وفاة 10 ملايين شخص بسببها..

مزارعون يحقنون الدواجن بمضادات حيوية مجرمة دوليا: أدوية فراخ فيها سم قاتل

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 10:00 ص
مزارعون يحقنون الدواجن بمضادات حيوية مجرمة دوليا: أدوية فراخ فيها سم قاتل
تحصين الدواجن
سلمى إسماعيل

 
 
يحقن أكثر من مائتي ألف مزارع مصري، الدواجن بالمضادات الحيوية البشرية «السيفوتاكس» و«الجنتاميسين» حتى الآن، وحسب دراسة أجرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية في مايو 2016 ثبت أن 10 ملايين شخص حول العالم، قد يموتون بحلول 2050. وسيفارق الحياه شخص واحد كل 3 ثوان بسبب الطيور التى يجرى إطعامها بمضادات حيوية لتسمن بسرعة، لا سيما أن عدم التصدي للمخاطر القائمة في أقرب وقت سيكبد العالم فاتورة صحية قدرها 100 مليار دولار بانتصاف القرن الحالي.
 
وأجرت«صوت الأمة» استطلاعا للرأي، صوت من خلاله 450 مزارعا مصريا من خلال «جروب ملتقى مربى الدواجن بالعالم العربي»، الذي يبلغ عدد أعضائه 280 ألف مزارع، على موقع «فيسبوك»، وأجاب 95 % من المعلقين على المنشور الخاص بنا باستخدامهم عقار «السيفوتاكس» البشري لحقن الدواجن، مؤكدين أن العقار السالف ذكره لا يؤثر على حياة الطيور، إلا أن المادة الفعالة به «السيفوتاكسين» تترسب في كلى وكبد الطيور، ويبقى أثره في لحمها ومن ثم ينتقل للإنسان، فيما أكد 10% منهم استخدامهم عقار «الجنتامايسين» البشري في حالة ارتفاع نسبة النفوق أو الاقتراب من خسارة المزرعة بالكامل بسبب قوة مفعول هذا العقار الذي يؤدي لوفاة الطيور أو إيقاف نفوقها ثوان قليلة بعد الحقن.
 
الدكتور خالد العامري، نقيب البيطريين قال لـ «صوت الأمة»: إن هناك 4 مضادات حيوية يتم تداولها في الأسواق بطرق غير قانونية في مجال الطب البيطري، أهمها السيفوتاكس خاصة في مزارع الدواجن، ويعتبر من المضادات الحيوية الأكثر مبيعًا، ومزارع الدواجن في مصر تستخدمه رغم أنه مضاد حيوي بشري، لذلك حقق أعلى مبيعات لمصانع الدواء البشري، بسبب إقبال المزارعين عليه، الأمر الذي يخالف القانون.
 
وأضاف: «المضاد الحيوي الجنتامايسين دواء له أثر تراكمي في جسم الطائر من 90 إلى 100 يوم، إلا أن المزارعين يحقنونه ثم يذبحون الدواجن بعدها بـ 3 أيام». في جولة قامت بها «صوت الأمة» في مزارع المنصورة، لاحظنا اتجار المزارعين في الأدوية البيطرية في غياب الفريق الطبي، فضلا عن تطعيم الدواجن بالأدوية البشرية.
فراخ
 
التقينا بـ «س. ع» مهندس زراعي ومربى دواجن، في أحد معامل التفريخ وأوضح كيفية استخدام الأدوية البشرية للدواجن قائلًا: «الأمر متوقف على المسافة التي تقطعها سيارات نقل الكتاكيت، فكلما زادت المسافة زادت معها جرعات محاليل الجفاف البشرية في تطعيم الكتاكيت»، لافتا إلى أنه بعد الانتهاء من تطعيم الجفاف، يتم عمل اختبار حساسية لمعرفة أنسب مضاد حيوي لحل أمراض التنفس والجهاز المناعي في ثلاثة أيام، لتبدأ مرحلة تطعيم الفيتامينات والأملاح المعدنية في عمر 10 أيام.
 
وأضاف أنه عند بلوغ الكتكوت 14 يوما يطعم بأوكسيديا لمدة 6 أيام ووفقًا لجدول الأدوية، في اليوم العشرين يحقن بمضادات حيوية واقية لأمراض التنفس، لافتا إلى أنه في كثير من الأحيان نستخدم المضادات الحيوية البشرية رغم ارتفاع سعرها، وتواجهنا مشكلة مدة سحب الدواء من لحم الطائر، بسبب أن بعض الأدوية مدتها من 20: 30 يوما، في حين أن دورة تربية الدواجن 32 يوما.
 
 
«إسلام. ف» مهندس تفريخ في أحد معامل المنصورة قال: «الكتكوت من أول خروجه للمزارع يتعرض لنوعين من الأمرض، الأول مرض فيروسي يسبب التهاب غدة البرسا، والثاني أمراض النيوكاسل وإنفلونزا الطيور التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع 3 H9 .H5.H7، والأخير هو طاعون الفراخ الذي أودى بحياة مواطنين في محافظتي سوهاج وأسيوط عامي 2007 و2008، متابعًا أن مشكلة إنفلونزا الطيور تكمن في تحور الفيروس كل سنة.
 
وقال إن البيض يحقن بـ «فريكلون» وهو حقن مناعي ضد «النيوكاسل» يتم خلال سحب الأجسام المناعية في البيضة وحقنها في الأخرى، وبعد أخذ هذه الأجسام نضعها في مياه للكتاكيت في المزرعة، وننتظر نمو الكتكوت عند حجم معين يتم حقن المضادات الحيوية. وتابع: في حالة واحدة فقط يلجأ المربي لحقن الجنتامايسين، إذا ارتفعت نسبة النفوق في مزرعته وتعرضت «الفراخ» إلى الموت، لأن الجنتامايسين مجرم دوليًا، ولا يحقن إلا للخنازير والحمير والحيوانات ذوات الأربع فقط.
 
وأضاف: «أنا باحقن سيفوميد وسيفوتاكس بشرى قبل البيع بيومين لكى تظهر الفرخة فى حالة إفاقة تعجب المستهلك ويشتريها، وطبعًا الفرخة ممتلئة مضاد حيوى، وطبيعى هيتنقل للإنسان».
 
كتاكيت
 
 
بيع 42 ألف دجاجة محقونة مضادات حيوية بالمنصورية
 
في منطقة أبوررواش بالمنصورية، تم بيع 42 ألف دجاجة محقونة مضادات حيوية قبل نزولها الأسوق بثلاثة أيام، أي قبل انتهاء مدة سحب السيفوتاكسين من جسم الطير. الدكتور أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان، قال إن جميع لحوم الدجاج بها مضادات حيوية، إلا أن بعضها ينتهي مفعولة عند طهي الدجاجة في درجة حرارة 100 درجة مئوية، لكن هناك البعض الآخر من المضادات الحيوية قوية المفعول ويبقى أثرها بعد الطهي. 
 
استشارى تربية الدواجن المهندس عاطف عبدالدايم، قال إن عقار السيفوتاكس يوجد منه نوعان أولهما «بشري» ويزداد الإقبال عليه في علاج الدواجن، والثاني بيطري لا يتماشى مع أجسام الدواجن بسبب ضعف المادة الفعالة به، الأمر الذي يدفعنا إلى مزاحمة البشر في أدويتهم.
 
وأكد «عبدالدايم» لـ «صوت الأمة»، أن هناك تشابها في عدد كبير من الأدوية البيطرية ومثيلها في البشرية، لافتًا إلى وجود السيفوتاكس، والأموكس والبنسلين، ويستعمل كلا النوعين للحيوانات، متابعا ما يحكم الأمر الضمير الأخلاقي والعلمي للمربى.

الأمن يحظر تداول الجنتاميسين
كانت مديرية الطب البيطري بالشرقية تسلمت منشورًا في 25 إبريل 2016 من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، يحظر تداول 16 صنفاً من الأدوية البيطرية، بعد ثبوت خطورة المادة الفعالة المكونة وتسببها في أضرار جسيمة لصحة الإنسان.
 
أكد الباز السيد أحمد، مفتش التموين الطبي بإدارة الخدمات بمديرية الطب البيطري بالشرقية، أن الأنواع تضمنت كلا من: «إنرو فلوكساسين، سيبرو فلوكساسين، نور فلوكساسين، دانو فلوكساسين، والجنتاميسين وهي مجموعة من المضادات الحيوية محظور استخدامها في الإنسان للأطفال دون 12عاما لخطورتها على صحتهم، ومنعا لوصولها إليهم بصورة غير مباشرة عن طريق بقايا هذه المضادات في اللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان، وتم منع تسجيلها وحظر تداولها في المجال البيطري، حرصاً على صحة وسلامة الإنسان.
 
مزرعة دواجن
 
وأضاف مفتش التموين الطبي، أن بعض هذه المضاد الحيوية قوية وفعالة وأساسية في علاج السل الرئوي في الإنسان، وحرصا على استمرارية كفاءتها العلاجية تم منعها في المجال البيطري، لافتًا لى أن «كيتاساميسين، بيكوزاميسين، وسيفتازيديم»، تم إيقاف تسجيلها وحظر تداولها في المجال البيطري، أما «تيلوزين + أوكسي تتراسيكلين وتيلوزين + كوليستين وكوليستين + فلوموكوين وسبكتينوميسين + كلينداميسين» تم إيقاف تسجيل هذه التركيبات الأربعة وحظر تداولها بيطرياً.
 
وأوضح أن «الجنتاميسين» المسجل الآن هي العبوات 50 مللي حقن أما عبوات 100 مللي حقن أو التي يزيد تركيزها على 10 % فهي للتصدير فقط والجنتاميسين يستخدم فقط في علاج الخيول والقطط والكلاب ويحظر وصوله للإنسان بطريق غير مباشر لسميته الشديدة.

المؤسسة العالمية للدواء تؤكد «السيفوتاكس» الأكثر مبيعًا في مصر
ونشر تقرير صادر عن مؤسسة «IMS» العالمية للمعلومات الدوائية، أن الـ 20 دواء الأكثر مبيعًا في مصر من حيث المبالغ المالية، خلال النصف الأول من العام الماضي من شهر يناير وحتى يونيو 2017، أغلبها مضادات حيوية ومسكنات وأدوية الأمراض المزمنة كالكوليسترول والقلب والسكر، وجاء عقار «سيفوتاكس»- مضاد حيوي- في المركز السابع بمبلغ 123مليونا و459 ألف جنيه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق