أزمة بريكست تشتعل.. من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا: انتم عايزين إيه بالظبط؟

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 08:00 م
أزمة بريكست تشتعل.. من الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا: انتم عايزين إيه بالظبط؟
تيريزا ماى وأنجيلا ميركل
كتب محمود حسن

يبدو أن مسألة الخروج البريطانى من الاتحاد الأوربى أو البريكسيت ذاهبة إلى أبعد ما توقع الكثيرين، فمع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد البريطانى عام 2019، ورفض الاتحاد الأوربى خطة الخروج التى تقدمت بها رئيسة الوزراء تريزا ماي تعامل الاتحاد الأوروبي باستخفاف مع رئيسة وزراء بريطانيا فى قمة ساليزبيرج، ووصف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الساسة الذين قادوا بريطانيا لـ "بريكسيت" بأنهم كاذبون ولم يكونوا يمتلكون أي رؤية حول مسألة الخروج، وتوالى الهجوم على بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذى يبدو أن قادته يريدون خروجا عسيرا ومؤلما لبريطانيا من الاتحاد الأوربى، حتى تكون عبرة لأى دولة أخرى تفكر فى الخروج من الاتحاد.

وصباح اليوم، قالت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، إن الاتحاد الأوروبي لا يعرف "ما تريده بريطانيا حقاً" من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وأصرت المستشارة الألماني على أن قطاع الأعمال يحتاج إلى الحديث بوضوح بشأن شكل العلاقة المستقبلية لكن يبدو أن المملكة المتحدة نفسها ليس لديها رؤية واضحة تماما.

وأعادت ميركل التأكيد على ما أكد عليه قادة الاتحاد الأوربى منذ اليوم التالى لاستفتاء بريكسيت، حين قالوا إن بريطانيا إذا ارادت الخروج فعليها ان تترك المميزات والأعباء سويا، وليس اختيار المميزات وترك الأعباء، حيث أكدت أنه لن يسمح لبريطانيا باختيار أجزاء من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي لتنضم إليها فيما ستترك أجزاء أخرى، وأصرت المستشارة الألمانية أن الأمور  تحتاج إلى "الوضوح" بشأن شكل العلاقة المستقبلية فى بريطانيا قبل أن يكون فى الاتحاد الأوربى.

وتعرضت تيريزا ماي للإهانة من قبل زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماع سالوزبورج الأسبوع الماضي، عندما رفضوا خطتها وانتقدوها بقوة، فى حين قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك إن المقترحات  التي من شأنها أن تجعل من بريطانيا فاعلة فى سوق "البضائع" وليس "الخدمات" لن تنجح، فلا يمكن أن يكون هناك حرية "تجارة" مالم تكن هناك حرية "تنقل" بين الاتحاد ودول بريطانيا.

وفى وقت تضرب فيه الفوضى بريطانيا، يدعو حزب العمال البريطانى إلى استفتاء جديد على "بريكسيت" فى حين يرفض حزب "المحافظين" بشدة هذا الاستفتاء، فى وقت تتزايد هذه الدعوات من شخصيات عامة، وعلى رأس هؤلاء دعوة صديق خان عمدة لندن لإعادة الاستفتاء، إلا أن الأغلبية المحافظة لا تؤمن بهذه الإعادة، حتى وإن كانوا غير مقتنعين بالبريكسيت، لكنهم يرون أنها قد تكون سابقة خطيرة.

ويصر الاتحاد الأوروبي على أنه من غير الممكن الحصول على منافع جزء من السوق الأوروبية الموحدة دون قبول جميع قواعدها بما في ذلك حرية الحركة وتطبيق قوانين التجارة الأوربية، فى حين تواجه تيريزا ماي تمردًا كبيرًا من أعضاء البرلمان الذين يريدون منها التخلص من مخططها للخروج لصالح اتفاقية واضحة أكثر تحديدًا على غرار كندا وعلاقتها بالاتحاد الأوربى.

وفى وقت يبدو فيه تمرد فى سفينة حزب المحافظين، حذر اللورد هيج الرئيس السابق للحزب، من أن حلفاء تيريزا ماي الذين يخططون لإجراء انتخابات مبكرة يجب أن يكونوا سكارى  أو مرضى، قائلا فمن غير المعقول أن تكون البلاد فى أزمة فى حين أن أعضاء حزب الأغلبية يتقاتلون مع بعضهم البعض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق