وسيلة عادل إمام لاصطياد الجميلات.. قصة الإله الفرعوني المثير للبهجة والمرح

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 09:00 ص
وسيلة عادل إمام لاصطياد الجميلات.. قصة الإله الفرعوني المثير للبهجة والمرح
تمثال المعبود بس

يشيع لدى كثيرين من الناس تصوّر عن مصر القديمة أنها كانت جافة ورسمية ولا مكان فيها للمرح.. هذا الأمر يبدو تصورا خاطئا بدرجة كبيرة، والآثار القديمة المتوفرة تثبت عكسه تماما.
 
بين آلاف الشواهد المتاحة من كل العصور والأسرات القديمة، تبدو الجدية أمرا أساسيا في الحضارة المصرية القديمة، لكن رغم هذا لا يغيب المرح والتعامل مع الحياة بشكل سهل وبسيط. ويمكن القول إن البلدان الزراعية وحواضر دلتا الأنهار بطبعها تحتفي بالحياة وتجددها الدائم، وتزيد لديها حالة المرح والسرور والميل إلى البهجة وممارسة الطقوس اليومية بشكل من البساطة والإقبال.
 
بالنظر إلى هذه الحقيقة يمكن القول إن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة تحتفي بالحياة وتنتصر لها، حتى لو بدا من بعض آثارها أنها رهينة الجدية بدرجة أكبر، لكنها لم تكن خالية من البهجة والسرور والمرح، ولعل أبرز الأدلة على هذا "المعبود بس".
المعبود بس  (1)
 
يُعرف المعبود "بس" في التاريخ المصري القديم بأنه إله المرح والسرور، وهو أيضا حامي المرأة عند الولادة بجانب الإلهة تاورت، ويبدو مظهره على صورة قزم ذي ساقين مقوّستين ووجه مُربّع و"لبدة أسد"، وفي بعض الأحيان يبدو مرتديًا تاجًا من الريش العالي.
 
الإله بس أحد أبرز المعالم التي يمكن مطالعتها في معبد "دندرة" بصعيد مصر، وهناك يتوفر التمثال الأكبر والأشهر له. ولعل أغلب الناس يذكرون مشهد الفنان عادل إمام في فيلم "عريس من جهة أمنية" عندما تحدث عن الإله بس باعتباره رمزًا للخصوبة والفحولة الجنسية.
 
المعبود بس
المعبود بس
 
تقول الدراسات المتاحة إن "الإله بس" انتشر على نطاق واسع خلال العهد البطلمي، وتحديدا في العام 333 قبل الميلاد، ومع ظهوره لقي اهتمامًا واسعا من الأمراء والملوك وعوام الشعب، وتندّر الجميع بأن قدامى المصريين اختاروا لإله الفكاهة شكلًا ساخرا، في صورة قزم صغير ممتلئ الوجه والعضلات، واسع العينين، يُخرج لسانه من فمه مُبتسما، بينما يجمع بين ملامح القرد والإنسان، وكانوا يحرصون في أعراسهم على وضع تماثيل له لإثارة حالة من البهجة.
 
بعض المهتمين بالآثار يقولون إن "بس" يحظى بشهرة عالمية، وإن كثيرين من السائحين الوافدين من أنحاء العالم يعتبرونه زيارة تماثيله من المحطات الأساسية ضمن برنامج زيارتهم. خاصة مع الاتجاه جنوبا إلى معبد دندرة الذي يضم أكبر تماثيله، والمعروف أيضا بمعبد "حتحور" إلهة الحب والجمال والأمومة لدى قدماء المصريين، ويقع المعبد على بُعد 5 كيلو مترات فقط من مدينة قنا.

تمثال للمعبود بس
تمثال للمعبود بس

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق