فلتسمع صوتنا اليوم الأمم المتحدة

الخميس، 27 سبتمبر 2018 10:02 ص
فلتسمع صوتنا اليوم الأمم المتحدة
د. ماريان جرجس

انتهت الحرب العالمية الأولى والثانية لتترك لنا منظمات دولية تهيمن على العالم سياسيًا واقتصاديًا، وانبثقت منها مؤسسات حقوقية تدين دولة وتجرم الأخرى منادية بحقوق الإنسان، ظلت مصر تهادن الأمور مع تلك المؤسسات سنوات كثيرة، لكن جاءت كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا العام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كلمة قوية بأحرف رنانة  ومصداقية عالية لتصيب كبد  الحقيقة.
 
لم تكن كلمته تقليدية تتحدث فقط عن الشراكة والسلام وتعزيز العلاقات، لكنها كانت كلمات مهذبة وقوية جدًا وعميقة، يفوح من ثناياها روائح الإدراك الفعلى للواقع الذى تشهده البشرية، مذكرًا الأمم المتحدة بالأهداف التى أقُيمت لأجله، مؤكدًا على عدم التدخل فى هيكل الدولة الوطنية طالما كان هيكلًا متماسكًا وعدم استغلال التناحر بين الأشقاء كثغرة للتدخل الاقليمى.
 
كلمة الرئيس كانت عُصارة كل تلك الأحداث التى مرت بها المنطقة ولمس تداعيتها بنفسه سواء فى المفاوضات الاقليمية أو المحلية أو العالمية، لمس آنين الدول المجاورة التى تعثرت فى اجتياز سحابة ما يُسمى بـ"الربيع العربى"، كما أتضح بكلمته فخره واعتزازه بما يحدث على أرض مصر وكأنه كاد أن يقول للمحفل المجتمع هناك "تعالوا إلى مصر لتروا كيف تماسكت وكيف حاربت الإرهاب نيابة عنكم جميعًا"، مؤمنًا بكل كلمة يقولها عن السياسة الدولية وآليات التعامل الدولى كما يجب أن تكون على أسس احترام سيادة الدولة الوطنية والشراكة الدبلوماسية.
 
أتذكر كلمات المعزول محمد مرسى فى 2013 فى نفس المكان فى الأمم المتحدة الخارجة عن كل برتوكول دولى، التى كانت تعكس صورة لمصر ضعيفة وهزيلة، وأرى اليوم كلمات مصر القوية التى أن دلت على شئ فستدل على أننا نستند على عدة ركائز قوية، تمكنا من التحدث بتلك الطريقة الرصينة ليس فقط عن حال دولتنا ولكن عن السياسة العالمية والتوكيد على استعادة مصداقية الأمم المتحدة.
 
اليوم  مصر تتمتع بعدة ركائز ومناطق قوة بعد كل ذلك الجًهد الذى تم فى كل المناحى من اصلاح اقتصادى واشادة عالمية بخطوات الاصلاح، من حرب على الإرهاب وفرض صورة مصر المنتصرة على داعش وغيرها لتصبح مقبرة الإرهاب، وتحسين العلاقات الدولية مع دول كثيرة  والتوكيد على موقعنا ودورنا كبوابة أفريقيا، التى أصبحنا نقودها  كقطار ونحن العربة الأولى التى تسحب ذلك القطار لتوطد علاقته وتفتح أفاق جديدة له  فى شرق أسيا وأوروبا وأمريكا.
 
مايحدث فى مصر اليوم كان هو مصدر القوة التى تغمدت كلمة الرئيس السيسى، التى كان لها أصداء واسعة ثبتت أقدام مصر أمام المجتمع الدولى، فلمصر اليوم كل  الحق بعد نجاحها فى حرب الوجود  أن تعلم العالم  نهجًا جديدًا فى السياسة الدولية وآليات التعاون الدولى كما يجب أن تكون .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق