«منصات التكنولوجيا» تضع مستقبل صناعة الصحافة في مهب الريح (التفاصيل الكاملة)

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 11:00 ص
«منصات التكنولوجيا» تضع مستقبل صناعة الصحافة في مهب الريح (التفاصيل الكاملة)
أرشيفية

 
 
تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى غرف مفتوحة لبث الشائعات والأخبار المغلوطة، ونشر السموم الاجتماعية والدعايا المزيفة، والأخبار المفبركة حول العالم، والتي يتداولها رواد تلك الصفحات الوهمية التي تعمل تحت مظلة شركات التكنولوجيا، دون وعي أو إدراك لحقيقة الأغراض التي تعمل من أجلها، الأمر الذي سخر إمكانيات الصحافة حول العالم للكشف عن تلك المشكلات، ما أدى إلى اسغلالهم دون مقابل.
 
تحول وسائل الإعلام للكشف عن تلك الشائعات، أدى إلى استغلال صناعة الصحافة دون مقابل، وهو مايهدد مستقبلها، لاسيما وأن تلك المنصات سيطرت على سوق الإعلانات في الأونة الأخيرة، الأمر الذي تجاوز مضمون الرسالة المنشورة عليها وتناوله بالتحليل، إلى طرح وحل مشكلات تلك الشبكات التي تهدد المجتمعات بسمومها.
 
 
في العام 2017، ولأشهر ممتدة، وخلال أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، والحديث المشتعل حول هذا الأمر، كشفت وسائل الإعلام عن وجود عدد كبير من الصفحات الوهمية، والحسابات المزيفة، التي تقوم بنشر أخبار مفبركة، ومعلومات مغلوطة، على المستوى الخاجي، والمحلي الأمريكي، بالإضافة إلى الكشف عن تسريب بيانات ملايين من مستخدمي منصات «فيس بوك»، والذي استمر حتى الأسابيع القليلة الماضية.
 
 
ونتيجة هذا الخلل في تأمين المنصات التكنولوجية الأمريكية لبيانات عملائها من الأخبار والدعايا المفبركة، بات الاعتماد على صناعة الصحافة حتميا للكشف عن تلك المشكلات، والتي جاء على رأسها مجابهة الأخبار المغلوطة، ما وجه اهتمام «تويتر، وفيس بوك» لمواجهة تلك الأزمات، وبالتالي فإن الصحافة العالمية باتت تتحمل أخطاء ومشكلات الشركات التكنولوجية صاحبة تلك المنصات.
 
 
صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نشرت تقريرا أكدت خلاله على ضرورة أن تتحمل تلك الشركات مسؤوليتها عن الأخبار المغلوطة، والشائعات، التي تُبث عبرها، كشمكلة نظامية تحتاج إلى وجود آليات محددة تتعامل بها معها، بدلا من التعامل مع كل حالة على حدة، مشيرة إلى أن تلك المعلومات الخاطئة جعلت الصحفيين يتعاملون معها كمشرفين على المتحوى المنشور على تلك الصفحات، بدون مقابل، في الوقت الذي تمتلك فيه تلك الشركات جميع الأدوات المتاحة لها  والتي تمكنها من العثور على ما يكشفه الصحفيون دون أن تبذل أي جهدا لتحقيق ذلك.
 
 
وتقدمت الصحيفة بطلب إلى إدارة «فيس بوك»، لإلغاءعددا من الحسابات المرتبطة بجيش «ميانمار»، وخلال متابعة تلك الصفحات تم الكشف عن أخرى تهتم في ظاهرها بالترفيه والصحة والجمال، إلا أن منشوراتها تعادي «الروهينجا»، وذلك على الرغم من دراية إدارة تلك المنصة بالمشكلة بشكل كامل منذ نحو عام على الأقل، وأكدت «نيويورك تايمز»، أنه يمكن لشركات التكنولوجيا الحد من تعاملات تلك الصفحات الوهمية، كونها تمارس حقوقها في حماية المستهلك وتدقيق المتحتوى، كما أنها على عكس صناعة الصحافة، يمكنها بكل سهولة تغيير الحوافز التي تبقى على إنتاج تلك الظواهر المقلقة على شبكات الإنترنت.
 
وشددت صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية»، من تأكيداتها بضرورة إلقاء الضوء على حملات التضليل المنسقة عبر تلك الصفحات والمنصات، والتي تشتعل في كل مكان بالعالم، مشيرة إلأى أن المسألة تجاوزت قضية الصحافة والتعامل مع كل أزمة على حدة، إذ أنها مشكلة يمكن أن تلعب دورا هاما في تغيير مسارات المجتمعات في قضية ما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق