محطات في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب.. منع إسرائيل واغتيال فرج فودة بعد مناظرة

السبت، 20 أكتوبر 2018 07:00 م
محطات في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب.. منع إسرائيل واغتيال فرج فودة بعد مناظرة
هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب ومعرض القاهرة الدولي الحالي
وجدي الكومي

تستعد وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، لإطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين، في الفترة من 23 يناير، حتى الخامس من فبراير القادم.لوجو معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين

لوجو معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين

 

وينطلق المعرض القادم في مقر جديد، هو مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وضيف الشرف هو جامعة الدول العربية، وشخصية المعرض مخصصة للراحلين الدكتور ثروت عكاشة، والدكتورة سهير القلماوي.

 

وتعتبر هذه الدورة، خاصة جدا، نظرا لأن وزارة الثقافة سوف تحتمل بيوبيل المعرض الذهبي، وعامه الخمسين، ومثل معرض القاهرة الدولي للكتاب مناسبة سنوية كبرى، تحتفل فيها مصر احتفالا غير عاديا بثقافتها، وهويتها، وتسلط الضوء على منجز أبنائها الفكري، ونتاجهم، ويكون هذا المعرض بمثابة مناسبة كبرى، لتلاقح أفكار، وإبداعات، ونقاشات، وعبر تاريخ المعرض، حدثت مناظرات، وألقيت ندوات، كما كان المعرض محورا للعديد من الأحداث المهمة في تاريخ مصر الاجتماعي والفكري والسياسي.

فرج فودة ضحية مناظرة معرض الكتاب
فرج فودة ضحية مناظرة معرض الكتاب

 

انطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب للمرة الأولى عام 1969، مع رئاسة الدكتورة سهير القلماوي للمؤسسة المصرية للتأليف والنشر، التي صارت فيما بعد الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتم إقامة المعرض في أرض المعارض بمنطقة الجزيرة، بجوار مركز شباب الجزيرة، وكان عدد الناشرين وقتها 100 ناشر، قدموا من 5 دول، وحسب تقرير صحفي منشور على صفحة المعرض بموقع فيسبوك.

كانت القاهرة عام 1969، تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة ثروت عكاشة الاحتفال بالمناسبة ثقافية، فكان مولد معرض القاهرة الدولي للكتاب.

كان ظهور معرض القاهرة الدولي للكتاب وتنظيم الفعالية الثقافية، بمثابة تكريس لمركز القاهرة كعاصمة عربية كبيرة، مما جعل الغيرة تشتعل في قلب إسرائيل، عدو مصر التاريخي، فكانت أن طاردت إسرائيل الناشرين الذين شاركوا في هذا المعرض، ووضعتهم في القائمة السوداء، في دورة هذا العام.

توالت السنوات، وحلت دول عديدة ضيوف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب، عبر دوراته المختلفة، ففي دورة عام 2007، كانت إيطاليا ضيف شرف المعرض، وفي دورة عام 2006 الثامنة والثلاثين حلت ألمانيا ضيف شرف المعرض، وفي دورة عام 2010، حلت مصر ضيف شرف معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.

جماهير مناظرة فرج فودة والغزالي
جماهير مناظرة فرج فودة والغزالي

 

كما استضافت مصر الجزائر في دورة العام الماضي، كضيف شرف، والبحرين عام 2016، والكويت ضيف شرف عام 2014، والإمارات عام 2008، والسعودية عام 2015، وليبيا عام 2013، والمغرب عام 2017، والصين عام 2012، فيما تأجلت دورة المعرض عام 2011، آبان الثورة.

محمد الغزالي
محمد الغزالي

 

ولعل أبرز المحطات التي شهدها معرض القاهرة الدولي للكتاب عبر تاريخه، كانت محطة مشاركة إسرائيل في دورة المعرض الرابعة عشر، عام 1981، حينما ترأس الشاعر الكبير الراحل صلاح عبد الصبور، هيئة الكتاب، وتلقى أمر من الرئيس السادات بمشاركة إسرائيل في دورة المعرض المنتظرة، بعد توقيع اتفاقية السلام.

في أغسطس عام 1981، اعترض المثقفون على مشاركة إسرائيل بالمعرض، وخلال جلسة جمعة صلاح عبد الصبور بعدد من أصدقائه الشعراء، وفناني الكاريكاتير، تلقى الأول نقدا لاذعا من رسام الكاريكاتير بهجت عثمان، حول قبوله تكليف السادات باستضافة إسرائيل، واتهمه عثمان وآخرون بالتطبيع.

توفي صلاح عبد الصبور بأزمة قلبية بعد السهرة التي جمعته بأصدقائه، متأثرا بألمه من الاتهامات التي تلقاها بالتطبيع

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور

 

وعلى الرغم من التكثيف الأمني حول جناح إسرائيل بالمعرض، احتشد الشباب المصري الرافض للتطبيع الثقافي مع إسرائيل واقتحموا الجناح بالقوة، وحرقوا العلم الإسرائيلي، وفشلت مشاركة إسرائيل في المعرض، فكانت هذه أول وآخر مشاركة لإسرائيل في معرض الكتاب.

أما دورة المعرض الملتهبة، التي شهدت مناظرة فكرية أودت بحياة أحد أطرافها، فكانت في التسعينات، تحت رئاسة سمير سرحان، إذ أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب في الأول من يونيو عام 1992 أن هذا العام سيشهد مناظرات حول موضوعات شائكة في معرض الكتاب، تحت عنوان مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان أطراف المناظرة الشيخ محمد الغزالي، والمستشار محمد مأمون الهضيبي، والدكتور محمد عمارة، وفي مواجهتهم فرج فودة، رئيس حزب المستقبل آنذاك والدكتور محمد أحمد خلف الله، العضو البارز بحزب التجمع.

انتهت المناظرة التي أدارها سمير سرحان، وحضرها ما يقرب من 30 ألف شخص، وفي الثامن من يونيو بعد أسبوع فقط من المناظرة، أغتيل الكاتب الصحفي الكبير الراحل فرج فودة.

تولى رئاسة معرض الكتاب سهير القلماوي في الفترة من 1969 حتى1971، وتلاها محمود الشنيطي حتى عام 1978، وكان أستاذا بكلية الآداب، ورئيسا لقسم المكتبات، وعام 1979 تولى رئاسته سعد الدين وهبة، ثم أعقبه صلاح عبد الصبور وتلاه عز الدين إسماعيل، وتلاه سمير سرحان، الذي تعتبر رئاسته للمعرض أطول فترة لرئيس معرض الكتاب، وأعقبه لعام واحد الدكتور وحيد عبد المجيد، ثم تولى رئاسة المعرض بعده الدكتور ناصر الأنصاري، حتى وفاته عام 2009، وتولاه بعده الدكتور صابر عرب، لكنه لم ينظم المعرض إذ شهد تأجيله عام 2011، وتولى رئاسته الدكتور أحمد مجاهد، ثم الدكتور هيثم الحاج علي رئيس المعرض الحالي، ورئيس هيئة الكتاب.

كان أكثر الرؤساء المصريين الذين حرصوا على افتتاح دورات معرض الكتاب، هو مبارك، وكان يتفقد الأجنحة، ثم يعقد لقاءا ثقافيا مع الكتاب والمثقفين، فيما افتتح محمد مرسي معرضا واحدا، أما الرئيس السابق عدلي منصور، فافتتح دورة واحدة أيضا، فيما افتتح المهندس إبراهيم محلب دورة معرض الكتاب في عهد الرئيس السيسي، وكذلك المهندس شريف إسماعيل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق