شادية.. قصة تكريم الفنانة الراحلة بإطلاق اسمها على دورة مهرجان الموسيقى العربية

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 05:00 م
شادية.. قصة تكريم الفنانة الراحلة بإطلاق اسمها على دورة مهرجان الموسيقى العربية
شادية
وجدي الكومي

خطوة صحيحة اتخذتها أخيرا وزارة الثقافة بتكريم الفنانة الكبيرة الراحلة شادية، في مهرجان الموسيقى العربية المزمع تنظيمه الشهر المقبل، وهو التكريم الذي يأتي بمثابة رد اعتبار متأخر للدلوعة، التي تركت إرثا موسيقيا غنائيا ثريا وواسعا.

شادية ونجيب محفوظ
شادية ونجيب محفوظ

كانت وزارة الثقافة قد عقدت مساء أمس مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل فعاليات مهرجان الموسيقى العربية السابع والعشرين في المستوى الأول بالمسرح الكبير، بحضور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا، والفنانة جيهان مرسي مدير المهرجان، وكشف مجدي صابر أنه تم البدء في تجهيزات مهرجان الموسيقى العربية فور توليه منصبه في رئاسة الأوبرا بشهر ونصف، وهذه الدورة من المهرجان تحمل اسم الراحلة شادية، ومهداة للراحل ميشيل المصري وعازف الكمان الراحل سعد محمد حسن.

الفنانة الراحلة شادية
الفنانة الراحلة شادية

untitledhg

شادية التي تجري في عروقها دماء تركية من ناحية الأم، نشأت في حدائق ومزارع الملك فاروق في أنشاص الرمل في محافظة الشرقية، ومن بين هذه الحدائق والورود الغنّاء ستنطلق شادية، أو فاطمة محمد شاكر، لتقطع طريقا طويلة، حافلة بالنجاح، والإبهار، وتصبح أول نجمة شاملة، تغني، وتمثل، ونجمة مسرح تقاضت في الثمانينات أعلى أجر من بين أقرانها الذين وقفوا على المسارح "80 ألف جنيه". وأول من احتلت شباك التذاكر لربع قرن، وأول من حملت أفلامها السينمائية أسماء أدوارها ومنها "الزوجة رقم 13" و"مراتي مدير عام" و"معبودة الجماهير" و"لواحظ" و"المرأة المجهولة" و"التلميذة".

حينما تسمع أغنيتها "أنا يا روحي أنا" التي لحنها بليغ حمدي، وكتب كلماتها عبد الوهاب محمد، نشعر بالعجب من قوة صوتها، وتميزها الغنائي، وإمكاناتها الهائلة.

الدلوعة
الدلوعة

 

 أو استمع إلى أغنيتها "إن راح منك يا عين" التي لحنها لها منير مراد، لتكتشف أنها أسطورة، ولا تصلح أبداً أن تكون دلوعة.

 هي الفنانة الهائلة، التي جسدت أدواراً متناقضة ومتجانسة في الوقت ذاته، بما يكشف موهبتها العميقة الفذة. لعبت دور الزوجة اللعوب في فيلمها "إرحم حبي" و"الطريق" والعاهرة الماكرة - حميدة تشرشل حسب تقرير صحفي نشره جليل البنداري في مجلة "آخر ساعة" العام 1963 أثناء تصوير فيلم "زقاق المدق"- هي أيضا العاهرة الوفية "نور" في "اللص والكلاب"، والأم المحطمة في "المرأة المجهولة"، والريفية الساذجة في "ميرامار"، وغيرها الكثير من الأدوار التي تجعلك تتعجب.. من يوزع ألقاب الفنانات في مصر؟ وكيف يمنح أحدهم، شادية، لقب "الدلوعة"، ويمنح أخري لم تقدم فناً هائلاً كذاك، لقب "سيدة الشاشة العربية"؟!!

5024336-1812790704

سارت شادية في الطريق الطويل الذي رسمته لنفسها وسط مصاعب حياتية كثيرة، على رأسها دراما هدمت حياتها الاجتماعية ثلاث مرات، بدأت بانهيار قصة حبها الكبيرة إثر مقتل حبيبها العام 1948، وقبلها بعام كانت بدايتها الفنية في فيلم "المتشردة" الذي لعبت بطولته حكمت فهمي، حيث أدت شادية في الفيلم "غنوة"، وظهرت حكمت كأنها هى من تغنيها، وأعقب ذلك ظهورها في مشهد واحد بفيلم "أزهار وأشواك"، ثم مثلت في "العقل في إجازة"، وكُتب لها أن يكون كمال الشناوي رفيق البدايات وقدّما سوياً بعد ذلك 25 فيلماً.

شادية في نحن لا نزرع الشوك
شادية في نحن لا نزرع الشوك

 

حينما نستمع إلى أغنيتها "خلاص مسافر" نشعر أنها تعبر عن الأم التي تودع ابنها الذاهب إلى رحلة سفر طويلة، أو الذاهب إلى الحرب، نشعر أيضا أنها تعبر عن الزوجة التي تودع زوجها للمرة الأخيرة، أو الابنة التي تودع أبيها، وحينما نستمع إلى أغنيتها الجميلة "إن راح منك يا عين" تشعر بسحر صوتها ينفذ إلى أعماقك، ويربط على وتر قلبك، خاصة حينما تردد مقطع "ولا يهمك يا عين..هيروح من قلبي فين".

تستحق شادية تكريمها في مهرجان الموسيقى العربية كما فعلت وزارة الثقافة، نظرا للإرث الغنائي الكبير الذي تركته الراحلة والذي بزت فيه أقرانها من الفنانات المطربات، مثل نجاة الصغيرة، وغيرهن.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق