96 عاما على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. عندما عثر هوارد كارتر على فرعون مصر

الأحد، 04 نوفمبر 2018 01:00 م
96 عاما على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون..  عندما عثر هوارد كارتر على فرعون مصر
قناع توت عنخ آمون
وجدي الكومي

في الرابع من نوفمبر، عام 1922، كانت مصر على موعد مع حدث كبير، ومؤثر في تاريخها وحضارتها، كان هذا التاريخ هو الذي قاد فيه المكتشف والباحث الأثري هوارد كارتر فريق عمله، إلى مقبرة توت عنخ آمون للمرة الأولى، ليخلد أسمه في التاريخ، جنبا إلى جانب الملك المصري العظيم، توت غنخ آمون، الذي استمد مجده من عظمة وثراء مقبرته وغلو كنوزها.

قناع توت عنخ آمون
قناع توت عنخ آمون

 

قضى هوارد كارتر وراعيه وممول اكتشافاته وأبحاثه اللورد كارنارفون، سنوات وسنوات يبحثون في وادي الملوك، بدون يقين كبير، أنهم سوف يعثرون على ما يستحق جهدهم وحجم الأموال التي أنفقوها، والصبر الذي اتسموا به طيلة هذه الفترة، لكن في الرابع من نوفمبر عام 1922، هداهم جهدهم، وصبرهم، ثمرة عظيمة، وهي التوصل إلى قبر توت عنخ آمون، الذي ظل مغلقا طيلة 3000 عام، ينتظرهم، ويهديهم المجد.

هوارد كارتر خلال فحص تابوت توت عنخ آمون وقناعه الذهبي
هوارد كارتر خلال فحص تابوت توت عنخ آمون وقناعه الذهبي

 

عمل كارتر في مصر لمدة 31 عاما، قبل أن يجد قبر الملك توت، بدأ حياته المهنية في مصر في سن السابعة عشرة، يقوده الشغف، مستخدما مواهبه لنسخ مشاهد الخرائط، والنقوش، وبعد ثمانية أعوام، وفي عام 1899، تم تعيينه مفتشا عاما لللآثار في صعيد مصر، وفي عام 1905 استقال كارتر من هذا المنصب، وفي عام 1907 ذهب كارتر للعمل لدى اللورد كارنارفون.

كارنارفون
كارنارفون

 

كارنارفون كان نبيلا إنجليزيا، وأرستقراطي، اسمه بالكامل جورج إدوارد ستانفورد مولينكس هيربرت، عمل في تمويل الاستكشافات، ورحلات البحث عن الآثار، بسبب حادث سيارة، تعرض له، بحث عمن يساعده في العمل فتعرف على هوارد كارتر، وعينه لديه، وعملا سويا عدة مواسم إلى أن وقعت الحرب العالمية الأولى، عام 1914، وبعد انتهائها استأنفا البحث في وادي الملوك، يحدوهما الأمل أن يجدا مقبرة الملك توت، كانا يطاردان المقبرة، ويشعران أنهما على وشك العثور عليها.

كارتر وكارنرفون يفتحون أحد أبواب مقصورة في مقبرة توت عنخ آمون
كارتر وكارنرفون يفتحون أحد أبواب مقصورة في مقبرة توت عنخ آمون

 

في كتابه "توت عنخ آمون من عبادة آمون إلى عبادة آتون إلى التوحيد في مصر القديمة" يقول السير إ.أ.ووليس بدج، أحد أهم علماء المصريات في القرن الماضي، الذي عمل أمينا للآثار المصرية والأشورية في المتحف البريطاني وله مؤلفات كثيرة بدأت في أواخر القرن التاسع عشر واستمرت حتى وفاته عام 1934، ومن أشهرها كتاب الموتى المصري" الذي ترجم فيه بردية آني، وشرحها وعلق عليها، يقول السير ووليس بدج، أن توت عنخ آمون أعلن إيمانه بديانة زوجه أي عبادة آتون، قرص الشمس، عندما اعتلى العرش واستمر في ذلك بعض الوقت، إلا أنه أدرك بسرعة أن الأتونية قد سقطت، فاستبدل آمون بآتون في اسمه، ويقول ووليس بدج أن بعض من كتبوا عن اكتشافات اللورد كارنرفون، تجاوزوا الحديث عن محتويات قبر توت عنخ آمون، إلى الكلام عن الثورة الدينية، التي يبدو أن امنحتب الثالث هو الذي بدأها بناء على طلب زوجته الملكة تي، واستمر فيها ولدهما امنحتب الرابع الذي وصف على أنه مصلح، متفرد مثالي.

في شتاء 1907 و1908، قام اللورد كارنرفون صديق المؤلف ووليس بدج، بإجراء سلسلة من الحفائر المكثفة في منطقة دراع أبو النجا وفي الدير البحري في البر الغربي لطيبة، ساعده في التنقيب كارتر، المفتش السابق في مصلحة الآثار المصرية، وحينما اكتشف كارنرفون قطعتين من الاوستراكا مدون عليهما نصوص تتعلق بأعمال الملك كامس، وجزء من نسخة حديثة لنصائح بتاح حتب، وفي 1908، و1909، اكتشف مقبرة تيتكي ومقبرة من الأسرة الخامسة والعشرين، تحتوي على توابيت لتسعة أشخاص، وبعدها بعامين اكتشف معبدا لم يكتمل بناؤه لحتشبسوت، ومعبدا محطما لرمسيس الرابع، وجبانة من عصر الأسرة الثانية عشرة.

قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، عمل ت.دافيز بعد الحصول على إذن من ماسبيرو مدير مصلحة الآثار المصرية، بالتنقيب بمساعدة كارتر، واكتشفا مقابر الملكة حتشبسوت، وتحتمس الرابع، وحورمحب، ومرنبتاح، وسبتاح، ومقبرة والدي الملكة تي، وأخبر ماسبيرو بعدها أن الوادي أصبح خاويا، ولا يوجد فيه المزيد من المقابر الملكية، وتقبل معظم الناس هذا الكلام، إلا أن كارنرفون لم يقتنع بصحة رأي دافيز، وبعد الحصول على إذن الحكومة المصرية، بدأ هو وكارتر في العمل لإثبات عدم صحة قول دافيز، شعرا أن مقبرة ملكية أو اثنتين لم تزل تنتظرهما، وبمواصلة العمل الدءوب تمكنا من الوصول إلى مقبرة توت عنخ آمون في الرابع من نوفمبر عام 1922.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق