امرأة أوروبا الحديدة ترمي المنديل.. من يخلف أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا؟

الخميس، 01 نوفمبر 2018 02:00 ص
امرأة أوروبا الحديدة ترمي المنديل.. من يخلف أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا؟
أنجيلا ميركل

 

مع إعلانها عدم ترشحها مجددا لرئاسة حزبها، باتت ألمانيا على مقربة من نهاية حكم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذي استمر قرابة عقدين، في الوقت الذي يرى فيه كثير من المحليين أن ابتعاد ميركل عن الساحة لا يعود للنتائج المخيبة لحزبها في الانتخابات البلدية وحسب، بل هناك عوامل أخرى لن ترحل برحيل امرأة أوروبا الحديدية.

وأعلنت أنجيلا ميركل اعتزالها الحياة السياسية في 2021 بعد رحلة مهنية في عالم السياسة استمرت لحوالي ثلاثين سنة، شهدت قرارات وتوترات وأحداث كبيرة، كان أبرزها في السنوات الأخيرة وبالتحديد عام 2015 هو فتح الحدود الألمانية للاجئين، الأمر الذي أصبح مثارا لانقسام سياسي ساد البلاد، ووضعها هذا القرار أيضا على حافة صدام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018.

واعتبر محللون كثر، أن عام 2015 كان بداية النهاية لميركل، بعدما أعلنت المستشارة الألمانية سياسة الترحيب بالمهاجرين واللاجئين في خطوة كانت في البداية تلقى ترحيبا كعمل نبيل لاستضافة من شردتهم الحروب والصراعات، لكن بعد أسابيع قليلة بدأت الأزمة في الظهور بسبب عدم اندماج القادمين الجدد في المجتمع الألماني، وإنفاق ألمانيا للمليارات في برامج إيواء وتدريب وتوظيف القادمين الجدد.

ترامب فى مواجهة ميركل
ترامب في مواجهة ميركل

وساهمت أيضا حادثة التحرش الجماعي، في احتفالات رأس السنة عام 2016، بمدينة كولونيا، في أزمة كبرى استغلها اليمين المتطرف، الرافض لسياسة استقبال المهاجرين، لزيادة شعبيته في البلاد، بعدما قالت وسائل إعلام ألمانية وقتها إن المتحرشين من المهاجرين، وأن الشرطة الألمانية تبحث عن ألف رجل على الأقل شاركوا في التحرش الجماعي.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل جاء طلب مسئولي البلدية في كولونيا، النساء النساء عدم السير وحدهن ليلا أو ارتداء ملابس قصيرة، ليزيد الطين بلة، بعدما استغل التيار اليميني المتطرف تلك الوقائع لزيادة شعبيته، متهما المستشارة الألمانية بأنها تعمل على إدانة النساء الضحايا بدلا من توفير الأمن للشعب الألماني.

وربما عكست الانتخابات الألمانية العام الماضي حجم أزمة ميركل، بعد أن تمكن حزب حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليمينى المتطرف من تحقيق مكاسب كبيرة، جعلت من فرصة تشكيل ميركل لحكومتها من حزبها فقط شيء مستحيلا.

بل أن شعبية اليمين المتطرف زادت أكثر بين النساء في ألمانيا، في أعقاب حوادث التحرش هذه، وبسبب أيضا برامج الرعاية الاجتماعية التي وعدت بها أحزاب اليمين المتطرف بدعاية تقول «إن أموال الرعاية الاجتماعية أولى بها النساء والأطفال الألمان وليس المهاجرين القادمين الجدد للبلاد».

سيلفى المهاجرين مع ميركل
سيلفى المهاجرين مع ميركل
 
ولأول مرة أصبحت ميركل مجبرة على مشاركة السلطة، بعد النتائج المخيبة التي حققها الحزب المسيحي الديمقراطي في الانتخابات الألمانية، وصعود تيار اليمين المتطرف، ما وضع المستشارة الألمانية في موقف لا تحسد عليه وأصبحت مجبرة على البحث عن حليف لتشكيل حكومة جديدة.

وتوقعت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن يكون هذا الائتلاف نهاية حكم المستشارة الألمانية. وقالت في تقرير لها نشر في 30 نوفمبر 2017، إن «بقاء ميركل في الحكم يعني أن عليها التعاون مع الحزب الاشتراكى الديمقراطي وتقاسم السلطة معه، لكنها ستفشل في هذا، والسبب أن ميركل لم تعد بقوتها وشعبيتها المعهودة».

ومع إعلنها الاعتزال، بات سؤال من يخلف ميركل في حكم ألمانيا؟ يطرح نفسه في ألمانيا وأوروبا، وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها إن ميركل كانت ترشحت في الانتخابات الأخيرة في الأصل، بعد تردد طويل، مشيرة إلى أن الأخيرة كانت تبحث نهاية لحكمها بعد المتاعب التي واجهتها في الأعوام الأخيرة.

وتشير التوقعات إلى أن وريث ميركل داخل ألمانيا سيكون فولفجانج شاوبل رئيس البرلمان الألماني، الذي وصفه موقع بوليتيكو بأنه بدأ الإعداد فعلا لمرحلة ما بعد ميركل، شاوبل من حزب ميركل «المسيحي الديمقراطي»، لكنه سيكون عليه عبئ حماية الحزب فى مواجهة المنافسين من الأحزاب الأخرى، مثل البديل من أجل ألمانيا.

شاوبل

فولفجانج شاوبل رئيس البرلمان الألماني

وبحسب رويرتز، هناك أيضا أرمين لاشيت، قيادي الحزب الذي يقدم نفسه كسياسي معتدل يريد إدخال بعض التعديلات على سياسة ميركل  ويحظى في نفس الوقت بدعم من الجناح المعارض للمستشارة الألمانية، وأيضا حماية تركة ميركل من القيادات داخل حزبها نفسه مثل «ينس سبان» وزير الصحة البالغ من العمر 38 عاما، والمعارض الصريح لميركل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق