جامعيون بزي عمال نظافة..

«شحاتين» جامعة الدول والبطل: 5 آلاف جنيه يوميا.. 25% منها لعصابة «سمير مشاكل»

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 12:00 م
«شحاتين» جامعة الدول والبطل: 5 آلاف جنيه يوميا.. 25% منها لعصابة «سمير مشاكل»
التسول فى مصر
مصطفى مكى

 
 
تحول «التسول» في مصر، إلى حرفة وصناعة وعصابات لها قانونها الخاص، وتطور هذه العصابات بشكل مستمر من أدوات وأفكار وشكل العاملين في الشوارع والميادين ممن يديرونهم ويوفرون الحماية والغطاء الأمني لهم مقابل نسبة من المعلوم، الذي يتم تحصيله يوميا من التسول، وهي مبالغ صادمة لمن يقعون في فخ التعاطف معهم.
 
الصدفة البحتة قادت محرر «صوت الأمة» لاكتشاف هذا العالم الخفي لعصابات التسول عندما كان يسير في شارع جامعة الدول العربية، وشاهد أحد معارفه القدامى، وهو من خريجي كلية الآداب قسم لغة إنجليزية، يتسول في هذا الشارع، الأمر الذي باغت المتسول وجعله ينهار في البكاء بعد أن وجد أن أحد أصدقائه عرفه وكشف تسوله، رغم أنه يظهر في الأوساط الاجتماعية كأحد أصحاب المحال التجارية بمحافظة الجيزة!
 
المتسول الجامعي «س. م»، 34 سنة، من المطرية، عاطل، قال إنه يعمل كمتسول لمدة 6 ساعات في اليوم، من الساعة 8 مساءً وحتى الثانية صباحا، لافتا إلى أن عمله في التسول، جاء بعد فشله في إيجاد أي فرصة عمل مناسبة، يستطيع من خلالها أن يوفر دخلا مناسبا لأسرته المكونة من زوجة و 3 أطفال بجانب الأم والأب، الأمر الذي دفعه ليفكر في الانتحار، لولا أن أحد أصدقائه، جامعي أيضا، نصحه بأن ينضم للتسول من خلال ارتداء ملابس رثة والنزول في الشوارع ليلا للتسول من خلال عصابة مكونة من 3 أشخاص في محافظة الجيزة، يتولون إدارة شبكة التسول.
 
عمال نظافة
أحد عمال نظافة
وأضاف المتسول الجامعي، أنه اقتنع بكلام صديقه، وبالفعل ذهب ليجلس مع تلك العصابة التي رفض ذكر أسماء أصحابها وعمل معهم، وكان اتفاقهم معه أن يشتري الزي الخاص بشركة القمامة ويرتديه، ويشتري مقشة كبيرة و«شوال» يجمع فيه القمامة، ويقوم بكنس أجزاء من شارع جامعة الدولة العربية وبالتحديد منطقة شارع شهاب وحتى 100 متر تجاه شارع البطل أحمد عبد العزيز، وبالفعل قام بعمل هذا الأمر، وجمع مالا وفيرا، وصل إلى ما يقرب من 5000 جنيه في اليوم أي 150 ألف جنيه في الشهر، وأقل مبلغ يجمعه يوميا 1000 جنيه بواقع 30 ألف جنيه في الشهر، وتحصل العصابة منهم على 25% في اليوم أي 250 جنيها.
 
وأشار إلى أنه سدد كل ديونه من خلال هذا العمل في مدة لم تتجاوز العام، كما اشترى شقة بعيدا عن سكن والده ووالدته، وفي كل مرة يشعر بوجود الشرطة، ومن الممكن أن تقبض عليه، يباشر الكنس في الشارع حتى لا يعتقد أحد أنه يتسول، ويؤكد أن هناك المئات مثله في شارع جامعة الدول العربية بواقع شخص واحد كل 100 متر، يسدد للعصابة إيجارا يوميا 25% مما يكسبه مقابل السماح له بالعمل دون مضايقات، وفي حال دخول متسول إلى المنطقة دون إذن العصابة يتم ضربه وطرده، ومن الممكن أن يتم اتهامه في قضية سرقة حال عدم رحيله.
 
ورغم الأخبار التي تم تداولها في الآونة الأخيرة، عن القبض على عصابة الثلاثي التي تدير بيزنس التسول في محافظة الجيزة، وشارع جامعة الدول العربية، فإن الحقيقة أن العصابة لا تزال تعمل في الشوارع بكامل طاقتها، حتى لو تم بالفعل القبض على عدد من أعضائها البارزين بعد أن اكتشفتهم الأعين اليقظة لوزارة الداخلية، ومن أبرز أسماء أعضاء تلك العصابة «أبو رحاب السوري»، و«علي الصعيدي»، و«سمير مشاكل».
 
المتسولون
التسول في الشوارع
تحدثت «صوت الأمة» مع مجموعة من موظفي شركة القمامة، الذين رفضوا نشر أسمائهم، وقد أبدوا استياءً شديدا من قيام البعض بتزوير، هوياتهم من أجل التسول، معتبرين الأمر إساءة لهم، وإهانة لعامل النظافة على أنه متسول. وقال أحدهم ويدعى الحاج «محمد.خ»، 59 سنة، أن ابنه يدرس في كلية الطب في الصف الثالث، ويفخر به وبما فعله معه حتى يصل إلى تلك الكلية، إلا أنه أصبح حزينا جدا مؤخرا بعد أن تم تشويه صورة عامل النظافة، وأصبح مثله مثل المتسولين، وهو ما لا يرضاه على نفسه.
 
وطالب وزارة الداخلية المصرية بضرورة القبض على أى شخص يتسول مرتديا زى رجال النظافة، كونه يشوه صورتهم، وينصب باسمهم ولا يستحق البدلة التى لا يرتديها إلا الشرفاء ممن اختاروا العمل بالنظافة ولو براتب بسيط بدلا من التسول أو السرقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق