فيما يبدو أنه مخطط واضح من النظام التركي في ضوء مساعيه للخروج من أزمته الاقتصادية، واستهدافه المباشر لاقتصاد الدول الكبرى في المنطقة، تعمل أنقرة على إغراق الأسواق الإقليمية بمنتجاتها.
في قطاع المفروشات تستغل تركيا التراجع الكبير الذي شهدته عملتها المحلية "الليرة" في دخول الأسواق المحيطة بأسعار أرخص، بالصورة التي تشكل إغراقا لهذه الأسواق، واستهدافا مباشرا لصناعتها المحلية، وهو ما دفع المجلس التصديري للمفروشات في مصر إلى التحرك العملي السريع ومخاطبة الحكومة لاتخاذ موقف جاد من هذه الممارسات التركية.
من جانبه أكد سعيد أحمد رئيس المجلس التصديرى للمفروشات، مشاركة 40 شركة مصرية فى الدورة الجديدة لأكبر معرض دولى فى العالم، والذي يشارك فيه نحو 3 آلاف شركة من 130 دولة حول العالم.
والمعرض الذي تشارك فيه الشركات المصرية المنتجة للمفروشات هو هايم تكستايل الدولى للمفروشات المنزلية، والمقرر انطلاقه بمدينة فرانكفورت الألمانية فى الفترة من 9 إلى 12 يناير المقبل، وتحرض الشركات المصرية المشاركة فيه نظرًا لأهميته حيث يشهد عادة صفقات تكفي لتشغيل المصانع المصرية لعام كامل.
ورغم التحديات والعوائق التى تواجهها الشركات المصرية وآخرها خفض صندوق تنمية الصادرات نسب برنامج مساندة المعارض للشركات الصغيرة من 70% إلى 50% فقط ،وهو ما يمنع كثير من الشركات عن المشاركة فى هذا المعرض، إلا أن حتى الآن أكدت 40 شركة مصرية من القطاع مشاركتها فى المعرض بحسب سعيد أحمد الذي طالب بصرف المساندة التصديرية للشركات لضمان منافستها الدولية.
وقدم رئيس المجلس التصديرى للمفروشات الشكر للدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى على جهدها الكبير الذى تبذله لجذب الاستثمار وتسهيل مهمة رجال الأعمال فى مصر، لافتا إلى أن الوزيرة تفقدت مؤخرًا مصنع مجموعة النيل للمفروشات "نايل لينين جروب" فى المنطقة الحرة العامة بالإسكندرية، وأشادت بمستوى المنتج المصرى، مؤكدا أن الوزيرة طالبت بزيادة الصادرات بشكل أكبر من ذلك، والاستفادة من قرارات الإصلاح الاقتصادى، مع تأكيدها على حل كافة المشكلات التى تواجه المستثمرين لزيادة التصدير.
وفيما يخص تحركات المجلس لمواجهة المعوقات التي تواجه الصناعة ، وخاصة فيما يتعلق بالممارسات التركية، كشف سعيد أحمد، عن إعداد المجلس مذكرة للمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة لإحالتها إلى جهاز مكافحة الدعم والإغراق التابع للوزارة من أجل التصدى للممارسات التركية، لاسيما وأن المنتجات التركية التي أغرقت السوق مؤخرًا جاءت بأسعار مخفضة وأقل بكثير من تكلفة إنتاجها، ما أدى إلى معاناة بعض المنتجات المصرية، لافتا إلى أن من أهم تلك المنتجات السجاد التركى ومفروشات منزلية ووبريات ومنتجات أخرى بما يهدد الصناعات المصرية.
المجلس التصديرى ناشد الحكومة بسرعة اتخاذ جميع الإجراءات لمساندة الصناعة المصرية ، خاصة الصناعات النسيجية التى تتعرض لهجمة شرسة من المنافسين سواء من تركيا أو من دول جنوب شرق آسيا رغم تاريخها العريق ، خاصة أن حصة مصر فى الصناعات النسيجية عموما ضئيلة للغاية ولا تتجاوز 3% .
