الكرش الذي أصبح لاعبا "على ما تفرج".. رحلة "ميدو" في الفشل من الملاعب للشاشات

الأحد، 28 أكتوبر 2018 03:10 م
الكرش الذي أصبح لاعبا "على ما تفرج".. رحلة "ميدو" في الفشل من الملاعب للشاشات
ميدو

تتفق أو تختلف مع أحمد حسام ميدو، أو عن طريقته ودخوله عالم كرة القدم من باب الاستوديوهات، لكن لن تستطيع إنكار أنه أفضل من أنجبت الكرة المصرية في "بيع الكلام"، فقليلون من لديهم الموهبة في الصيد بالماء العكر والخروج بملابس نظيفة، حتى لو خالف ذلك ما تشدق به من مبادئ في البداية، لكن المصلحة تقتضي ذلك.
 
المقتنعون بالعالمي كما يحبون أن يطلقوا عليه، ويرقى له هذا الوصف، إعجابهم ليس مرتبطا بتاريخ اللاعب في كرة القدم أكثر من خناقاته على الشاشات، فلغة كرة القدم لا تعرف غير الأرقام، وأرقام العالمي تقول إن جهوده لا ترقى للمقارنة بلاعبين صنعوا التاريخ في الكرة المصري، أو حتى لاعب ناشئ بإحدى الأندية الصاعدة حديثا إلى أضواء الدوري الممتاز، لو توفر له مسيرة احتراف مثلا توفرت لميدو نفسه.
 
5
 
 
لم يكن موسم «2006-2007» هو العجاف فقط في مسيرة ميدو، فقد خاض 9 مواسم شارك خلالها في 80 مباراة وسجل خلالها 16 هدفًا فقط، ولكن يبدو أن مسيرته كانت كلها عجاف، فلاعب أطلق على نفسه العالمي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقاضى أجرا أقل من راتب سباك عندما بدأ مسيرته الاحترافية في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، وأن يكون سجله كامل في مسيرته داخليا وخارجيا، بعدما لعب 315 بدأ أساسيًا في 211 منها وشارك في 19301 دقيقة، أن تكون نسبة الأهداف 0.32 هدف في كل مباراة، تلقى خلالها 53 بطاقة صفراء و6 بطاقات حمراء، ناهيك عن مسيرته في الدوري المصري 7 أهداف في 18 مباراة مع ناديه الزمالك بلا هدف أو فوز على الغريم التقليدي الأهلي.
 
القصة إذا مرتبطة أكثر في تاريخ ميدو عند أغلب الجمهور بفيديوهات دائما ما يرتبط الوصول إليها من خلال محرك البحث الشهير جوجل بجملة خناقة أو فضيحة.

عالمي الخناقات

في تصفيات كأس العالم 2002 تحديدا عقب مباراة مصر والجزائر، مع وقائع المشادات الشهيرة بين لاعبي مصر والجزائر، كان ميدو طرفا فيها بعدما قال إن "لاعبي المنتخب جبناء، ولم يقفوا معه في الخناقة وأنهم ليسوا غيورين على بلدهم مثله"، لم يكن ميدو وقتها أشجع من لاعبي المنتخب لكن سعيه الدؤوب إلى صنع شعبية جماهيرية حتى لو انتهت القصة بكارثة 
 
لم تكن تلك الواقعة نهاية مسيرة ميدو في صنع "بطل الخناقات الأول في الكرة المصرية"، فبعدما تولى محسن صالح قيادة المتخب وانتهاء بطولة أمم أفريقيا، خرج فيدو بتصريح على صفحات الجرائد وقتها قائلا "إنه تحمل مسئولية المنتخب بمفرده وألمح بتدخله في تشكيل المنتخب، وفرض بعض اللاعبين على محسن صالح"، لكن الهدف كان واضحا للجمهور، تصدير فكرة أنه القائد الجديد، وضرب محسن صالح، وقد كان.
 
4
يذكر أغلب الجمهور ومتابعي تصريحات ميدو قلوته الشهيرة بأنه السبب في احتراف حسام غالي وإبراهيم سعيد ومحمد شوقي وعمرو ذكي، الغريب في الأمر أن ميدو نفسه كان السبب في عودة عمرو ذكي الذي بدأ مسيرته الاحترافية للتو، إلى مصر بعد خلافات بينه وستيفن بروس المدير الفني لنادي لويجان.
لم يجد ميدو أمامه سوى موقع التدوينات القصيرة تويتر، ليطوعه في تصفية الحسابات، ولم ينج أحد من تهكمات العالمي، حتى حسن شحاتة، كان يتمهزأ به في آخر أيام تدريبه للمنتخب وفي أثناء فترة تدريبه للزمالك وكل ذلك بسبب موقف الخروج الشهير في مباراة المنتخب.
 
أما واقعة شريف إكرامي الأشهر والتي لعبها لصالحه، بعد مباراة غانا الشهيرة في كوماسي وألمح لهروبه من المباراة حيث كان ميدو وقتها المدير الفني للزمالك، وهو النهج الذي يتبعه دائما مع الفرق التي يدربها فيطلق تصريحات من نوعية أن هناك بعض اللاعبين في هذه الفرق يستحقون الإنضمام للمنتخب وذلك حتى يقال أن ميدو هو مكتشف هؤلاء.
 
نظرية بيع الوهم
 
لم تكن نظرية بيع الوهم في الكرة المصرية بعيدة عن ميدو، فالاعب الذي خرج من قبل بأنه أبدا لن يدخل تلك القناة القطرية الشهيرة والداعمة للدوحة على حساب وطنه، وهاجم خلالها من هاجم، سرعان ما ارتمى في أحضان شاشات "بي إن سبورت" من أجل حفنة دولارات، ثم واقعة تسريب مقطع فيديو لميدو خلال تحليل إحدى المباريات يعقد فيه صفقة شهيرة لتبادل الأفلام الجنسية، وخرج بعدها وهو يمسك السبحة، برفقة اللاعب السابق محمد فضل.
 
 
 
ربما تكون هذه الوقائع لها تبرير عند محبي العالمي أو لديه هو، لكن غير المبرر ما حدث مؤخرا من تورطه في صفقة الهاشتاج الشهير الذي يهاجم فيه إقامة مباراة السوبر المصري السعودي، قبل أن يتاجر بالقضية كعادته، مرميا كرة اللهب على البنزين، قائلا "يجب أن يحارب مسؤولي الزمالك على مشاركة الفريق في سوبر أبطال الكؤوس المصري السعودي.. الأهلي اعتذر عن مباراة الهلال بسبب ازدحام جدول مبارياته، فما ذنب الزمالك في استبعاده من المباراة التي يجب أن يلعبها رسميا بطلا لكأس مصر". 
 
6
 
بالطبع طلب اللاعب العالمي لم يرد به خيرا من البداية، فقد أراد التأثير على الجانبين ورمي حجر في المياه الصافية، بعد أزمة كبيرة شهدها الشارع الكروي بين الأهلي والاتحاد العربي، بعدما حالت ارتباطات الأهلي الإفريقية والمحلية في خوض مباراة السوبر المصري السعودي أمام نظيره فريق الهلال، وأصدرت القلعة الحمراء بيانا كشفت فيه تحفط الأحمر على توقيت المباراة (8 من نوفمبر 2018)، التي ستتعارض مع التزاماته الإفريقية في حالة وصوله لنهائي البطولة، قبل أن يتم استبدال الأهلي بفريق الزمالك.
 
 
ربما تناسى، عند عمد، العالمي وأصدقاؤه "اللهو الخفي"، أن تلك المباراة لم تكن هدفا في حد ذاتها بقدر الأهمية التي يرمي إليها الحدث الرياضي، في دعم وتعزيز العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، لكن يبدو أنهم فضلوا المصالح الشخصية على الوطنية كالعادة في مثل هذه الوقائع.
 
لكن يبدو أن ميدو لم يعجبه إعادة المياه إلى مجاريها بشأن مباراة السوبر المصري السعودي، بعد موافقة النادي الأهلي على خوض المباراة أمام اتحاد جدة، وقطع الطريق أمام محاولات تكدير الصفو العام، بما يعطي إشارة بالتأثير على العلاقات المصرية السعودية.
 
531
 

7
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق