كيف حمت مصر ليبيا؟.. مواقف داعمة وتحركات ساعية لحل الأزمة

الخميس، 15 نوفمبر 2018 04:00 م
كيف حمت مصر ليبيا؟.. مواقف داعمة وتحركات ساعية لحل الأزمة
الرئيس عبد الفتاح السيسي
محمود علي

«موقف مصري ثابت تجاه ليبيا قائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة بدعم من الأمم المتحدة، يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، بالشكل الذي يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية ويُساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية».. مقتطف من حديث رئيس عبد الفتاح السيسي أمس خلال لقاءه برئيس الوزراء الإيطالي جيوسبى كونتي على هامش  المؤتمر الدولي حول ليبيا في باليرمو، الأمر الذي يعكس الحرص المصري على حل الأزمة الليبية وفقًا لثوابت لا يمكن التخلي عنها وذلك لعدم وقوع البلاد فريسة للفوضى والإرهاب والاقتتال الداخلي والفراغ السياسي والمؤسسي.

وتأتي مشاركة مصر في كافة المؤتمرات الدولية الخاصة بحل الأزمة الليبية وآخرها مشاركة الرئيس السيسي في مؤتمر باليرمو في إطار تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين لوضع حد للأزمة المتفاقمة والصراع المحتدم منذ سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ولم تختصر الجهود المصرية على المشاركة في المؤتمرات الدولية بل حاولت القاهرة خلال السنوات الماضية، درء الخلافات بين الفصائل السياسية الليببة، حيث استضافت الكثير من جولات الوساطة بين الأطراف الليبية المتنازعة، حيث عقد في  مصر أكثر من اجتماع بين أطراف ليبية عدة لمحاولة تقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل يوحد المؤسسة العسكرية.

من جانبه قال هاني سليمان الباحث بالمركز العربي للبحوث والدراسات إن مصر داعمة لليبيا بقوة وبشكل أكثر وضوحاً من أي ملف آخر، فقد كان كل الدعم لؤسسات الشرعية الليبية ومن بينها قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، خاصة مع اختلاط الأوراق وتعدد المعارك ووجود أكثر من حكومة متنازعة، وتعدد الميليشيات المتقاتلة والتي تتعدى 1500 ميليشيا، وهو وضع معقد ومربك للغاية.

وأضاف سليمان أن اهتمام مصر بالملف الليبي اتخذ بعداً آخر بعد تدخل الناتو، والذي ترك ليبيا أرضاً خصبة وفضاء متسعاً بلا حاكم أو ضابط، ولذا كان لزامًا على القاهرة أن تلعب دوراً أكثر قوة لخدمة ودعم مصالحها في مواجهة تلك التحديات الكبيرة، مؤكدا أن مصر، على مدار التاريخ، لها دورمهم  في استقرار المنطقة، حيث يعد أحد أهم الركائز ومفاتيح القضايا لحل الأزمات، الأمر الذي انعكس بشكل خاص على ليبيا، حيث أن السياسة المصرية انطلقت في هذا الملف من أسس ومبادئ ثابتة؛ أهمها التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية والرفض القاطع لأية خيارات تتضمن التقسيم، وضرورة الحفاظ على الجيوش الوطنية وصد أية مؤامرات لتفكيكها كما حدث مع الجيش العراقي، بالإضافة إلى التأكيد على التعاون المصري في مجال مكافحة الإرهاب، بما فيها الميليشيات والجماعات الإرهابية المتمركزة والمنتشرة في ليبيا، والتي تعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.

ويرى المراقبون أن مؤتمر باليرمو في إيطاليا والذي حضره كثير من الزعماء، يعكس مزيدًا من التأكيد على سياسة مصر تجاه الملف الليبي، حيث بدا للعيان أن مصر تلعب دورًا كبيرًا في ليبيا، وأن أي تسوية في ليبيا لا يمكن أن تتم دون إشراك القاهرة فيها، ويظهر هذا في استضافة القاهرة لمكونات العملية السياسية في ليبيا.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق