حرب المعلومات (1): أسرار الخطة الفاشلة لإنقاذ فلول داعش في سيناء

الإثنين، 15 أكتوبر 2018 05:00 م
حرب المعلومات (1): أسرار الخطة الفاشلة لإنقاذ فلول داعش في سيناء
إرهابيو داعش- أرشيفية
كتب- أحمد متولي

تذخر التحقيقات القضائية الخاصة بخطة فلول داعش لإعادة إحياء أنشطتهم العدائية فى سيناء، بكنز ثمين من المعلومات حول جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب، والتطور النوعي في عملها الذى مكنها من تفكيك شبكات تنظيمات الدم العنقودية، سواء في مجال المواجهة المسلحة أو حرب المعلومات.

في أوراق التحقيقات القضائية المسجلة في أرشيف النيابة العامة تحت رقم 79 لسنة 2017 أمن دولة عليا، ترى بعينيك نتائج مذهلة للرصد والمتابعة الأمنية أسفرت عن إحباط كل محاولات إعادة إحياء التنظيمات المسلحة شمال سيناء، تنكشف أمامك تفاصيل حرب المعلومات التي خاضتها الأجهزة المختصة للكشف عن محاولات فلول داعش الفاشلة لفك الحصار المفروض على التكفيريين بالعريش.

 

◄ولاية الصعيد.. كيف خطط «داعش» لإعلان تأسيس «إمارة الوهم»؟

 

مجموعة من المسلحين في أحد المعسكرات
 
 

 

تكشف التحقيقات، أن فلول تنظيم داعش تلقوا تكليفات بسرعة إعادة تشكيل خلايا عنقودية، واستقطاب عناصر تكفيرية جديدة من أصحاب الفكر المتطرف، في محاولة لإثبات أي تواجد لهم على أرض سيناء، بعد نجاح العمليات الأمنية في تفكيك البنية الأساسية للمجموعات المسلحة على مدار الأشهر.

بعد تولي التكفيري على سلمان الدرز، قيادة فلول جماعة ولاية سيناء، ومهمة إعادة إحياء أنشطتهم العدائية ضد المنشآت ورجال الجيش والشرطة، وجد تنظيم داعش الأم نفسه عاجزا أمام النجاح الأمني المبهر في تجفيف منابع تمويل الإرهاب داخل مصر، وفرض الحصار التام على كافة الأصعدة التي تلجأ إليها جماعات الدم لتوفير الدعم اللوجستي، ما وقف حائط صد أمام محاولات إثبات أي وجود له في شمال سيناء.

 

◄بأموال شخصية غربية.. هكذا تأسست أول خلية لـ داعش خارج سيناء

 

مسلحون يتبعون التنظيم الإرهابي
 
 

 

تشير التحقيقات القضائية، إلى أن قطاع الأمن الوطنى رصد تحركات  التنظيم بشأن محاولات فك الحصار عن بقايا التكفيريين فى شمال سيناء، إذ اتخذوا مسارين استهدفا توفير مصادر تمويل من داخل سيناء نفسها، واستخدام هذه الأموال في جلب الأسلحة من قطاع غزة والمواد المستخدمة في صناعة المتفجرات وسد احتياجات عناصر التنظيم لبدء موجة إرهاب جديدة.

 

◄سري للغاية.. قصة أخطر رجل أعمال مصري تورط في تمويل داعش (وثائق)

 


مجموعة من التكفيريين بسيناء
 
 

 

التهريب عبر أنفاق غزة

وضعت قيادات التنظيم الإرهابي خطة عامة لإعادة إحياء الأنشطة العدائية في شمال سيناء، تضمنت تأسيس 5 شبكات تهريب فككتها الأجهزة الأمنية، ضمت في عضويتها 110 عناصر من التكفيريين يتزعمها كوادر فلسطينية الجنسية، ومجموعات عائلية تم شرائها بالمال والاتفاق معها على إدارة أنشطة التهريب عبر الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة.

وبحسب محاضر الاستدلالات في التحقيقات التكميلية بقضية ما يسمى بتنظيم ولاية سيناء، التى شارك فى تحريرها 33 ضابطا بقطاع الأمن الوطني، تولت 3 شبكات منهم تهريب الأسلحة، ووسائل التنقل، والمواد ثنائية الاستخدام، وأجهزة الاتصال الحديثة من قطاع غزة إلى سيناء، بينما تخصصت شبكتين في مجال تهريب السجائر، والمواد الغذائية مقابل مبالغ طائلة لصالح اللجنة المالية بالتنظيم الإرهابي.

 

◄«أمير داعش كرداسة».. نجل قيادي كبير بحزب النور (خاص بالوثائق)

 

نفق اكتشفته القوات المسلحة بسيناء
 
 

 

اتخذت الشبكات الخمس ملامح متطابقة في خريطة عملها لصالح فلول تنظيم ولاية سيناء الإرهابي، وهو ما كشفت عنه الضربات الأمنية الناجحة لأعضائها، وساهم في إحباط مخطط إعادة إحياء الأنشطة العدائية لباقي المجموعات المسلحة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة بفضل ما تمتلكه الجهات المختصة من معلومات عن مؤامراتهم.

بالبحث عن أسماء زعماء شبكات التهريب الذين كشفتهم محاضر الأمن الوطني، نجد أن جميعهم يحملون الجنسية الفلسطينية، ويعتمدون في الهيكل الأساسي لكل شبكة على مجموعة من الأشقاء أو أبناء العائلة والقبيلة الواحدة، ويعمل كل منهم تحت قيادة أحد أعضاء لجنة التمويل والدعم بالتنظيم.

 

◄انفراد.. طريق «شيبوب» إلى داعش بدأ بـ «سيجارة حشيش»

 

قوات إنفاذ القانون تفرض السيطرة على سيناء
 

التحريات أكدت أن أعضاء شبكات التهريب لم يقتصر دورهم على إدارة الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، بل اضطلعت تلك العناصر في تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت العديد من رجال الأمن والمواطنين، ورصدوا مجموعة من التمركزات الأمنية والمنشآت فشلت مخططات استهدافهم بفضل النجاح الأمني في كشف محاولات دعم بقيا التنظيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق