؤتمرات وزارية من قبل، وأكد التقرير أن هذه القمة يحضرها نحو 20 من قادة الدول الافريقية، فضلا عن عدد كبير من ممثلى الدول الافريقية على مستوى رؤساء الحكومات والوزراء، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والافريقية، مضيفًا أن مشاركة الرئيس السيسي في منتدى الصين - أفريقيا سوف تشمل عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في المنتدى، يبحث خلالها تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في المجالات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

من جانب آخر، يرى تقرير هيئة الاستعلامات أن زيارة الرئيس السيسى للصين فى هذا التوقيت تختلف عن كل اللقاءات السابقة، فالرئيس يزور العاصمة الصينية فى بداية فترته الرئاسية الثانية، وبين يديه إنجازات كبيرة حققتها مصر، ووضع جديد أصبحت فيه الآن يختلف عن ظروف القمم والزيارات السابقة، سواء على الصعيد الداخلي بتحقيق الاستقرار وهزيمة الإرهاب، وترسيخ أركان الدولة المصرية واستعادة مكانة وقدرة مؤسسات الدولة المختلفة، أو على الصعيد الخارجى بعد أن استعادت مصر بفضل سياسة خارجية متوازنة وشجاعة، مكانتها فى منطقتها وقارتها والعالم.

ولا يقل عن كل ذلك أهمية، ماحققته مصر على الصعيد الاقتصادى، وماحققه برنامجها للإصلاح الاقتصادى من نتائج أشاد بها العالم كله بمؤسساته الرسمية كالبنك الدولى وصندوق النقد، ومؤسساته النوعية المتخصصة وآخرها تقرير مؤسسة "موديز" منذ أيام الذي رفع تصنيف مصر الائتمانى وأشاد بنجاح برنامج الإصلاح، وكلها مؤشرات تشجع على الاستثمار فى مصر، والتجارة معها، والثقة فى قدراتها، والسياحة إليها.

 

وعلى الصعيد الافريقى الذي تستضيف الصين قمته، فإن مصر ترأس الاتحاد الافريقي من بداية العام القادم 2019، وهذا يعنى أن مصر طرف رئيسي معني بمتابعة كل ما يصدر عن هذا المنتدى بالتعاون مع اشقائها من الدول الافريقية.

 

وأكد التقرير أن مكانة الصين ودورها فى العالم سياسياً واقتصادياً تغيرت إلى الأفضل والأكثر أهمية وتاثيراً، عما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات، بفضل السياسة الحكيمة والشجاعة للرئيس شين جين بينج، وانفتاحه العالمى، خاصة من خلال مبادرة " طريق واحد، حزام واحد" التى أطلقها الرئيس بينج عام 2013، فأعطت للسياسة الخارجية الصينية ديناميكية، وأبعاداً واسعة على الصعيد الدولى، فضلا عن تعاظم قدرات الصين فى كل المجالات بسرعة كبيرة.  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق