أسطورة مصاص الدماء بين الحقيقة والخيال.. تعرف على قصة دراكولا الحقيقي

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 10:18 م
أسطورة مصاص الدماء بين الحقيقة والخيال.. تعرف على قصة دراكولا الحقيقي
إسراء بدر

"دراكولا" صورتها الأفلام العالمية بصور عديدة وتفاصيل مختلفة، على اعتبار أنها شخصية وهمية ومادة جيدة لخلق عمل رعب من النوع الذى يعشقه الجماهير، إلا أن هذه الأعمال الفنية التى جسدت الدراكولا ليس لها علاقة بالشخصية الحقيقية، فهناك شخصية حقيقية تعرف بدراكولا كانت مذكورة فى الكتب التاريخية الموثقة.

كان هناك حاكمًا لولاية «والاكيا» الرومانية يدعى «دراكول» وهى كلمة تعنى التنين بالرومانية، وأطلق عليه هذا الاسم حيث وضع رمز التنين على العملة فى "والاكيا" وعلى الدروع الحربية أيضا، فشاع بين الناس تسميته بالتنين.

وفى ذات ليلة أرسل له السلطان العثمانى خطاب يخبره فيه بأن الدولة الإسلامية تفرض عليه الجزية لتحميه من الهنجاريين وتشترط عليه أن يمدهم بالمقاتلين لو احتاج الجيش المسلم إلى المقاتلين وتطلب سرعة الرد والبرهان.

وكان برهان "دراكول" غير متوقع، حيث أرسل طفليه إلى "أدريانوبل" أو "إدرنة" معقل السلطان العثمانى المسلم، وهما "رادو" و "دراكولا" واللذان لم يتجاوزا عمرهما حينها 12 عام، ليكونا أقوى برهان على الولاء.

اهتم السلطان بالطفلان بشكل كبير وعلمهم فنون القتال والفروسية والعلوم بكافة أنواعها، وكانا يكبرا سويا مع "محمد بن مراد" وهو ابن السلطان العثمانى، والذى عرفه الناس بعد سنوات بـ "محمد الفاتح" الفارس الهمام الذى فتح القسطنطينية، وعلى الرغم من أن "رادو" اتخذ "محمد" صديقا له إلا أن "دراكولا" لم يعجبه الحال وكان دائما يشعر أنه مجرد أسير وكان غضبه يتزايد كلما وجد علاقة الصداقة بين شقيقه وابن السلطان العثمانى فى تزايد.

وحاول ابن السلطان أن ينشئ علاقة صداقة مع "دراكولا" ويمحو العداوة والكره من قلبه إلا أنه لم يترك له الفرصة لكل ذلك، فتعامله الجاف الوحشى وكرهه للإسلام وللدولة الإسلامية بشكل عام لونوا قلبه باللون الأسود القاتم، رغم أن أخيه اعتنق الإسلام وأصبح من الفرسان المسلمين.

وبعد 6 سنوات جاءهم خبر وفاة والدهم "دراكول" بمؤامرة دبرها له "البويار" وهى كلمة تطلق على طبقة النبلاء فى ولاية "والاكيا"، وهو الخبر الذى جعل "داكولا" يعود إلى "والاكيا" ليتربع على العرش خليفة لوالده، أما "رادو" فبقى مع محمد الفاتح لأنهما كانا يستعدا لفتح القسطنطينية.

وفى بداية تولى "دراكولا" الحكم صنع وليمة عظيمة لأكابر "البويار" وبعد تناولهم للطعام أمر حراسه بالهجوم عليهم وأخرج سيفه وشاركهم فى المجزرة التى أعدوها لقتلة أبيه فمات منهم من مات ومن ظل حيا أرسله إلى القلعة ليساعد العمال فى تشييدها.

وبعد فترة من تولي "دراكولا" الحكم، أعلن تمرده على السلطان العثمانى على الرغم من أن والده كان دائم الولاء له وأكبر دليل هو إرسال طفليه له، ووقع هذا الخبر كالصاعقة على أذان محمد الفاتح و"رادو".

ولكن قرار تمرد "دراكولا" كان يسيرًا بالنسبة لما فعله فى ولاية "والاكيا"، فتلذذ "دراكولا" بتعذيب البشر بأشكال لا يتوقعها عقل بشرى، فمن وسائل العذاب والقتل البطئ هو أن يربط أطراف من يغضبه فى أربعة خيول كل طرف فى خيل ويأمر الخيول بالجرى مسرعة فيتمزق جسم الرجل ويجرى كل طرف منه مع الخيل.

أما العقاب الذى اشتهر به "دراكولا" فى كتب التاريخ هو الخازوق حتى أنه لقب بـ "المخزوق" فكان يبدع فى أن يعاقب الأهالى على أتفه الأشياء فإذا وجد امرأة كسولة خزوقها وإذا وجد فقراء كان يطلبهم لوليمة غذاء وبعد الطعام يأمر برفعهم على الخوازيق بطريقة معينة كانت تطيل من فترة عذاب المعاقب قبل وفاته.

وكان يأمر رجاله بأن يضعوا الأشخاص فى إناء كبير للطهى على النار ويقطعون جسدهم بالسيوف أثناء طهيهم، كل هذه الوسائل جعلت الجميع يرى دراكولا على أنه شيطان وليس بشر مثل الكافة.

خاصة أنه كان يستمتع بانتشار الخوازيق فى قصره معلق عليها الرجال والنساء والأطفال ليسمع صرخاتهم، وهو يجلس فى تناول الخمر، ولكن الخمر الذى يتناوله "دراكولا" ليس كباقى الخمور الذى يعرفها الكافة ولكنها ممزوجة بدماء المخزوقين حوله، حيث يستمتع بسيل الدماء على ذقنه فى كل كأس يتناوله.

وبعد أن وصلت هذه الأحداث إلى محمد الفاتح و "رادو" قرر الهجوم على "والاكيا" ليخلصوا البشرية من شيطان الإنس المتجسد فى "دراكولا" ولكن قبل وصول جيش محمد الفاتح إلى "والاكيا" توقفوا أمام مشهد مرعب وهو وجود 10 آلاف خازوق على يمينهم ومثلهم على يسارهم يعتليهم رجال ونساء وأطفال منهم من خرجت روحه ومنهم من هو على قيد الحياة يتذوق آلام الموت بأبشع صوره، وهو ما جعل الجيش يتراجع ويعود إلى مكانه مرة أخرى، حيث يعان "الفاتح" تأجيل الهجوم على "دراكولا".

إلا أن "الفاتح" تراجع ليكون جيش أكبر بكثير وبمعدات وأسلحة أضخم للقضاء على الشيطان "دراكولا" ولكن الخبر وصل إلى "دراكولا" بحجم الجيش الذى امتلأ قلبه بالغضب والكره له فهرب من "والاكيا" إلى هنغاريا وأمر ملك هنغاريا بسجنه بدلا من دعمه وتولى "رادو" حكم "والاكيا" لعدة سنوات إلى أن توفى وبعدها عاد "دراكولا" إلى "والاكيا" ليتولى الحكم مرة ثانية إلا أنه لقى مصرعه على يد أحد الحشاشين المتبقين بعد أن أباد هولاكو دولتهم وأرسل الحشاش رأس "دراكولا" إلى محمد الفاتح والتى علقها فى القسطنطينية ليرميها المارة بالحجارة ذهابا وأيابا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق