باعته بالرخيص.. «عواد» أمام محكمة الأسرة: زوجتي هربت مع تاجر مخدارات

السبت، 15 سبتمبر 2018 07:00 م
باعته بالرخيص.. «عواد» أمام محكمة الأسرة: زوجتي هربت مع تاجر مخدارات
محكمة الأسرة

 
بين أروقة محاكم الأسرة، ودفاتر تسطير أرقام ومواعيد جلسات القضايا، نجد دائما الجانب الأخر من الحياة الزوجية والمخالف تماما لمشاهد الفرحة والبهجة التي تبدأ بهما في جلسات الصالونات الجامعة بين أهل الزوجين يتبادلون فيها أطيب الكلمات، والإطراءات، بين ضحكات عالية، وابتسامات عريضة لم تتخيل أن ينتهي المطاف بها إلى واقع مرعب ومخيف، ومنازعات تجعل من الطرفين أعداءا في نهاية المطاف.
 
كل من تطأ قدماه محاكم الأسرة لوضع حدا لحياة لايألفها، يمر أمام عينيه كل تلك المشاهد، وصولا إلى وجه موظف قلم المحضرين، المنهك، وهو يسطر تفاصيل تسليم إنذار الحضور لجلسات القضية للطرف الأخر، واستدعاءه للمثول أمام هيئة المحكمة، للبدء في الفصل بينهما.
 
واحدة من القضايا التي لم تعد توصف بالغرابة، شهدتها محكمة الأسرة بالتجمع الخامس، بعدما دلف إلى أبوابها شابا في العقد الثالث من عمره، يظهر على وجه علامات الحسرة والندم، زائغ العينين، يستفسر عن أولى إجراءات التقدم بدعوى تطليق للضرر، محاولا التماسك أمام مستمعيه من موظفي المحكمة، وينتظر بفارغ الصبرتلك اللحظة التي يُرفع فيها هذا العبء الجاثم على صدره ليعاود التقطا أنفاسه على طبيعتها مرة أخرى.
 
توجه محرر «صوت الأمة» بسؤاله، إلى «عواد. م»، صاحب الدعوى، ويعمل بمحل سنترال وبيع إكسسوارات الهواتف المحولة يمكله، عن سبب تواجده بديوان المحكمة، وشرود عقله الظاهر على وجهه الشاحب، فرد قائلا: «جيت ارفع قضية تطليق للضرر.. زوجتي حبت تاجر برشام وهربت معاه»، ليبدأ في سرد تفاصيل الحكاية التي تسببت في انهزامه النفسي.
 
«حنين»، 27 عاما، زوجة المدعي، جمعتهما الصدفة والجيرة بمنطقة سكنهما، وبدأ الأمر بقصة حب جمعتهما بعد الخطوبة، وانتهى بدخولهما «عش الزوجية»، كانت البداية رائعة، والحياة تعزف لحنها الروتيني الهادئ، حتى بدأت وساوس الشيطان تتسلل إلى عقل الزوجة، بعد 6 أشهر من زواجهما، لينشغل بالها بذلك الشاب المقيم بمواجهة شقتها، والذي تتابعه من خلف «الشباك»، حسبما صرح زوجها.
 
يقول «عواد»، إنه بعد رؤيتها بمحيط سكنه، تعرف من أهل المنطقة على طبيعة حياتها، التي تعاني خلالها، كونها تعيش مع زوج أمها في منزل واحد، وبالفعل بعدما تأكد له وجود مشاعر الألفة والود تجاهها، ذهب إلى أسرتها وخطبها، وخلال 4 أشهر تم الزواج، وعاشا في هدوء إلى أن لاحظ اهتمامها بمتابعة أحد الشباب المقيمين في عقار مواجهة لشقتهما، وحينما عاتبها وسألها عن السبب ردت قائلة: «ده تاجر برشام.. وانا مابحبش غيرك».
 
حاول الزوج إقناع نفسه بأن مايوجهه ليس إلا وساوس شيطانية نتيجة تعلقه بزوجته، فاستعاذ بالله منها وحاول إبعادها عن مخيلته، إلا أنه فوجئ بأن زوجته اختفت من المنزل، وبدأ يجوب الشوارع والأزقة بحثا عنها، والمرور على منازل أهلها ومعارفها وأصدقائها في محاولات بائسة للوصول إليها، إلا أنه لم يعلم أن «تاجر البرشام»، تمكن من تخدير عقلها، وتسلل إليها حتى تمكن منها كسلعته، وأغواها بالهروب معه.
 
أسبوع و«عواد» لم يعرف للنوم طريقا، كلما تذكر مكانا قد تكون فيها هرع إليه مفتشا عنها، إلى سمع صدى رنين هاتفه، فتناوله مسرعا وأجابه «ألو»، ليتسلل النبض إلى قلبه عبر سماعة الهاتف على شكل صوت زوجته، ليكمل أسئلته «انتي فين.. وحصل إيه؟» لحظات سكون مرت كالدهر على الشاب الثلاثيني، وهو يشاهد أطلال منزله المنهار أمام عينيه، وفجأة ترك الهاتف محاولا التقاط أنفاسه غير مصدقا لما وقع على أذنيه من كلمات زوجته: «متزعلش مني أنا عمري ماحبيتك، وجوازنا كان فرصة اني اطلع من بيت أهلي، ماتدورش عليا، أنا بحبه وهبقى سعيده معاه».
 
في غضون دقائق تذكر «عواد» المشهد الأخير مع زوجته حينما عاد من العمل مرهقا، فذهب لأخذ قسطا من النوم، واستيقظ بعدها ليجد نفسه وحيدا بين جدران منزله دون زوجته، إلا أنه لم يتخيل أنها اختارت الحياة بين أحضان رجلا أخر، معلقا: «كنا بنحب بعض.. معرفش باعت العشرة ليه، وازاي هنت عليها، خدعتني ومثلت إنها بتحبني».
 
وأوضح الزوج أنه شرح تفاصيل المكالمة لأهلها، وتوجه إلى المحكمة لتطليقها للضرر، بالدعوى رقم 2470 لسنة 2018.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة