سياسة الرهائن.. كيف كشفت واقعة «برونسون» استراتيجية أردوغان الديكتاتورية الجديدة؟

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 02:00 م
سياسة الرهائن.. كيف كشفت واقعة «برونسون» استراتيجية أردوغان الديكتاتورية الجديدة؟
أندرو برونسون
كتب- أحمد عرفة

 

سلطت واقعة إقدام القضاء التركي، على إخلاء سبيل القس الأمريكي أندرو برونسون، الضوء على سياسة الرهائن التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة أنه ليس الشخص الأجنبي الوحيد الذي يستغله الرئيس التركي من أجل خدمة مصالحه الخاصة.

السلطات التركية كررت ما فعلته مع القس الأمريكي، مع العديد من المواطنين الأجانب من أجل استغلالهم في قضايا سياسة، خاصة المواطنين الألمان، فيقبع داخل السجون التركية العديد من المواطنين الألمان الذين ينتقدون سياسات رجب طيب أردوغان.

خلال الفترة الأخيرة أفرج الرئيس الترجي عن العديد من المواطنين الألمان القابعين في سجون أنقرة، من أجل التمهيد لبدء علاقات قوية مع ألمانيا، حيث تزامنت سلسلة الإفراجات عن هؤلاء المواطنين مع زيارته لبرلين، إلا أنه بعد فشل الزيارة ألقي القبض على مواطنين ألمان آخرين لانتقاداتهم لسياساته النقدية، وأساليبه القمعية ضد شعبه.

تكرار تلك الظاهرة بشكل متكرر، دفع الصحف التركية المعارضة، لتسليط الضوء على تلك الظاهرة، فصحيفة «زمان»، التابعة للمعارضة التركية، ذكرت أن أندرو برونسون هو واحد من بين الآلاف الذين كانوا ضحايا لمن يزعم أنهم  شهود سريون الذين استخدمهم العدالة والتنمية لحبس كل من يعارضه، إذ أنه نجا من السجن لكونه مدعوما من دولة ذات إصرار وعزيمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي يحمل جواز سفرها، حيث لم يكن هناك احتمال كهذا.

لكن المؤشر تغير في 5 سبتمبر الماضي، حيث خفف رجب أردوغان حدة الأزمة الاقتصادية والمالية واستحوذت انتخابات المحليات على اهتمامه، ومن بعدها طوفان جديد، إذ أن التغييرات الأخيرة لا تعني عودة أردوغان للديمقراطية والقانون بل هو مهتم بفرصه، فيما تجاوزت معدلات التضخم حاجز الـ 25 % حيث  يقود هذا الاقتصاد إلى ركود شديد، فخلال شهر أغسطس فقط تم إقالة أكثر من 150 ألف موظف.

سياسة الرهائن، تلك هي السياسة الجديدة التي يتبعها الرئيس التركي، لمواجهة أزمته الاقتصادية، حيث ذكرت الصحيفة التركية المعارضة، أن العالم بأسره استوعب سياسة الرهائن التي يتبعها رجب طيب أردوغان، إذ يجرون معهم لقاءات باللغة التي يفهمها في غضون بضعة أشهر يحصلون منه على ما يريدون، كما أنه على الرغم من أن من يحطمون هواتف الأيفون بالمطرقة لا يريدون إدراك هذا فبالنظر إلى تركيا من الخارج تظهر دولة مسكينة أصبحت في قبضة أردوغان.

تكرر هذا كثيرا مع ألمانيا، هذا ما أكد عليه الصحيفة التركية المعارضة، التي أكدت أن نموذج ألمانيا أصبح مصدر إلهام للبيت الأبيض، حيث إنه في 2 أغسطس الماضيشنت الولايات المتحدة الأمريكية حملة بسيطة بعدما أدركت أن المواطنين الألمان الذين سجنوا بدون دليل إدانة واحد حصلوا على حريتهم  بفضل حزمة العقوبات التي أعلنتها برلين في العشرين من يوليو عام 2017.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق