مصرتتحدث عن نفسها

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 12:27 ص
مصرتتحدث عن نفسها
منى أحمد تكتب..

 

الاعمدة السبعة للشخصية المصرية  للمفكر دكتور ميلاد حنا هو المحور الرئيس لمنتدى شباب العالم الذي يعقد  للعام الثاني علي التوالي بمدينة شرم الشيخ.

وقد اتفق اغلب من تناولوا الشخصية المصرية وابرزهم العبقري د.جمال حمدان وعميد الادب العربي د.طه حسين د.لويس عوض ود.ميلاحنا علي عمق وتنوع التراث الحضاري للشخصية المصرية الذي اضفي عليها نوعا من التفرد وجعلها غير قابلة للاختزال اوالقسمة مهما كانت قوة الضغط الامر الذي جعلها تحافظ علي هويتها علي مدار الاف السنين.  

فقد اكد دكتور جمال حمدان في مجموعته الاشهر شخصة مصر  ان الشخصية المصرية استطاعت علي مدارالاف السنين ان تحافظ علي ثبات هويتها فلم يستطع اي احتلال اوجديد وافد ايا كان ان يغير من الهوية المصرية التي  تخطت الفوارق العقائدية والعرقية وجمعت على امتدادها التاريخي بين الهلال والصليب واستوعبت في تفاصيلها كل الثقافات الوافدة التي تعاقبت عليها لتنصهر داخل بوتقة الخصوصية المصرية.

وجاءالتنوع ليضفي خصوصية فريدة علي الهوية المصرية فهي ليست إسلامية فحسب أو مسيحية فقط  أو فرعونية لا غير أو متوسطية  او افريقية انما هي خليط من ذلك وتلك.

واقترب د.لويس عوض من هذة الرؤية حيث ذهب الي  ان الهوية المصرية خليط متجانس تكون من مجموعة طبقات متتالية الفرعونية اليونانية الرومانية القبطية الاسلامية العربية والأوروبيةالحديثة امتزجت منها سبيكة مختلفة العناصر طيعة التناغم ترتكز علي ماضي مصر الفرعونية وكان هذا هو سر تنوعها الفريد.

بينما استطاعت الهوية المصرية ان تحافظ علي تماسكها وفق رؤية د.طه حسين في كتابه الابرز مستقبل الثقافة المصرية بقدرتها علي اعادة انتاج ذاتها من الداخل  حيث يري ان الهوية المصرية ظلت تحافظ علي حريتها دون جمود تتشكل وفق معطياتها  دون ان يستطيع احد تشكيلها  عنوة او قهرا  فهذا الاصيل كما يري عميد الادب العربي علي مدار حضارته الممتدة عبر الاف السنين لم يتحول من نص مقدس الي مطية.

اما د.ميلاد حنا فيري في كتابه الأعمدة السبعة للشخصية المصرية ان تنوع انتماءات الشخصية المصرية جعل لها سحر خاصا وتمييزا فريدا وهو تنوع جمع بين التاريخ والجغرافيا بين الزمان والمكان فعلي مدار التاريخ تعاقب عليها اربع حضارات تنوعت بين التاريخية والعقائدية لكن ظل الانتماء الاصيل للحضارة الام الحضارة الفرعونية الحاضنة لكل ماتلاها من حضارات توالت عليها كالحضارة اليونانيةوالرومانية.وكان للتنوع العقائدي ملمح اخراكثر تمييزا في الحالة المصرية  تنوع بين القبطي والاسلامي وكلا منها تعاقب علي مصر وتشكل وفقا للهوية والهوا المصري.

وكان للمكان انتماءات اخري ارتكزت عليها الشخصية المصرية وثلاثة أعمدة جغرافية وهى الوطن العربى الذي تقع منه مصر في مكان القلب.ومتوسطية تطل علي البحرالمتوسط .وأفريقية حيث القارة الام الحاضنة لمصر.

اﻷﻋﻤدة اﻟﺴﺒﻌﺔ كمايري د.حنا ﻤوﺠودة داﺨﻝ ﻛﻝ منا ﺒدرﺠﺎت ﻤﺘﻔﺎوﺘﺔ تختلف باختلاف الرؤي والاﻨﺘﻤﺎءات فلكل منا ذاتيته وخصوصيته المتفردة وانتمائه الديني والايدلوجي التي قد تقترب كثيرا اوتبتعد قليلا بتغير المراحل والنشاة والظروف اﻠﻤﺠتمعية لكنها تظل في اطار ارضية مشتركة حاضنة لكل هذة التباينات والمقاربات وهي الاعمدة السبعة التي لاتتساوي بذات القدرلكنها تظل  ﻤﺴﻴطرة ﻋﻠﻰ التركيبة الجينية ﻟﻛﻝ ﻤﺼرى مكونة للهوية المصرية وحديث لا ينتهي.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق