نجيب سرور.. عن شاعر التمرد والثورة في ذكرى رحيله

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 06:00 م
نجيب سرور.. عن شاعر التمرد والثورة في ذكرى رحيله
نجيب سرور
وجدي الكومي

آمنت بالحب..من فيه يباريني

والحب كالأرض..أهواها فتنفيني

إني أصلي ومحراب الهوى وطني

فليلحد الغير ما غير الهوى ديني

رحل الشاعر الكبير نجيب سرور في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1978، ووُلد عام 1932، وما بين التاريخين صار أيقونة لأدب التمرد، إذ عبر من خلال أشعاره، وقصائده، ومسرحياته عن مواقفه السياسية المعارضة لسياسات عبد الناصر، والسادات.

نجيب سرور
نجيب سرور

 

في إهداء كتابه الشعري "لزوم ما لايلزم" يقول نجيب سرور: إلى الذي علمني الشعر والثورة، إلى أبي وإلى الذي أعيش من أجل أن أراه بين أحضان مصر، إلى ولدي الغريب، وإلى ساشا كورساكوفا، ثم من قبل وبعد، إلى أمي.

عاش نجيب سرور حياة دراميا، اصطدم فيها بنظام عبد الناصر، كانت نشأته في قرية إخطاب محافظة الدقهلية، عام 1932، ومثل العديد من الشعراء الذين نشأوا في الريف، شب نجيب سرور مرهف الحس، اقترب في صباه من كتب الأدب والشعر وأحب الطبيعة، بحكم نشأته في القرية، وفي مرحلة الثانية وُلد داخله الشاعر الذي صار عليه فيما بعد، فالتحق بكلية الحقوق، ثم تركها، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومنه حصل على الدبلوم وبدأ من المعهد حب المسرح، والتعلق به، ثم سافر إلى الاتحاد السوفيتي – آنذاك- مثل غيره من المبدعين والكتاب الذين سافروا في منح دراسية إلى موسكو، لدراسة الإخراج المسرحي، وهناك بدأت دراما صدامه بنظام عبد الناصر، ومعارضته له، فغادر إلى المجر، ومنها إلى مصر عام 1964.

كتب نجيب سرور مسرحية انتقد فيها ما تعرض له الفلسطينيين على يد الحكومة الأردنية عام 1971، كان عنوانها "الذباب الأزرق" وهو ما جعل الأردن تغضب من انتقادها في المسرحية، وتدخلت لدى مصر لإيقاف عرض المسرحية، مما تسبب في تعرض سرور للحبس والملاحقة الأمنية.

في كتابه المهم "هموم الأدب والفن" يتناول نجيب سرور الإخراج المسرحي، وفن المسرح عموما، وكذلك موضوعات عن الشعر ودانتي ومرارة الخبز الغريب، ومقدمة في أدب الأرض المحتلة.

يقول نجيب سرور في فصل الكتاب المعنون "مقدمة في أدب الأرض المحتلة": نحن العرب في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في أشياء كثيرة، إن لم أقل في كل شيء تم الاتفاق أو الاصطلاح عليه، وبخاصة تلك الأشياء التي رحلناها إلى خانات البداهة والمفروغ منه.

يطرح سرور في هذا الجزء من الكتاب رأيه في إعادة النظر في شعر المقاومة، بقوله: ماذا لو حاولنا إعادة النظر في شعر المقاومة؟ هنا احتمالات الخيانة والطعن في الظهور العارية والتحالف الضمني أو الصريح مع أعداء المقاومة، وأعداء العروبة، وأعداء التحرر الوطني وأعداء فلسطين بالذات، مما يعني الوقوف مع الأخطبوط الصهيوني بكل ما يمثله.

يقول سرور: هل يمكن أن يزدهر الأدب العربي والشعر خاصة في أحضان الأخطبوط الصهيوني؟ وكيف يمكن هذا لشعر المقاومة بالذات، في ظل السيطرة الصهيونية العنصرية الفاشية؟

ويلفت سرور إلى أن شعر المقاومة يندرج كلا وتفصيلا وبلا استثناء تحت ما يسمى في المصطلح الشعري بالشعر الغنائي، الذي كان منذ أقدم العصور، وما يزال حتى الآن نوعا أو شكلا أو إناء شعريا محدود السعة والإمكانيات التعبيرية، ونطاق التأثير.

كتب نجيب سرور مسرحيته الشهير ياسين وبهية" عام 1965، التي اشتهرت بهجائها لقيم الرأسمالية، وانحيازها الواضح للفلاحين واليساريين المصريين، حيث يروي نجيب سرور مأساة الفلاح المصري، وصراعه مع فساد الإقطاعيين، "ياسين وبهية" هي أيقونة أدب نجيب سرور المتمرد، وإحدى علاماته المسرحية التي تستخدم المسرح كأداة للثورة والتحريض، وتأجيج الطبقات المقهورة ضد التسلط والفساد.

"ياسين" بطل مسرحية نجيب سرور، أجير ينتمي للأرض والطين، تدور أحداث المسرحية في قرية بهوت في الريف المصري، ويروي سرور في إحدى عشرة لوحة قصة حبه لبهية، وعجزهما عن الزواج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبالطبع بسبب مقتل ياسين ووضع الباشا الإقطاعي يده على أرضه.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق