قصة منتصف الليل.. العفريت فى البنطلون

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. العفريت فى البنطلون
إسراء بدر

فى قرية بسيطة بإحدى محافظات الصعيد، كان يعيش "محسن" الشاب العشرينى يكافح من أجل الإنفاق على والدته وأخواته الثلاثة بعد وفاة والده، إلى أن هاتفه صديقه ليعرض عليه العمل كعامل بأجر يومى كبير مقارنة بما يتقاضاه، ويوفرون للعمال المأكل والمسكن، وعلى الرغم أن هذه الفرصة كانت تضطره للسفر فى مناطق صحراوية مختلفة نائية عن كل الناس، إلا أنه وافق دون تردد واعتبره رزق جاء إليه من أجل أسرته.

 

فذهب للقاء صديقه واتفقوا على كافة الأمور، واصطحبه لسوق شعبى خاص بالعمال يباع فيه الملابس الممزقة بجنيهات معدودة ليستخدمها فى ساعات العمل بدلا من هلاك ملابسه، واشترى "محسن" مستلزماته كان من ضمنها بنطالون جينز ممزق فأشتراه وقال مبتسما "أهو حتى موضة زى بتوع اليومين دول".

 

وفى أول يوم عمل له عاد متعبا بعد ساعات طويلة من العمل الشاق فدخل الغرفة التى تجمعه بباقى زملاءه من العمال ولم يجد ما يسند رأسه عليه فوضع البنطالون الممزق أسفل رأسه، وهنا جاءت المفاجأة، سمع البنطالون يتحدث .. نعم يتحدث ويروى قصة مرعبة، فقفز "محسن" بعيدا عن البنطالون وحاول أن يلتقط أنفاسه، فشعر به عدد من الزملاء وعندما سألوه عن سبب فزعته بدأ يقص عليهم ما سمعه من البنطالون.

 

وكأن هناك شخص داخل البنطالون يقص عليه ما حدث مع صاحب هذا البنطالون، فيروى "أنا صاحب البنطالون دا واتقتلت على ايد بلطجية طلعوا عليا عشان يسرقونى ولما عافرت معاهم قتلونى ودفنوا جثتى تحت الشجرة الكبيرة اللى على الطريق".

 

وما أن انتهى "محسن" من حديثه إلا وسمع ضحكات زملاءه الذين ظنوا أنه يتعاطى مخدرات أو حبوب هلوسة، وحاول أن يقنعهم بما سمع إلا أن محاولاته باءت بالفشل، فعرض على أحدهم أن ينام ويضع هذا البنطالون أسفل رأسه، فضحك زميله بسخرية وقال "هات يا اخويا لما نشوف ايه اخرتها معاك".

 

وفور دخول زميله فى النوم فوجئ الجميع بفزعته المماثلة لفزعة "محسن" وهنا بدأ الخوف يدخل فى قلب الكافة وكل من يحاول تجربة هذا البنطالون يحدث معه ذات الموقف ويسمع لذات القصة وكأنها رسالة مسجلة.

 

انتظر الجميع شروق الشمس وأخذوا البنطالون وذهبوا به إلى أقرب قسم شرطة وطلبوا لقاء الضابط ليقصوا عليه ما حدث، وبعد أن روى "محسن" قصة البنطالون استقبل رد الفعل المنتظر وهو ضحكات الضابط المتعالية وتتخللها وصلة توبيخ واتهامات بأنه جن جنونه أو مدمن أحد أنواع المخدرات التى تسببت فى فقدان عقله.

 

إلا أن باقى زملاءه تدخلوا وقصوا عليه ما حدث معهم أيضا، ليأكدوا حديث "محسن"، فبدأ الضابط يوبخ الكافة ولكن أصوات ضحكاته تختفى شيئا فشيئا واستبدلها بنظرات أصابها الخوف والقلق، وكأنه يدعى من الله أن يكون ما يسمعه مجرد هلاوس مدمنين.

 

فطلب "محسن" من الضابط أن يأخذ البنطالون ويتخذه مسندا لرأسه وقت نومه، فوافق الضابط وأخذ البنطالون ليصل إلى نهاية هذه القصة المزعجة، وكان هذا اليوم نبطشية الضابط مسائية فألقى جسده على أريكته ووضع البنطالون أسفل رأسه، وفى منتصف الليل خرج الضابط من قسم الشرطة يبحث عن "محسن" ويقول له "انت عندك حق أنا سمعت نفس اللى انت سمعته" وذهبا سويا للبحث عن الشجرة الكبير على الطريق فلم يجدوا سوى شجرة كبيرة ومجموعة صغيرة من الشجيرات على جانبى الطريق.

حفرا سويا أسفل الشجرة ليصلا إلى صاحب رسالة البنطالون، ومع بداية انتشار خيوط الشمس حولهما ظهرت رأس جثة مدفونة بالفعل، فأسرع الضابط بإمساك جهازه اللاسلكى ليخبر القيادات بوجود جثة مدفونة وجاء مجموعة من العساكر وأخرجوا الجثة من تحت الأرض.

ذهب الضابط إلى قسم الشرطة وحاول تحرير محضر ولكنه بحث كيف يحرر أن هناك عفريت أبلغه بالحادث وبعد تفكير لساعات قرر أن يحرر محضر حركه بلاغ من مجهول وبدأ مشواره فى رحلة البحث عن الجناة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق