وتطورت التصريحات الأمريكية حتى وصلت إلى وصف فرنسا بـ"التابعة لها" وأن الولايات المتحدة هى صاحبة الفضل على فرنسا فى كونها مستقلة.
وبعد وصلة من التطاولات على فرنسا خرج ماكرون ليرد رسميا، موضحا إن التعامل بين بلدين حليفين منذ وقت طويل مثل فرنسا والولايات المتحدة يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل، وإن فرنسا حليفة للولايات المتحدة لا تابعة لها، وذلك بعدما هاجمه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عبر تويتر.
وفى خمس تغريدات على تويتر بعد زيارته إلى فرنسا، انتقد ترامب الثلاثاء الماضى حليفة بلاده الرئيسية متناولا شبه هزيمتها على يد ألمانيا فى الحربين العالميتين الأولى والثانية وقطاع صناعة النبيذ فى فرنسا ونسب التأييد لماكرون.
وقال ماكرون: "فى كل لحظة من تاريخنا كنا حليفين والاحترام بين الحليفين واجب" مشيرا إلى دعم فرنسا لحرب الاستقلال الأمريكية ودعم الولايات المتحدة لفرنسا فى الحربين العالميتين.
وأضاف خلال مقابلة مع محطة (تى.إف 1) التلفزيونية على متن حاملة الطائرات شار ديجول: "لا أعتقد أن الفرنسيين يتوقعون منى أن أرد على تغريدات بل أن أمضى فى كتابة هذا التاريخ المهم.. ترامب لا يستهدف سوى الجماهير داخل الولايات المتحدة.. أعتقد أنه يمارس لعبة سياسية وأنا أدعه يلعبها".
وردا على سؤال عن انتقاد ترامب قبل عدة أيام، عبر عدة تغريدات، لفكرته بشأن تكوين جيش أوروبى، قال ماكرون: "الولايات المتحدة كانت وستظل حليفتنا التاريخية. هى الحليف الذى نخوض معه كل المجازفات وننفذ أكثر العمليات تعقيدا. لكن كوننا حليفا لا يعنى أن نكون دولة تابعة".
يذكر أن ماكرون تناول خلال تصريحاته يوم الاحتفال بذكرى الحرب العالمية الأولى، بشكل عام عن تهديدات الأمن الإلكترونى وعدم الاستقرار العالمى، إن أوروبا تحتاج لحماية نفسها من الصين وروسيا والولايات المتحدة.
فيما قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه لأمر "مهين للغاية" أن يقترح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن تشكل أوروبا جيشاً لحماية نفسها من أعداء محتملين منهم الولايات المتحدة.
وقال ترامب على تويتر فى الوقت الذى وصل فيه إلى فرنسا للقاء ماكرون: "هذا مهين للغاية، لكن ربما يجدر بأوروبا أولاً أن تدفع حصتها العادلة فى حلف شمال الأطلسى، الذى تدعمه الولايات المتحدة بشدة".
ومن جانبها، رجحت المفوضية الأوروبية تشكيل جيش للاتحاد الأوروبى يوما ما مكررة دعوة الرئيس الفرنسى إلى "جيش أوروبى حقيقي" لخفض الاعتماد على الولايات المتحدة.
كما يدعم أيضا، رئيس المفوضية جان كلود يونكر، وهو رئيس وزراء سابق للكسمبورج، داعم قديم لفكرة أن على الاتحاد الأوروبى تكوين قدرة دفاعية بمعزل عن حلف شمال الأطلسى الذى تهيمن عليه الولايات المتحدة.
