مين قال تقاليع؟.. الاكستشن وصبغة الشعر ومستحضرات التجميل أصلها فرعوني

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 12:00 ص
مين قال تقاليع؟.. الاكستشن وصبغة الشعر ومستحضرات التجميل أصلها فرعوني
إسراء بدر

دخلت الأم غرفة إبنتها العشرينية فوجدتها تقف أمام المرآة تضع لمسات من مستحضرات التجميل وتنسق شعر بالقليل من الـ "اكستينشن"، فقالت باستهزاء "معرفش بنات اليومين دول والتقاليع اللى بيطلعوها هايعملوا ايه تانى، على أيامنا مكنش فيه لا اكستنشن ولا حاجة"، انشغل بال الفتاة بهذه الكلمات لتحاول البحث عن متى ظهرت هذه التقاليع كما تطلق عليها أمها، وفى رحلة البحث اكتشفت المفاجأة.

 

فعندما بحثنا عن تاريخ ظهور مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والبشرة فنجدها تعود إلى أيام الفراعنة، ولا تنسب لفتيات العصر الحالى، ومن أبرز هذه الأشياء الـ "اكستنشن" وصبغة الشعر والكحل وأحمر الشفاه الـ "روج" وهو ما نوضحه فى السطور التالية.

897

الاكستنشن

منذ سنوات معدودة عثر علماء الآثار على جمجمة امرأة فرعونية عمرها أكثر من 3300 عام بها 70 وصلة شعر "اكستنشن"، وأكدت "جولاندا بوس" عالمة الآثار فى حوار لموقع "هافينجتون بوست" الأمريكى أن الفراعنة كانوا يهتمون بشكل الشعر حتى بعد الوفاة لذلك تم تركيب وصلات الشعر قبل دفن تلك السيدة التى عثروا على جمجمتها، مشيرة إلى أن تسريحات الشعر كانت جزءا من الحياة اليومية فى العصر الفرعونى، وأن هذه الجمجمة واحدة من بين 28 جمجمة محتفظة بالشعر على هيئة ضفائر، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ولكن عثر العلماء على جمجمة لسيدة بشعر مصبوغ ربما لإخفاء الشعر الأبيض.

 

وهو الأمر الذى يوضح أن خصلات الشعر والصبغة ليس من اكتشاف الأجيال الحالية ولكنها تعود إلى العصر الفرعونى.

 

800px-AncientEgypt-LadyApplyingCosmetics-ROM

الكحل والماسكرا

من أهم مستحضرات التجميل فى الوقت الحالى وأبرزها هو الكحل والماسكرا لإضافة لمسة جذابة للعيون وأصبحت لا غنى عنها فى أدوات التجميل الخاصة بالمرأة حاليا، ولكنها لا تندرج ضمن قائمة التقاليع، حيث كانت المرأة الفرعونية أول من استخدم الكحل منذ أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد والماسكرا أيضا، وكان لم يقتصر استخدام الكحل على النساء فقط بل استخدموه الرجال أيضا فى مصر الفرعونية لأكثر من هدف أبرزهم توسيع العين، وحماية العين من "العين الشريرة"، وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 عاد الكحل ليصبح موضة، ولكن بشكل متطور، حيث كان الكحل قديما أسود داكنا ثقيلا وأخذ يتطور ليظهر الكحل السائل والقلم، وتطورت أيضا مستحضرات التجميل للعين ليظهر مظلل الجفون ومحدد العين بأشكال وألوان مختلفة.

 

أحمر الشفاه

الـ "روج" أو أحمر الشفاه لم يكن ضمن التقاليع الظاهرة فى العصر الحالى ولكن يعود ظهوره إلى إلى بلاد ما بين النهرين والتى تعرف باسم العراق اليوم منذ أكثر من 5000 عام، حيث كانت النساء تطحن نوعًا من الأحجار الكريمة وتضعها على شفاهها وأحيانًا حول العين لغرض التجميل.

كما اخترع المصريون القدماء نوعًا من أحمر الشفاه ذى اللون الأحمر المائل للبنفسجى وصنعوه من أعشاب البحر واليود والبرومين والذى كان نوعًا سامًا من أحمر الشفاه ويؤدى لمضاعفات خطيرة على الجسم أما كليوباترا فقد استخدمت أحمر شفاه مصنوعًا من نوع من الخنافس يعطى صبغة حمراء داكنة بإضافة نمل ومادة مستخرجة من صدف إحدى الحيوانات البحرية، حيث كان الهدف من أحمر الشفاه فى مصر القديمة بخلاف التجميل إرضاء الآلهة.

16079898201472378326

وفى عام 1000 ميلاديا اخترع العالم العربى الأندلسى أبو القاسم الزهراوى أول أحمر شفاه صلب، وانتشر أحمر الشفاه فى انجلترا فى القرن الـ 16 الميلادى خلال فترة حكم إليزابيث الأولى حيث كان أحمر الشفاه يصنع من شمع النحل وصباغ نباتى أحمر، ومع مرور الوقت تطور شكل وصنع أحمر الشفاه لنجده حاليا بأشكال وألوان متعددة، ويكون العنصر الأساسى فى مستلزمات تجميل المرأة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق