الإمبراطورة فوزية ضحية شقيقها فاروق.. طلقها من الشاه ليداري على خبر طلاقه

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 02:27 م
الإمبراطورة فوزية ضحية شقيقها فاروق.. طلقها من الشاه ليداري على خبر طلاقه
الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول وشقيق الملك فاروق
وجدي الكومي

يمكن أن نصف البرنسيسة فوزية شقيقة الملك فاروق، بأنها أميرة الأقدار، إذ كانت الزوجة التي ساقها قدرها، لتشهد أفول حاكمين كبيرين، تزوجت من أحدهما، فثار شعبه ضده، وكانت شقيقة الآخر، الذي أُجبر على التنازل عن العرش، بل كانت أيضا زوجة لآخر وزير حربية في هذا العصر، قبل اندلاع الثورة.

ولا يمكن أن نصفها بأنها سبب هذا الفأل السيء، ولكنها فعلا كانت شاهدة على تغيرات حاسمة في التاريخ، ووُجدت في قلب العواصف، التي تجتاح بلاطين، بلاط شاه إيران، محمد رضا بهلوي، وبلاط الملك فاروق، الذي اندلعت ضده ثورة يوليو.

وُلدت الأميرة فوزية ابنة فؤاد الأول، وشقيقة الملك فاروق في الخامس من نوفمبر عام 1921، وتوفيت في الثاني من يوليو عام 2013، وكانت إمبراطورة إيران قرابة عشر سنوات في الفترة من 1941، و1949.

في كتابه "العلاقة بين القاهرة وطهران تنافس أم تعاون، يشير سعيد الصباغ، إلى أن طهران اقتربت من القاهرة، وتوشجت العلاقات بينهما، في فترة من فترات التاريخ الملكي في البلدين، من خلال الزواج الملكي الذي تمت مراسمه المهيبة عام 1939، بين الأمير محمد رضا بهلوي، ولي العهد حينئذ، وآخر شاه إيراني، والأميرة فوزية فؤاد، شقيقة الملك فاروق آخر ملك مصري، وهو الزواج الذي استلزم إعادة تفسير المبدأ 37 المتمم للدستور الإيراني، والذي كان ينص على ضرورة أن يكون الشاه من أم إيرانية الأصل، وبالتالي منحت فوزية بموجب التفسير الجديد صفة الإيرانية، وحق المواطنة اقتضاء لمصالح البلاد العليا.

في كتابه "طلاق الإمبراطورة" يروي كريم ثابت، الذي كان مستشارا صحفيا للملك فاروق، حكايات مثيرة عن سطو الملك على حقائب الإمبراطورة فوزية، عقب مجيئها من إيران إلى مصر، واستيلائه على مجوهراتها، ومعاطفها الفرو، وإهدائه هذه المجوهرات المسطو عليها لسيدات أمريكيات، كان يستضيفهن في حفلات بالقصر الملكي، وصمت فوزية على سطو فاروق على حقائبها، ولكن هذه الحكاية ليست الحكاية الوحيدة عن الإمبراطورة الإيرانية السابقة في الكتاب، بل أن الكاتب يروي قصة اختطاف فاروق للأميرة فوزية نفسها، من قصر أنطونيادس، بالإسكندرية، وسط حاشيتها الإيرانية، ونقلها إلى قصر المنتزه، يحكي كريم ثابت على لسان فاروق قائلا: دعنا الآن من العلاقات الرسمية بإيران، ألا ترى أن خطة هجر قصر أنطونيادس قد نفذت بمهارة، بدأت ألا بدعوة فوزية إلى العشاء معي ولم يكن في ذلك ما يريب رجال الحاشية الإيرانية، لأنها اعتادت أن تتعشى معي في ضيافتي كل ليلة، وفي الأثناء كان كل شيء في قصر أنطونيادس يسير في الظاهر سيرا عاديا منتظما، فلم يكن في استطاعة رجال الحاشية الإيرانية أن يلاحظوا شيئا يسترعى انتباههم أو يحرك ظنونهم، ولما انتهوا من عشائهم، انتقلوا إلى حجراتهم وكانت فوزية قد جمعت ملابسها وأعدت حقائبها، بمساعدة خادمتها، فأنزلها الخدم من الباب الخلفي إلى السيارة.

تبدو مغامرة فاروق لنقل شقيقته من وسط الحاشية الإيرانية حسب رواية كريم ثابت شديدة الاستهتار بالعلاقات مع إيران، بل يبدو من خلال الرواية ملك عابث فعلا لا يعتبر لأية علاقات دبلوماسية مع أي بلد، ويكشف كريم ثابت، أن فاروق أصدر أوامره بحبس الرسائل البريدية التي ترد من طهران إلى شقيقته، معللا بخشيته عليها مما يثير أعصابها، ويسيء إلى صحتها.

اللافت في هذه المغامرة التي أجراها فاروق لمنع شقيقته من العودة إلى إيران وتطليقها بعد ذلك من الشاه، أنه لم يضع في اعتباره ابنتها الأميرة نازشاه، ورسائلها إلى أمها الحبيسة في قصر المنتزه، وحينما نشرت إحدى المجلات المصرية طائفة من الصور للأميرة الصغيرة نازشاه، هاج الملك فاروق، وطاف بحجرات القصر، خوفا من أن تكون نسخة من المجلة قد وصلت لأيدي شقيقته.

يشير كريم ثابت في الكتاب إلى صدمة شاه إيران، بعدما تلقى من سفير مصر في طهران مطلب مصر بتطليق فوزية، يقول مؤلف الكتاب: لما كوشف الشاه بالمطلب قال إن دهشته عظيمة، فهو يحب زوجته، وزوجته تحبه، والعلاقات بينهما على ما يرام، فما الذي طرأ؟ وبعد مفاوضات طويلة تعددت في خلالها مقابلات سفير مصر للشاه، وافق على الطلاق، ورضى أن تحتفظ بجميع المجوهرات التي أهداها إليها، وبعدما اتفق الجانبات على الطلاق، واستعد الشاه لإعلانه، فوجئ بمطلب من فاروق بتأجيل الإعلان، لمدة شهر، وبعد شهر، طولب الشاه أن يؤجل لشهر آخر، وأخيرا طلق فاروق الملكة فريدة، فأذيع نبأ طلاقهما، مع نبأ طلاق الشاه وفوزية في وقت واحد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق