أنا اسمى: كيان!

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 11:57 ص
أنا اسمى: كيان!
د. ماريان جرجس

لم يكن الملتقى الأول لدمج مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة  تعويضًا لأبنائنا وبناتنا من ذوى "القدرات" الخاصة عن سنوات من الصمت الإنسانى تجاههم  والتهميش فقط ، ولم يكن لافتة إنسانية طيبة من سيادة الرئيس كما تعودنا أو حق إنسانى يرده لهم، بل كانت عملية دقيقة لاستعادة الفسيولوجيا الطبيعية للدولة والدينامية الصحيحة التى يتسم بها أى مجتمع سوي.

كانت عملية الدمج ممهدة بخطوات كثيرة سبقتها، أولها كان تسليط الضوء على مشكلة تهميش ذوى الاحتياجات الخاصة وبعدها تواجد البعض منهم فى مؤتمرات الشباب والمشاركة فى بعض الأنشطة مثل كورال النور، وبعد ذلك جاءت منذ أيام قليلة عملية الدمج.

ذلك التسلسل الزمنى هو الذى يفضى بنجاح الشمول الاجتماعى لهم، وذلك الدمج يحصن العين البشرية من أسوأ عادة نمارسها وهى الفرز والتمييز، فاذا لاحظت العين الفرق وشعرت بالاختلاف بات التمييز حتميًا بكل الأسى، ولكن التعود على مشهد معين لا يجعلك تلحظ الفرق أو الاختلاف أو الفرز من الأساس، فتدريب العين على  تقبل ذلك المشهد الذى يجمع بين طفل عادى وطفل ذى احتياجات خاصة يحول دون الفرز والملاحظة  والتمييز بالتبعية، وهنا يأتى أهمية الدمج وهى المرحلة – فى رأيى – المتممة لعملية شمول الجميع تحت مظلة الوطن واحتواء المجتمع للجميع.

وبذلك الاحتواء المجتمعى والشمول لكل نسمة تحيا على أرض الوطن يساعدنا ذلك  الى وأد فكرة وخدعة خبيثة كان يمارسها صناع الارهاب وهى اصطياد هؤلاء الشباب الرائعون واستغلال أحوالهم أو عجزهم  لضمهم لصفوفهم بحجة أنهم مرفوضون من المجتمع ولذا يجب محاربة ذلك المجتمع!

بالطبع هى فكرة يبيعها صناع الارهاب لأشخاص بسطاء باستثارة قلة الحيلة بداخلهم لا الإرادة البشرية التى تستطيع التغلب على أى عجز، وهنا يتجلى الهيكل التنظيمى الحقيقى لصناعة الإرهاب الذى يُبنى على الأصول ويستخدم أى شئ فى طريقه لبلوغ الغاية حتى ولو كان آلام الآخرين! ومعاناتهم، فالأصل الفكرى للإرهاب محاربة المجتمع والطريقة هنا تجنيد أى شخص من خلال معاناة شخصية ما ليحارب به وكأنه أداة طيعة.

وهنا أيضًا تسدد مصر هدفًا فى مرمى الإرهاب الأسود باسترجاع مكانة هؤلاء من الشباب والأطفال حقهم الإنسانى علينا والذى المكفول فى كل دول العالم؛ تحفظهم من أى تجنيد فكرى يحقق أهداف تيارات معادية للوطن.

فأتصور أن بمتابعة العالم  لكل تلك المشاهد الرائعة يزداد يومًا بعد يوم ثقل الدولة المصرية التى باتت تخاطب المجتمع الدولى بكل ثقة حقيقية، فثابت الخطى يمشى ملكًا!

وأتصور أن شارة الحب التى شارك الرئيس بها الأطفال فى الملتقى الأول تستحق أن تنتشر بيننا لاحياء  لغة الإشارة، كما تنتشر أى موضة جديدة أو لعبة جديدة على التواصل الاجتماعى بل هى الأولى والأهم لما تحمله من قيمة إنسانية فتصير مألوفة ولا نعد نشعر بالغربة والغرابة بيننا وبين أطفال وشباب ما هم إلا كيان غالٍ وجزء من كيان الوطن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة