من زوجة الضحية إلى عائلة "الإرهابى": أرسل لكم تعاطفى وحبى وحنانى!

الخميس، 04 أكتوبر 2018 11:00 ص
من زوجة الضحية إلى عائلة "الإرهابى": أرسل لكم تعاطفى وحبى وحنانى!
كورت وميليسا كوكران
كتب محمود حسن

فى هذا المشهد الحب كل الحب، والكراهية كل الكراهية، مشهدان متضادان يبرزان طبيعة هذا العالم الذى يحوى أشخاصا أعماهم تطرفهم، وآخرون تبصروا بحبهم ومحبتهم.

ففى 22 مارس من عام 2017 حين كان الأمريكيان كورت و ميليسا كوكران يسيران جنبا إلى جنب بجوار ساعة "بيج بن" الشهيرة فى لندن، إذ كانا يحيان الذكرى الـ 25 لزواجهما برحلة إلى انجلترا، وبينما كانا يستعدان لأن يجلسا على أحد المقاعد القريبة، ومن حيث لا مكان ظهر على الفور "خالد مسعود" يقود سيارته الـ 4×4 ليصعد بها على الرصيف تجاههما بالضبط، لم تنتبه ميليسا لكن كورت الذى كان منتبها دفع زوجته بعيدا عن مقدمة السيارة، وتلقى هو الصدمة كاملة، كانت الدفعة سببا فى أن تصاب ميليسيا بكسر فى قدميها، أما كورت كوكران فقد علق فى السيارة وسحقت رأسه لمسافة حوالى 5 أمتار على حائط اسمنتى، فلم يستطع أن يصمد وتوفى على الفور هو و 4 أشخاص آخرون، قبل أن تعلق سيارته ويلقى حتفه فى تبادل إطلاق للنار مع الشرطة البريطانية.

من منزلها بولاية "يوتا" بالولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت ميليسا كوكران بيانا قالت فيه، إنها لا يمكنها إلا أن تتخيل المشاعر الحزينة التى تملأ قلب عائلة خالد مسعود تجاه عملية القتل الإرهابية التى ارتكبها نجلهم، مضيفة أنها تريد أن تعبر عن أعمق مشاعرها وعطفها لجميع عائلات الضحايا، وإلى جميع أولئك الذين ساعدوا لإنقاذها بأي طريقة ممكنة بعد الهجوم، وإلى أولئك الذين اضطروا إلى استعادة ذكريات تلك الأحداث من خلال الإدلاء بالشهادة فى التحقيقات،  مضيفة: "أعرف أن ذلك كان صعبًا للغاية بالنسبة لبعض الناس، وأود أيضا أن أعرب عن الحب والتعاطف لأسرة خالد مسعود".

 وأضافت ميليسا فى بيانها: "من خلال ما أفهمه، فإن أسرة خالد مسعود لم يشاركوه معتقداته، ولم يكن هذا شيئًا أرادوا حدوثه، فقد صدموا بصراحة عندما حدثت العملية الإرهابية واكتشفوا ان ابنهم خلفها، لا أستطيع إلا أن أتخيل شعور الأسى أنهم يشعرون بأن والدهم أو زوجهم أو ابنهم ارتكبوا مثل هذه الفظائع، أنا أعرف فقط في قلبي أن الحب والحنان واللطف يفوز فى النهاية."

وفى بيانها تذكرت ميليسا كوكران زوجها، وقالت إنه كان معتادا على التصرف بشكل غريزي لحمايتها، وأنه كان شخصًا عطوفًا، كنت أريد أن أظن أنه كان سيفعل ما فعله من إبعادى عن السيارة لي فقط لأنه ببساطة يحبني، لكن الحقيقة التى أراها اليوم أنه كان سيفعل ذلك إلى أى شخص غريب، لأنه كان لديه هذا التعاطف مع إخوانه من البشر.

واختتمت كوكران بيانها قائلة: "لقد عشت معه ما يشبه رواية من تلك التى يكتبون عنها فى الكتب، ليس هناك يوم يمر ولا أفكر فيه، ترك موته فجوة كبيرة في قلبى وفي نسيج عائلتنا، وحتى في نسيج مجتمعنا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق