أنفقت الحكومة على علاج الغسيل الكلوي 600 مليون جنيه

بالتركيز والرقابة والتفتيش.. كيف يحارب المحافظون إهمال المستشفيات؟

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 06:00 ص
بالتركيز والرقابة والتفتيش..  كيف يحارب المحافظون إهمال المستشفيات؟
الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان
كتب ــ محمد أبو النور

 

 

قبل وبعد حركة تعيين المحافظين الأخيرة، بحّت أصواتنا في الحديث عن إهمالهم للجولات الميدانية واللقاءات الأسبوعية، ومتابعة مشاكل وقضايا وهموم المواطنين، في المراكز والمدن والقرى والعزب والنجوع، والمؤسف في الأمر، أن إهمال المسئولين بالمحافظات وحبسهم لأنفسهم داخل المكاتب المكيفة، يؤدي ــ بالطبع ــ إلى تكاسل وترهل باقي القيادات التنفيذية في المحافظة، من خلال تسلسل مسئولي الإدارة، بداية من السكرتير العموم والمساعدين، مروراً برؤساء المراكز والمدن، ومديري المديريات، ولذلك كان من ضمن وأهم توصيات الرئيس السيسى للمحافظين، خلال تكليفهم بالمسئولية التركيز على الجولات الميدانية واللقاءات الجماهيرية، ومتابعة قضايا وهموم المواطنين ومشاكلهم، والتواصل معهم.

 

fghwtrgaerfd

 

كان يمكن لحادث وفاة وإصابة مرضى الغسيل الكلوى، بمستشفى ديرب نجم محافظة الشرقية، أن يتم وأده قبل أن تتفاقم هذه الأزمة، بل قبل أن تقع مشكلة أجهزة الغسيل الكلوى، لو كان هناك من يخشى جولات المحافظ المفاجئة على المستشفيات، وكان يمكن ألاّ تصل أجهزة الغسيل الكلوى، إلى ما وصلت إليه من تردى، لو كان مدير المستشفى يظن أو يتوقع أن السكرتير العام أو السكرتير العام المساعد، أو وكيل الوزارة أو مدير المديرية، سوف يتابع أحوال  المرضى داخل وحدات الغسيل الكلوى، أو حتى أمام وداخل المستشفيات عموماً، فعدد المرضى المترددين على المستشفيات المركزية والوحدات الصحية بالمحافظات يومياً، يُعد بالآلاف فى كافة التخصصات والأقسام، ينتظرون من يتابع أحوالهم، ويراقب تقديم الخدمة الصحية إليهم، بعد أن بذلت الحكومة فوق طاقتها وتكلفت مليارات الجنيهات، لتوفير هذه المنظومة الصحية بالمحافظات، فى 185 مركزاً على مستوى الجمهورية، ضمن 22 محافظة، من إجمالى 27 محافظة، علاوة على 5 محافظات غير مقسمة إلى مراكز، وهى القاهرة وبورسعيد والسويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، إضافة إلى 4655 قرية، هذا العدد من المراكز والقرى يحتاج إلى المتابعة اليومية، حتى لا يصدق على منظومة المحليات المثل الشعبى القائل (من أَمِن العقوبة أساء الأدب ).

 

164

 

وحسب الدستور والقانون، تبذل الحكومة قدر طاقتها لتوفير ميزانية مقبولة، تفى بمتطلبات وزارة الصحة لعلاج المرضى وتوفير الدواء، وقد بلغت فاتورة العلاج على نفقة الدولة هذا العام 5.4 مليار جنيه، بينما كانت العام الماضى 4.2 مليار جنيه، وكان أكبر مستهلك للعلاج على نفقة الدولة، هم مرضى الغسيل الكلوى، وأن الغسلة الواحدة للكلى كانت تتكلف 140 جنيه، ثم زادت إلى 200 جنيه، وبذلك تتحمل الدولة 600 مليون جنيه لمرضى الغسيل الكلوى فقط، وستزيد لـ400 جنيه، ستتحملها الدولة كاملة، حسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور خالد مجاهد.

20721291951479732453

 

الأطباء موجودون، والمستشفيات مفتوحة طوال 24 ساعة، والعلاج كذلك متوافر، بهذه الكلمات تحدث الدكتور سمير حسين،وتابع قائلاً:( للأسف نحن نحتاج إلى من يتابع منظومة الصحة فى المحافظات، لأن عدم المتابعة وانعدام الرقابة، يؤديان إلى الكثير من الأزمات والمشاكل، وليس كل طبيب ناجح طبياً ومهنياً أن يكون ناجحاً إدارياً، وعلى المنظومة الإدارية فى المستشفيات والمحافظات أن تصحح من أخطائها، حتى تتمكن من ضبط حركة العمل والإنجاز فى المستشفيات، وأشار الدكتور سمير إلى أن حادث ديرب نجم، وغيره من الحوادث التى تقع نتيجة الإهمال فى المستشفيات، يمكن الحد من وقوعها بصورة كبيرة، بالتركيز والرقابة والتفتيش خلال أداء العمل، لأنها أخطاء بسيطة وساذجة لكنها تؤدى فى النهاية إلى كوارث.

 

2d0266b2c71553fb8dcc8ca4f84454dc
 
من ناحيته، أكد خيرى السيد، خبير المحليات ووكيل وزارة سابق، أن المراكز والقرى تتعرض للإهمال الشديد، ويكفى فى هذا المجال، أن ندلل على ذلك بِأن المصالح الحكومية فى المراكز والمحافظات، لايتواجد بها العدد الكافى من الموظفين، الذين يتم إثبات حضورهم يومياً، ولذلك يحيل المحافظون الذين يقومون بجولات مفاجئة، الكثير من هؤلاء الموظفين للتحقيق لعدم تواجدهم، ومنهم الأطباء والممرضين، وهذه الوقائع تتكرر شبه يومياً، وهو أمر مؤسف يتسبب فى ضياع ميزانية المستشفيات، نتيجة عدم الرقابة وعدم المتابعة، وإهدار قيمة الأجهزة والمعدات، التى من المفترض أن تخدم المرضى فى عدم الاستخدام، أو الاستخدام الخاطىء أو الإهمال فى صيانتها ومتابعتها، وتضيع كل جهود الحكومة والأموال العامة فى هذه الدائرة المُفرغة، ويكون الضحية فى النهاية الموطن البسيط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق